مؤشرات قياس الأداء V. مؤشرات القياس الدولية

منذ إعلان رؤية 203، تتجه المملكة إلى تحسين خدمات جميع القطاعات، وتحسين مستوى المعيشة للمواطنين، وفتح السوق السعودي للأسواق العالمية … إلخ من الأهداف. ولا يخفى على أي متابع لإنجازات الرؤية، أن المملكة بالفعل استطاعت أن تحقق تقدم في مجالات مختلفة على الصعيد المحلي، كما أنها استطاعت أن تتقدم في المؤشرات الدولية المختلفة. لكن سؤال هذا المقال يتمحور حول اهمية المؤشرات الدولية في مقابل المؤشرات المحلية لأداء القطاعات المختلفة.

الدخول في المؤشرات العالمية مهم حيث إنه وجود المملكة في هذه المؤشرات في مراكز متقدمة يشير الى اهتمامها بالشأن المحلي والذي بدوره يجذب الاستثمار الأجنبي.

ولكن، ماذا إذا تم جذب الاستثمار الأجنبي، وعند محاولته للدخول في السوق السعودي، يواجه عقبات بسبب ان القطاعات المحلية ليس لديها مؤشرات خاصة لقياس ادائها من ناحية، وقياس مستوى إدارتها من ناحية اخرى. لذلك، قياس الأداء هو عملية تقوم من خلالها المنظمة بمراقبة الجوانب المهمة لبرامجها وأنظمتها وعمليات تقديم خدماتها ومدى سلاستها. يكون ذلك من خلال جمع البيانات التي تعكس كيفية عمل عملياتها، ومقارنتها بالأهداف والغايات التنظيمية. وبعد ذلك، يتم استخدام هذه المعلومات لتوجيه قرارات المؤسسة بمرور الوقت.

توفر نتائج قياس الأداء معلومات حول كيفية عمل البرامج الحالية للمؤسسة وكيف يمكن تخصيص مواردها لتحسين كفاءة البرامج وفعاليتها. فمثلا، عند قياس الاداء من الجوانب المالية- غالبًا ما تقيس المنظمة كفاءة حساباتها مثلا في تحصيل المدفوعات في الوقت المناسب مقابل الخدمات المقدمة، او تنفيذ المشاريع بالكفاءة المالية والجودة اللازمة.

أهمية قياس الأداء تعود الى ما توفره هذه الاستراتيجية من جمع بيانات موثوقة لتحديد ما إذا كان النظام الحالي للمؤسسة يعمل بشكل جيد.
الاهمية الاخرى وهي تعتبر اهمية اقتصادية، حيث ان هناك طلب دولي للشفافية وزيادة التدقيق في ممارسات الأعمال للمؤسسة، والتي تعتبر عامل جذب أي استثمار أجنبي. وهناك أهداف اخرى لمثل هذه المؤشرات، مثل إنشاء خط أساسي لعملية اتخاذ القرارات المبني على أدلة قوية، قياس مقدار التحسن عن إجراء تغييرات، السماح بمقارنات الأداء عبر المواقع مع قطاعات اخرى محلية، التعرف على الأداء المحسن، وغيرها من الاهداف.

يوجد في السعودية مركز اداء، وبالتأكيد له دور في قياس الأداء. لكن الفكرة هنا، هي اهمية وجود مؤشرات قياس أداء داخل المؤسسات نفسها تقيس مستوى جودة جميع أعمالها، سواء كان خدمات مقدمة للجمهور، او اعمال ادارية داخلية.