«الكيمائية» القابضة .. والتأخر في التعقيب

اعلانات الشركات في السوق المالية جزء من الافصاح، وأهميتها تكمن في كون المتداولين يتفاعلون معها سلبا او ايجابا حسب طبيعة الافصاح. والتأخر في بعض الافصاحات يستوجب معاقبة من قبل هيئة السوق المالية كبلوغ الخسائر نسبة مئوية معينة من رأس المال على سبيل المثال او استقالة عضو مجلس ادارة.

بعض الاعلانات تكون بهدف الاعلان عن توسع، وبعض الاعلانات تكون للإخبار عن مشاكل كما حدث مؤخرا حين اعلنت احد الشركات عن الغاء عدد من صكوكها الالكترونية. اجمالا الافصاح جزء لا يتجزء من الحوكمة، والدقة فيها تنم عن احساس عالي بالمسؤولية والعكس صحيح، الضبابية تنم عن عدم مسؤولية وتقصير وربما دل على امور اخرى.

هنا ساضرب مثال على الضبابية ولايمكن تصنيفه تحت اي خيار قبل ان تتضح الامور، الشركة الكيمياية السعودية القابضة اعلنت في شهر مارس من العام الماضي 2020 انها بصدد انشاء مشروع مجمع لصناعة المتفجرات والمواد العسكرية تابع لإحدى شركاتها وذلك بعد الانتهاء من اعداد خطتها الاستراتيجية والحصول على التراخيص المطلوبة من الجهات المختصة. واكدت الشركة انه سيتم الافصاح عن اي تطورات جوهرية مستقبلا حال توفرها.

الامر الذي يحتاج تبرير او ايضاح من قبل الشركة لمساهميها بشكل عام هو انه مر على هذا الاعلان ما يقارب السنة دون اي تعقيب من طرف الشركة، وفترة سنة فترة طويلة فإما ان المشروع بدأ، والبناء ماضي على قدم وساق وهذا يتطلب اعلان واما ان المشروع تأجل وهذا هو الآخر يتطلب افصاح. لكن – وهو الامر المأخذ على الشركة حاليا- ترك الحبل على الغارب دون اي تعقيب بعد مرور حوالي السنة فيحتاج ايضاح وتبرير وهو يفسر بأنه تقصير في التعقيب من جانب مجلس الادارة وضبابية غير مفهومه ابدا. كما ويثير تساؤلات عن هدف الاعلان في وقتها.

الاعلانات واخذها على محمل الجد مهم وتعكس مستوى شفافية مجالس الادارات كما تعكس فهم الشركة وادراكها لمسؤولياتها المناطة بها. ما بدر من “الكيميائية” القابضة يثير تساؤلات المتداولين، وكافة التساؤلات مشروعة في ظل تقصير الشركة في الافصاح. الافصاح مهم في الشركات المتداولة ويجب اخذها على محمل الجد ويجب ان تولى بأقصى درجات الاهمية.