الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مع تطور رؤية العالم أجمع نحو المستقبل، خصوصا فيما يخُصّ التواصل بين البشر، حيث أصبح المستقبل يعتمد على الذكاء الاصطناعي والتقنية، تسعى العديد من المنشآت وقادة الأعمال عن فرص لزيادة فعاليتهم، من خلال عمليات التحول المؤسسي والتنظيمي، لتعزيز قدرات وتمكين هذه المنشآت. والحقيقة أنه في أوقات التغيير المفصلية من تاريخ العالم، مثل الأوقات التي نعيشها، يُصبح بذل الجهود في عمليات التحول والتغيير أمر بالغ الأهمية، وهو ما أسفر عنه إعلان البريد السعودي عن هويته الجديدة “سُبل” والتي تعكس استراتيجية تم العمل عليها لسنوات، لبدء مرحلة جديدة وطموحة تتماشى مع رؤية المملكة 2030.
“سُبل” ليس مجرد شعار جديد، وإنما رؤية متكاملة ومسار جديد، يسعى البريد السعودي من خلاله إلى تطوير شامل للخدمات المقدمة، وتطوير البنى التحتية في المجال اللوجستي، وتقديم خدمات وشراكات جديدة، كذلك استهداف تطوير الخدمات اللوجستية للتجارة الإلكترونية في المملكة، لتُصبح “سُبل” ذراع الخدمات للقطاع الذي زاد معدل نموه في العام الماضي بنسبة كبيرة مقارنة بالأعوام السابقة، وهو ما يعكس الرؤية الثاقبة لإدارة البريد السعودي في توجيه الإمكانات والطاقات في المكان والوقت الصحيح.
التحول في أي منشأة يؤثر في المقام الأول على فريق العمل، لذلك يكون للموارد البشرية دور كبير في عمليات التحول داخل المنشآت، وهو ما أكدت عليه “سُبل” من خلال خلق الحماس والثقة لدى الموظفين في استراتيجيتهم للتحول، والتحلي بالشفافية، واهتمامهم برأس المال البشري، وتوفير بيئة عمل محفزة ودافعة للابتكار، فكل هذه العوامل تجعل كل العاملين في أي منشأة يد واحدة وقلب واحد نحو التحول.
أسباب التحول والتغيير في كل منشأة قد تختلف عن المنشآت الأخرى، إلا أنه في جميع الأحوال تُصبح عمليات التحول مرتبطة ارتباطا وثيقا بنتائج الأعمال وبنجاح المنشأة في عملياتها. قد تسعى المنشأة إلى التحول من خلال إحداث تأثير على السوق الذي تخدمه، من خلال تقديم خدمات ذات معايير عالية، أو تقديم خدمات تتماشى مع المسؤولية الاجتماعية للمنشأة والمساهمة في جعل المستقبل أفضل، أيضاً يُمكن للتحول أن يساهم في تحقيق أو زيادة ميزات تنافسية للمنشأة، من خلال دراسة وتقييم ما يجب تغييره ومتى الوقت المناسب للتغيير.
وقد تسعى المنشأة إلى عملية تحول في ثقافتها لجعلها متوائمة مع قيم المنشأة الأساسية، ولحل بعض المشكلات مثل معدل دوران الموظفين المرتفع، والمشاركة المنخفضة، أو إلى إجراء عملية تحول لتحسين جودة أداء المنشأة، من خلال تغيير طريقة العمل التي تعمل بها لطريقة أخرى تجعلها قادرة على الارتقاء إلى مستوى أفضل، كمثال لذلك، يقول 53% من قادة الأعمال في إحصائية لـ Deloitte أن التحول إلى العمل الجماعي قد أدى إلى تحسن كبير في الأداء.
أخيراً؛ بوصلة التحول في المنشآت يجب أن تكون نحو مستقبل اتجاهات الصناعة والتكنولوجيا والقوى العاملة، ويجب أن تكون المنشأة لديها ثقافة التكيف لكي تنجح في نقل الجميع من مرحلة إلى مرحلة أخرى، ولنجاح عمليات التحول في المنشآت يجب أن تمر بعدة مراحل، قد استعرضها معكم في مقال قادم بمشيئة الله تعالى.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال