الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
شهدت أسعار الغاز الطبيعي في الآونة الاخيرة قفزات عالية وذلك بسبب أزمة الإمدادات العالمية للغاز وارتفاع الطلب عليه في دول آسيا خصوصا الصين حيث الانتعاش الصناعي القوي، بينما تسعى دول أوروبا لتخزين المزيد من الغاز المسال ورفع احتياطياتها تحسبا لفصل شتاء قارص أشد برودة من السنوات الماضية.
وفي حال استمرت هذه الارتفاعات في أسعار الغاز سوف تتحول انظار الكثير من الدول لاستخدام زيت الوقود (النفط) لتوليد الكهرباء وهو الأكثر جدوى من الناحية الاقتصادية، هذه الزيادة بطلب على زيت الوقود سوف ترفع الطلب على النفط بمقدار 1.7 مليون برميل يوميا تقريبا مما سوف ينعكس على أسعار النفط بالارتفاع وليكون لسان حال أسواق النفط رب رمية ضارة نافعة، وبالعودة للأعوام الماضية، قد حدث ذلك بالفعل فقد سبق صعود النفط بين أعوام 2003 الى 2008 لارتفاع أسعار الغاز الطبيعي منذ عام 2000.
ما يحدث حاليا احتمال أن يكون نذير مسبق لما قد يحدث لأسواق النفط عند انتعاش الاقتصاد العالمي وزيادة الطلب على النفط، وقد حذر سمو وزير الطاقة السعودي الامير عبد العزيز بن سلمان وفي عدة مناسبات العالم من نقص الاستثمارات في قطاع المنبع مما قد يولد شح في الإمدادات على المدى المتوسط والبعيد. كما أنه حذر بعدم الاستماع والانصياع لتقارير بعض الوكالات الدولية التي قد طالبت في وقت سابق لهذا العام بوقف الاستثمارات في قطاع النفط والغاز و التحول للطاقات المتجددة دون وضع خطط استراتيجية وبشكل عقلاني لهذا التحول مما قد يتسبب في شل نمو الاقتصاد العالمي وارتفاع لأسعار النفط والغاز بشكل كبير، كما هو حال أسعار الغاز في دول أوروبا الآن.
العجيب بإن أحد هذه الوكالات الدولية تطالب دولة روسيا بضخ المزيد من الغاز لدول أوروبا سعيا لكبح جماح هذه الارتفاع الكبيرة في الأسعار، بينما لا تدرك بإن سوء التقدير منها سابقاً بالحث نحو وقف الاستثمارات في النفط والغاز بدافع حماية البيئة وأيضا تراجع بعض الشركات العالمية ضخ المزيد من الاستثمارات في الاكتشافات الجديدة، أدى لارتفاع الأسعار مما دفع بعض الدول للجوء إلى استخدام الفحم الأكثر ضرراً للبيئة بين أنواع الوقود الأحفوري الأخرى – النفط والغاز.
أتمنى أن يتم تدارك هذا الأمر بحث الشركات على الاستثمار في أهم موردين للطاقة النفط والغاز، وفي الجهة المقابلة العمل على تقنيات لتقليل الانبعاثات الكربونية خلال عمليات الاستكشاف والتشغيل، والا سوف يصطدم العالم بحائط ارتفاع الأسعار من جديد وصدمة نقص إمدادات غير مسبوق.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال