الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ارتبطت تقنية “البلوكشين” (Blockchain) في ذاكرة الغالبية بالعملة الرقمية والدفع الإلكتروني أكثر من أي شيء اخر، وهي كتقنية عالية التعقيد لتداول الأموال الرقمية في سلاسل كتل معلوماتية مشفرة بحيث يكاد يستحيل التلاعب فيها، والتفاعل بين الكتل المعلوماتية المختلفة والمشفرة وحقن بعضهما البعض بالمعلومات سيضمن للمنظومة النقدية المصداقية الموثوقية.
والسؤال هنا: أي المجالات الأخرى ستكون تحت إمرة “البلوكشين” وما هو المجال المرشح حاليا ليظهر تحكم “البلوكشين” فيه؟
تقريبا كل شيء سيكون تحت إمرة هذه الأداة المنتمية للثورة الصناعية الرابعة المهتمة بالربط المعلوماتي الذكي، لكن الإعلام سيكون النجم التالي بعد المال، ففي 2020 رأينا الكثير من المعلومات المضللة حول جائحة فيروس (كوفيد – 19)، وأيضا الكثير من الأخبار حول وجود تزوير في الانتخابات الأمريكية، والكثير من المعلومات المغلوطة والمحيرة بقصد أو من غير قصد حول اقتصادات العالم.
في عام 2021، وصل التهديد المتزايد للمعلومات المضللة – خاصة على وسائل شبكات التواصل الاجتماعي – من المساس بالثقة وتآكلها على مستوى الدول والمؤسسات والأفراد، حتى محرري ومقدمي الأخبار المخضرمين والقنوات الإخبارية المحترمة واجهوا في بعض الأحيان لحظات حرجة بسبب انخداعهم بمعلومة ما ظنوها صحيحة بسبب مهارة الكذب أو التحايل في صناعتها، وهذا سبب أرق للكثير مما يتطلب استجابة صنّاع الخبر والصناعة بأسرها.
أول من اعتمد تقنية “البلوكشين” وبكثافة شركات شبكات التواصل الاجتماعي مثل “تويتر” و “فيسبوك”، وكان الدافع الأساس لهذا التوجه هو الحفاظ على سلامة هذه الشركات من تهديدات أنظمة الرقابة التنظيمية التي رأيناها تنشط في السنوات الأخيرة خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، كما أنه من المتوقع مستقبلا استحداث قوانين دولية لن ترحم مثل هذه الشركات، أو أي دولة أو مؤسسة يصدر عنها خبر أو معلومة مضللة ومسببة لخسائر أو مكاسب مشبوهة سواء مادية أو معنوية.
شركات الإعلام في السياسة والاقتصاد والمنصات الاجتماعية الكبرى – من خلال فرض إجراءات مضادة جديدة ضد الأخبار الملفقة والمضللة – سيعتمدون على تقنية “البلوكشين” كالشريك الأضخم في إدارة محتوى الأخبار، بحيث تسمح هذه التقنية بتوزيع الأخبار بطريقة غير قابلة للتغيير، مع التحقق من صحة كل من المحتوى والمصدر، وباستخدام بنية دفتر الأستاذ المشترك – كما في المحاسبة – ستكون أي تعديلات على المحتوى مرئية للجميع على الفور، ويمكن دائما تتبع كل محتوى إخباري حتى مصدره الأصلي، مما يؤدي إلى صد أي معلومات خاطئة لا يستطاع التحقق منها.
ستؤدي تقنية “البلوكشين” الرائعة إلى تحسين فعالية السياسات الإعلامية، ونقل المجتمعات لمناطق معززة فيها الشمولية مما سيقلل من الحواجز بينها، والوصول إلى أعماق أخبار هذه المجتمعات بكل يسر وبلا وسيط مؤثر لأن هذه التقنية ستمنع أي جهة مركزية أن تتحكم في توجيه المعلومة، وستسهل إمكانية التتبع والإشراف للقضاء الفوري على مخاطر المعلومات المغلوطة والاشاعات، مما سيرفع من مستويات الموثوقية والشفافية عالميا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال