الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عندما نتحدث عن الطاقة فإننا نتحدث عن عصب الحياة في زمننا هذا فلا يكاد يخلو منزل من الإستخدامات المتعددة للطاقة رغم أن هناك نسبة كبيرة من البشر يعيشون بلاكهرباء ولو كنا في مكانهم لأصابتنا الخيبة والجزع مما أصبانا من تشبع من تساهيل الحياة التي توفرت بوجود الطاقة والكهرباء فهل ياترى سنستطيع العيش بدون الطاقة!!.
الحياة بلا طاقة وبلاكهرباء يعني الحياة بلا تكنولوجيا والحياة بدون تكنولوجيا تعني قطع كل وسائل الراحة وأساليب العيش البسيطة وقطع الإتصالات وعدم التطور حيث سنبقى في مكاننا دون إدراك بما يحصل في العالم من تطورات وتقدم في مجال العلوم والمعرفة, ولكن ربما يصبح الإنسان عند فقده للطاقة أكثر صبرًا وأكثر إنتاجًا في بيئة لايوجد بها وسائل ترفيه ولن نرى المكيفات الباردة والمشروبات المتعددة والأغذية المتنوعة بل سنعيش على الفطرة السليمة وهذه وجهة نظر شخصية.
إن إستهلاكنا الحالي للطاقة بشكل عام للموارد الطبيعية حالياً يفوق نسب المعدلات الطبيعية للإستهلاك بـ 50%, و هذا الرقم ينمو بسرعة وتشير الدراسات إلى أنه في عام 2030 لن يكفي حاجتنا حتى كوكبين آخرين, فماذا سنتوقع في مستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة مع قلة إحترامنا للطبيعة بمخلوقاتها المختلفة وإهتمامنا المطلق بالتكنولوجيا وإسرافنا في إستخدام الطاقة رغم أن النسبة الأكبر من طاقتنا غير متجددة وستنضب يومًا ما أو على أقل تقدير لن تكفي جشعنا المهول في إستخدماتنا الكثيرة في حياتنا.
لن نستطيع العيش بلاطاقة وهي التي تزودنا بكل إحتياجاتنا التي أعتدنا عليها في غذائنا وتنقلنا وعلمنا رغم أن البعض قد يقول عاش أجدادنا من قبل فنعود لدوامة النقاش من جديد ونكابر ونكابر والحقيقة أننا في زمن مختلف تمامًا عن زمنهم البسيط والجميل.
الذهب الأسود النفط كان أحد أهم ثورات البشرية على الإطلاق فمنه تطورت الصناعة وتقدمت العلوم والتكنولوجيا إلى مراحل كبيرة ولازالت تنمو بفضل هذا الإكتشاف الذي غير حياة البشر إلى الأفضل بما لايدع مجالًا للشك ولكننا للأسف أسرفنا وأسرفنا حتى أصابنا الخمول ونسينا حق أجيالنا ومستقبلهم ونعود ونقول هل نستطيع العيش بلا طاقة!!
الطاقة بالنسبة للعالم مصدر رئيس للإقتصاد والصناعة ولكنها بالنسبة لنا تعتبر مصدرنا الرئيس وتشكل إيراداتها الجزء الأكبر من الناتج المحلي الإجمالي, واستمرارنا في زيادة معدلات الإستهلاك يهدد إقتصادنا ومستقبلنا وتطورنا على المستوى المحلي والعالمي.
ولعلنا في قادم السنوات نقوم بتفعيل إستخدامانا للطاقة الذرية والمتجددة ونقوم بالترشيد في إستخدامنا لطاقتنا الحالية لنكون بذلك قمنا بما يميله علينا ديننا الحنيف من عدم الإسراف بما نملك من خير وأن نساهم وليس لنا الفضل في رسم طريق واضح آمن لأجيالنا ومملكتنا الحبيبة لننافس في المستقبل كبار الدول ونجني ثمار تقدمنا وحضارتنا وليفتخر أبنائنا بما فعلناه من أجلهم.
*لن يكفي حاجتنا حتى كوكبين آخرين
الشهري
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال