الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أُبرمت اتفاقية رائعة في منتصف هذا الشهر بين الجمعية السعودية للمراجعين الداخليين و معهد المراجعين الداخلين “الدولية” في مقرها في فلوريدا – الولايات المتحدة الأمريكية. و هدف هذه الاتفاقية هو تعزيز التعاون بين الجمعية والمعهد في مجالات المراجعة الداخلية ودعم المهنة والمنظومة الرقابية في مملكتنا الحبيبة.
وتشمل الاتفاقية تطوير المواد التدريبية والشهادات المعتمدة لدعم الحوكمة التنظيمية في المملكة بالإضافة لتعريب المواد والبرامج الخاصة بالمراجعة الداخلية مثل ERM وشهادة الرقابة الداخلية وفق معيار COSO وشهادة إدارة المخاطر المعتمد CRMA ونظام التعلم لشهادة المراجع الداخلي المعتمد CIA. الأن سأعطي الحرية لمن أراد أن يقلل من شأن هذه الاتفاقية ومن أراد أن يعظم من شأنها ولكن من طرفي وما أؤمن به بأن هذه الاتفاقية ليس إلا الهدف الذي تم تحديده للوصول لقمة أعلى من القمة الحالية التي تتربع عليها الجمعية السعودية للمراجعين الداخلية بين جبال الأنظمة الرقابية في العالم.
تحديد القمة التالية لأي متسلق جبال ليس بالأمر السهل الهين بل تحدي مبنى على دراسات دقيقة تشمل قدرة المتسلق وارتفاع القمم السابقة التي تسلقها وغيرها من التجارب السابقة. رغم اقتضاب الخبر السابق الذي هو مذكور في ثلاث تغريدات أخذتها من الحساب الرسمي للجمعية إلا إن الأهداف الاستراتيجية الموضوعة عظيمة ومن أهمها من وجهة نظري هي “تعريب المواد والبرامج” وهذا الهدف له تأثير ومنفعة عظيمة ليس للسعوديين فقط بل على مستوى عالمنا العربي.
الخبراء من قراءنا الأفاضل لهم عدة استفسارات بخصوص هذه الاتفاقية و “أنا” متأكد أن ما وراء كواليس هذا الخبر قد تمت معالجته. فعلى سبيل المثال لا الحصر، هل تم عمل وتطوير خطة تنفيذية واضحة لتحقيق مستهدفات هذه الاتفاقية وإن وجدت الخطة خبرائنا وقرائنا يتطلعون لمعرفة تفاصيل الخطة. أما النقطة الثانية من وجهة نظر خبراء الحوكمة فهو أن الاتفاقية تطرقت الى تطوير المواد التطويرية والشهادات المعتمدة لدعم الحوكمة التنظيمية في المملكة و استفسارهم عن أن هذا الشأن “أقصد عملية الدعم للحوكمة التنظيمية” قد يتداخل مع أدوار ومسؤوليات أعمال المشرعين والمنفذين في جميع الجهات وقد يغضبهم إما بسبب الازدواجية وأن لديهم خطط وبرامج لتطوير الحوكمة التنظيمية في المملكة أو بسبب عدم فصل الأدوار والمسؤوليات بين المشرعين والمنفذين والمراقبين في المنظمات.
هذان استفساران أضعهما بين يدي الجمعية ونرجو منهم الرجاء الحسن في اعتبار الاستفساران ضمن حيز الاعتبار. وأخيراً، كلمة أهمسها في أذن من أحبهم بدون استثناء وهم أهل المراجعة الداخلية في المنظمات. يا سيدات وسادة لو تعلمون أهميتكم ودوركم في المنظمات لما نامت أعينكم ولا ارتاحت قلوبكم بل واصلتم الليل بالنهار بالليل حتى تنجزوا أعمالكم فأنتم وبكل فخر “حراس الفضيلة” في المنظمات على اختلاف طبائعها بل على مستوى الدول. بل أزيدكم يا منسوبي المراجعة الداخلية بأنكم أعظم من ذلك، فالركن السادس في الإسلام هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنتم “أهل الحسبة وأصحاب ذلك الركن في الإسلام”. وأذكركم بأن المملكة العربية السعودية الأن في قاع قائمة مؤشر المسألة إحدى مؤشرات الحوكمة العالمية حيث أن تصنيف المملكة يأتي بعده فقط عشر دول منها سوريا واليمن والصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال