التحول الاستراتيجي الناجح

ذكرتُ في مقالي السابق أن هناك أسباب عديدة تستدعي عملية التحول الاستراتيجي والتنظيمي في المنشآت، لكن مع ذلك، هناك منشآت قد تنجح في عملية تحولها، وأخرى قد تفشل. لذا وددتُ اليوم أن أستعرض معكم بعض العناصر المهمة التي تساعد قادة المنشآت ومسؤولي الموارد البشرية في إنجاح عملية التحول، وإحداث تغييرات إيجابية في منشآتهم.

وفقا لمجموعة BCG فإن معدل نجاح التحول يرتفع بأكثر من 80% إذا تم تحديد هدف واضح. فمشاركة رؤية وأهداف واضحة لعملية التحول، تجعل الموظفين والمدراء على السواء على فهم سبب التحول في المنشأة والمساعدة في دفعه إلى الأمام، فمن الضروري فهم الجميع أسباب التحول وما الذي تسعى المنشأة له من وراء عملية التحول، وكيف تؤثر على نتائج الأعمال المنشأة.

من عناصر نجاح التحول أن يتم وضع النتائج النهائية المطلوب الوصول إليها في الاعتبار، ثم تحديد استراتيجية وخطة من خطوات محددة تحتاجها المنشأة للوصول إلى هذه النتائج، ويجب أن تكون هذه الخطة متداخلة مع جميع مجالات العمل، فوجود خطة زمنية بخطوات محددة، تجعل عملية التحول أكثر واقعية، وتساعد في الحفاظ على التركيز. كذلك ترتيب الأولويات التي يجب معالجتها أولا، والتعامل مع الأولويات بمرونة من خلال إعادة ترتيبها في حالة حدوث أي تغيير في خطة التحول.

جانب مهم يساعد في النجاح، هو أن يتم إشراك أصحاب المصلحة الرئيسيين في عملية التحول، وتوضيح سبب التحول وكذلك تحديد دورهم فيه، فوفقا لإحصائية BCG فإن تحديد الأدوار والمسؤوليات بشكل واضح وفعّال يمكن أن يؤدي إلى زيادة معدل نجاح التحول بنسبة 70%. التحلي بالشفافية أيضاً على جميع مستويات المنشأة، سيساعد المنشأة في تخطي أي صعاب تأتي مع عملية التغيير، فمن خلال إيصال فوائد التحول للجميع، ومعالجة جميع المخاوف التي يمكن أن تُثار، والتأكد من وجود عملية اتصال ثنائية الجهة مع الموظفين، وذلك لمشاركة مخاوفهم من طريقة العمل الجديدة، أو أي جوانب قد تؤثر عليهم بعد إتمام عملية التحول، فالتركيز مع الموظفين ينبغي أن يكون طوال مدة عملية التحول، فهم أساس المنشأة، يجب إبقائهم على اطلاع دائم بكل ما يخص مستوى الإنجاز الذي يتم إحرازه، فهذا الأمر يساعد المنشاة في جعل الموظفين مؤيدين لعملية التحول وزيادة احتمالية نجاحها.

في المنشآت الكبيرة، هناك العديد من المدراء التنفيذيين، لذا يجب أن يكون جميع القادة والمدراء متفقين تماما حول أغراض ومستوى عملية التغيير وكيفية القيام به، وإذا وجد أي خلاف يجب أن يتم العمل عليه سريعا وحله، وتعديل الخطة التي تم وضعها إذا لزم الأمر.

أخيرا؛ قياس مستوى التقدم، يساعد على فهم مقدار الخطوات التي تم اجتيازها، وما إذا كان الأمر يتطلب تغيير أو تكيف في الخطوات القادمة أم لا، وذلك من خلال مراقبة عمليات التغيير، واستخدام البيانات وتعليقات الموظفين والعملاء والجمهور. باختصار؛ التحول الاستراتيجي الناجح يؤدي إلى أداء وثقافة عمل أفضل، لذا يجب أن يتم العمل وفق خطط معتمدة على أهداف واضحة، ويكون محور التركيز هم عماد المنشأة، الموظفون.