3666 144 055
[email protected]
مع قرب دخول المستثمر الأجنبي للسوق السعودي للأسهم، يتساءل الكثير عن ماذا سيقدم هذا المستثمر الأجنبي للسوق، ولعل أول إجابة يجب أن ندركها هي أن المستثمر الأجنبي سيأتي والفرص ليست سهلة له كما يردد أو يتداول من لا يدرك ويعرف السوق جيدا، والأهم هو أن السوق السعودي لم يفتح لسبب أنه بحاجة إلى سيولة جديدة أو يفتقر لها بل إن الاقتصاد الوطني والتداول اليومي يثبت حجماً هائلاً للسيولة وليست بحاجة لها. هذا لا يعني أنه لا يرحب بأي سيولة جديدة تأتي بل مهمة وتعتبر إضافة لكنها ليست الأساس.
وهذا يضعنا أمام سؤال مهم ماذا سيضيف المستثمر الأجنبي؟ برأيي أن أهم الإضافات هي وضع السوق السعودي أمام العالم ودخوله منصة المؤشرات الدولية، وهو يستحق ذلك بتصنيفات الدول الناشئة كأسواق فهو يعتبر بمصاف هذه الدول وأكثر، بتصنيفه ضمن الاقتصاديات الكبرى عالمياً ولا ننسى أننا عضو أساسي في الدول العشرين عالميا. الإضافة الأخرى المهمة هي ضح سيولة جديدة نأمل أن يكون من خلالها تعزيز الاستثمار المؤسسي، وتوسيع قاعدة السوق وبالتالي المتداولين والمستثمرين وحلحلة السيطرة الفردية على السوق من خلال التداول الفردي الطاغي على السوق، كذلك نأمل أن يأتي المستثمر الأجنبي ليقدم لها ثقافة جديدة في الاستثمار والمتطلبات والمعرفة والخبرات، وهم من يملكون الخبرة من خلال الأسواق الدولية التي يتعاملون بها، كذلك سيكون المستثمر الأجنبي له دور مهم في حضوره في رفع أداء الشركات من خلال المشاركة في الجمعيات العمومية أو الخيار الاستثماري بالبحث عن المعلومة التي تعزز استثماراته، وكذلك سيكون هناك نمط مختلف وهو التركز الاستثماري لا المضاربي الذي قد يكون من أهم المتطلبات والإضافة للسوق. ويجب أن نقر أن الاستثمار الأجنبي سيعزز للمستثمر المحلي بالحفاظ على كمياته التي لديه، وحتى المضارب يعلم أنه سيأتي مضاربون أكثر خبرة واحترافاً ومعرفةً، وكل ذلك سيعزز قدرات السوق بأن يكون أكثر نضجاً.
والأهم، أيضا أن لا يأتي لنا مستثمرون “عابرون” وأقصد بهم المضاربين الذين لا يستثمرون ويركزون على المضاربة بأسلوب “اضرب واهرب” وهذا ما نأمل أن لا يكون هو المتوقع، ولكن نتفاءل بتوقعات وإضافة إيجابية للسوق من خلال المستثمر الأجنبي، ويجب أن لا نتوقع حالة مثالية لقدومهم، ولكن الحذر من السيطرة المضاربية، ونأمل بسوق أكثر نضجاً وتحدياً ومنافسة، وهذا سيعزز مكانة السوق مع الزمن، خاصة ان السوق ينمو كل ربع سنة سواء بأرباح أو دخول شركات جديدة، أو غيرها من معطيات السوق، يجب أن ندرك ونثق أننا سوق جيدة وجاذبة للمسثمر، ولن يكون المستثمر أكثر معرفة وذكاء من المستثمر المحلي للعلم، فقدرات السعوديين عالية في التعامل مع الأسواق فأهلا وسهلاً بهم، مستثمرين يزيدون من قوة وقدرات ونضج السوق.
نقلا عن الرياض
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734