الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
فقدت المملكة العربية السعودية والعالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي قائدا استثنائيا هو خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله -يرحمه الله-.
لقد تمكن الملك عبدالله بعد توفيق الله من قيادة المملكة في مسارات التنمية المختلفة وفي مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتعليمية. منظومة تنموية متكاملة قادها برؤية واضحة نحو آفاق المستقبل حيث حقق بقرارات حاسمة إنجازات استراتيجية يصعب حصرها في مقال واحد.
كان من أبرز الإنجازات الاستراتيجية إعطاء أولوية قصوى للتعليم فكان التوسع في الجامعات، وانشاء برنامج الابتعاث، وتوفير دعم مالي ومعنوي غير مسبوق لمشروع النهضة التعليمية التي تمثل العنصر الأهم في منظومة التنمية، فكان مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم الذي يهدف الى تحقيق نقلة نوعية للتعليم العام لبناء الإنسان القادر على العطاء والانتماء والمشاركة في مسيرة التنمية الشمولية.
واتجهت مسيرة التطوير بقيادته لتشمل القطاعات الاقتصادية والصحية والاجتماعية والقضائية. اتجهت نحو الطاقة، وفرص العمل، وتطوير القضاء، وتعزيز مشاركة المرأة حتى وصلت الى عضو في مجلس الشورى. اتجهت نحو الرعاية الصحية بإنشاء المدن الطبية والمستشفيات العامة والمتخصصة. اتجهت نحو شبكات الطرق وتحديثها حتى وصلت الى مشاريع المترو العملاقة. اتجهت نحو القطاع الشبابي والاجتماعي فكان الدعم للشؤون الاجتماعية والرياضية وتحفيز الشباب للعمل والابداع كل في مجاله. اتجهت الى قطاع الخدمات فقطعنا مرحلة متميزة في مجال الحكومة الالكترونية، وتطوير اللوائح والأنظمة لأجهزة الدولة المختلفة.
وعلى الصعيد الدولي كان للملك عبدالله مواقف وسياسات تتفق مع مكانة المملكة ودورها الديني والاقتصادي والسياسي حيث أصبحت المملكة شريكا في صناعة القرار الدولي ونشر ثقافة الحوار والسلام، وتوحيد الصف العربي، ودعم القضية الفلسطينية، وكانت مبادرته للسلام عام 2002 في بيروت ولا تزال لدعم الحق الفلسطيني رائدة وحظيت بدعم عربي ودولي وسوف يتحطم جدار التعنت الإسرائيلي أمام هذه المبادرة في المستقبل.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب اقترح يرحمه الله انشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب عام 2005 خلال مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب عقد في الرياض. كما دعا الى حوار الأديان والحضارات وبناء علاقات تقوم على الاحترام والتنوع الثقافي لصالح المجتمع الإنساني.
رحم الله فقيد الأمة وعظم الله أجر الجميع. والعزاء للجميع. الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.
تلك اطلالة سريعة ومختصرة جدا ذلك أن مسيرة هذا القائد لا يتسع لها مقال صحفي. كان الوطن في قلبه وهو في قلوب الجميع.
نقلا عن الرياض
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال