3666 144 055
[email protected]
مهندس كميائي مهتم بالاعمال والصناعة والإمداد
malageel1@
في الوقت الذي كانت دول الخليج تدفع بعجلة التنمية في اليمن من بناء مدارس ومستشفيات وتشجيع أصحاب رؤوس المال الخليجيين للإستثمار بالصناعة والتعدين و الزراعة، وشهدنا فعلاً احتفالات افتتاح بعضها مثل مصانع الأسمنت، في هذا الوقت تأتي أيدي تحركها قوى اقليمية للعبث بهذا البلد الذي بدأ يستجيب للتنمية محاولةً اعادته إلى العصور المظلمة تسوده الفوضى وانعدام تام للأمن وتفشى فيه الفقر والمرض.
بل تعدّى الأمر إلى تسلّح هذه الأيدي من نفس القوى المحرّضة حتى بدأت بتهديد جيران اليمن والمياه الإقليمية. كل هذا العبث أحدث قلق عند المسؤول السياسي في دول الجوار من جهة وضغط شعبي عارم على نفس المسؤول من جهة أخرى لإنتشال اليمن من بؤرة الظلام التي لا يستحقها، فاختار المسؤول السياسي العربي المسار الطبيعي وهو البدء بالحل السلمي. عازماً العقد على مساعدة اليمنيين على استعادة اليمن ووضع عجلته على سكة التنمية البشرية والإقتصادية مرة أخرى ومواصلة المشوار للحاق بتطور بلدان المنطقة.
الغريب بالأمر أن الموضوع الذي من المفترض أن يكون الأسهل على طاولة المفاوضات وهو كف الأيدي العابثة بأمن اليمن أصبح هو الأصعب، فكان لابد من تدخل مشرط الجراح لإجتثاث الورم ولإعادة الأمن ومن ثم تحريك عجلة التنمية، وهي الأسهل، لأن الإنسان اليمني منتج بطبعه ، وطبيعة اليمن غنيّة بالخيرات من غاز وبترول و معادن وأحجار رخام ومياه وأرض زراعية خصبة ، فلم يبقى إلا الخبرة باستغلال كل هذه الموارد واستخراجها وتصنيعها وتسويقها خارجيّاً لتعود بالخيرات على أهل اليمن.
هذه الخبرات اليوم موجودة في الخليج و مصر ، وعمر صناعة البترول والبتروكيماويات والحديد في دول الخليج و مصر تجاوزت الثلاثة عقود ، ناهيك عن كمية الإستهلاك الغذائي في دول الخليج والذي يمكن تأمين جزء كبير منه من اليمن في حال تطوير الزراعة والإنتاج الحيواني، فالتكامل الإقتصادي بين اليمن وجيرانه يفرض نفسه، وهذا ما يعلمه جيداً الرئيس اليمني لذا طلب تدخل أشقاءه في الخليج.
نهنيء الأشقاء في اليمن السعيد بإذن الله على بدء المرحلة الأولى من استعادة التنمية والتي تتمثل بعاصفة الحزم لإستعادة الأمن والنظام الشرعي للدولة ومن ثم خطوات التطوير والإنتاج، الكرة الآن بملعب المواطن اليمني الشقيق ، فهو أمام خيار وفرصة تاريخية ، وهو الإستفادة من التدخل العسكري الذي هو بمثابة طوق النجاة لإستعادة الأمن والنظام نحو تكامل تنموي وإقتصادي مع اشقاءه في الخليج والذي بلا أدنى شك سيجلب الحياة الكريمة والرغدة له.
كل أشقاؤكم العرب يراهنون على أن الإنسان اليمني الحر الفطن لن يفوت هذه الفرصة ، بل سيسرع ويساعد على تحقيقها. حفظ الله اليمن سعيداً دوماً.
العقيل
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734