لماذا يحتفل السعوديون بـ 25 أبريل 2-2؟

الشيء المميز في رؤية السعودية 2030 أنها عملية وليست نظرية، ولا يستطيع المسؤول أو الوزير أن يطلق جملة من التصريحات والوعود دون أن تراها ولا تتأكد من معلوماته التي يتحدث عنها، فمثلا اذا قال لك أننا سننفذ توسعة لمصنع أو طريق أو افتتاح مشروع فإنه ملزم أن يربط حديثه مع الإنجاز، وأيضا تحديد المدة أو الوقت الذي سينجز فيه، لأنه سيحاسب بعد انتهاء المدة التي يطلقها، وربما يترك مقعده أو يحاسب في حال اخفق في تحقيق ما وعد به، وهذا ما جعل السعوديون يؤمنون برؤية 2030 ومبادراتها وبرامجها ومشروعاتها.

ونستكمل في الجزء الثاني من المقال متابعة لتصريح ولي العهد السعودي عن إنجازات الرؤية ، حول كيف يعمل صندوق الاستثمارات العامة قال ولي العهد “عملنا على سياسة في صندوق الاستثمارات العامة أنه يجب ألا يحتفظ بالأصول، أي أصل نضج المفروض نتخلص منه، إذا كان الأصل هذا في سوق الأسهم المفروض نخفض نسبتنا ونبقى بنسبة تعطينا سيطرة وضمانا هذه الشركة تستمر في النمو، خلال الحديث حرص ولي العهد أن يلتزم بمعايير الحوار وعدم التجاوز أو التصريح بمعلومات لا يستطيع قانونيا الإفصاح عنها لما يترتب عليها تبعات،

فمثلا حينما قال “لا أقدر أن أعطيك أمثلة لأنها تؤثر في السوق السعودية بشكل أو بآخر، هذه المسألة قد تكون فيها إجراءات قانونية مخالفة للنظام لو وضحت شيئا معينا، وهذا يعني انه مهما بلغت مكانة المسؤول فهو يضع لنفسه حدودا لا يستطيع تجاوزها، ليس لشيء إنما احتراما للنظام والقانون حتى حينما سئل عن أطروحات أرامكو، أكد أن الطروحات مستمرة.

وواصل قائلا “الآن لا أستطيع أعلن عن تفاصيل، لكن قد يكون في شيء قريب جدا، وقد يكون أيضا فيها بعض البيع لمستثمرين دوليين رئيسيين سيعلن عنها في خلال العام أو العامين القادمتين، ولا أريد أن أعطي وعودا والصفقات التي تتم، لكن الآن هنالك نقاش عن الاستحواذ على 1 في المائة من قبل إحدى الشركات الريادية في العالم وهذه ستكون صفقة مهمة جدا تعزز مبيعات أرامكو في الدولة أو الشركة اللي موجودة في الدولة المعينة، “ولا استطيع ذكر اسمها لكن دولة ضخمة جدا “المسؤول حينما يكون لماحا وذكيا ويعرف متى يفصح عن المعلومة ومتى يمسكها، لأنها قد تفسد الصفقة، هذا المسؤول يجب أن تحترمه.

عن صندوق الاستثمارات العامة وصفه ولي العهد أن قائد الإنفاق الرأسمالي في السعودية ليس ميزانية الدولة بل صندوق الاستثمارات العامة” ما يعني أن الصندوق ينتظر منه دور أكبر ولاعب مهم في المستقبل لدعم الاقتصاد السعودي.

وهل ينتهي دور النفط ويقل الطلب عليه، في موضوع مهم قلما يتم فتحه بهذه الجرأة وخاصة فيما يتعلق بسوق العمل السعوديين تحدث ولي العهد بعملية حسابية، تبين بوضوح أن ولي العهد لا يعتمد على التقارير التي ترفع له من الجهات الحكومية أو الوزارات، بل لديه فريق عمل آخر مهمته التأكد من المعلومات المقدمة له ومقارنتها وتحليها، وهو مطلع على التفاصيل، ولا يعني أننا فقط نخلق فرص عمل، بل علينا أن نوفر الراتب الذي يستحقه ويكفيه ويمنحه المميزات ويعطيه الأمان الوظيفي.

ربما تفاجا الكثير من المشاهدين من هذه المعلومة حينما قالها “اليوم في السعودية لدينا فقط 50 في المائة وظائف جيدة, والباقي وظائف سيئة. ماذا يعني وظيفة جيدة ووظيفة سيئة؟ وظيفة جيدة تأكل تشرب وتلبس وتشتري كل الأشياء التي تحتاجها وعندك بيت وعندك سيارة وعندك كل احتياجاتك الرئيسة لكن عندك قدرة على الادخار وقدرة على الإنفاق على الترفيه وقدرة أنك تعيش حياتك سعيدة..

أما الـ 50 في المائة الأخرى وظائف سيئة تأكل تشرب وتأخذ احتياجاتك الرئيسة وعندك بيت بس ما تقدر تدخر وما تقدر تنمي ثروتك ما تقدر تستمتع إلا قليلا، فمن يوم ما نوصل لمعدلات البطالة الطبيعية إن شاء الله قبل الرؤية ما بين 7 و4 في المائة سوف يكون الهدف القادم هو رفع الوظائف الجيدة من 50 في المائة إلى 80 في المائة في المملكة”. بالتأكيد كان هذا الكلام من اهم ما في الحوار لان مستقبل البلد يقوم على دفع الشباب للعمل والوظائف وهم اقتصادها الحقيقي متى ما اهتممنا بهم وظيفيا وصحيا سيقدمون لبلدهم بسخاء.

خلال الأعوام الخمسة الماضية حققت رؤية السعودية 2030 إصلاحات أساسية عديدة، أسهمت في تنفيذ مجموعة من الإنجازات في مجالات مختلفة، وساهمت جائحة كورونا أن تبرز منجزات الرؤية وكيف واجهتها الحكومة ببرامج ومبادرات، وهناك برامج تم تمديدها وإعادة هيكلتها مثل برنامج التحول الوطني والإسكان وصندوق الاستثمارات العامة والتخصيص والاستدامة المالية وبرامج تطوير القطاع المالي وجودة الحياة وبرامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية وبرامج تنمية القدرات البشرية وخدمة ضيوف الرحمن.

في حوار ولي العهد الأخير عدة رسائل مهمة أولا للمسؤولين والوزراء، حينما تحضر للقاء وحوار تلفزيوني احرص أن تقدم معلومة وتتحدث عن إنجازات وان تكلمت عن مشروعات اربطها بموعد محدد للانتهاء منها، تكلم بشفافية احرص على تقديم الأرقام، كن واثق من نفسك، تحدث فيما يخصك ويتعلق بإدارتك، لا تعطي وعود ولا تتحدث بكلام هيامي وإنشائي ولا تطل التطبيل انتقد متى ما وجدت شيئا يزعج إدارتك. ولي العهد لم يتحدث فقط من موقع مركزه إنما من موقع مسؤول مطلع على كل التفاصيل انتقد وتحدث بجراء وهاجم وطرح أفكار، وشاب لديه حلم سيتحقق بأذن الله بهمة فريق العمل وكافة أفراد الوطن.