الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
توجد أربعة مفاهيم اقتصادية رئيسية، يُمكن من خلالها تفسير الآلية التي يعتمدها متخذي القرار في القطاع الاقتصادي وهي: الندرة، العرض والطلب، التكاليف والفوائد، والحوافز.
وتماشيأً مع تلك المفاهيم، يأتي تعريف الاقتصاد الإبداعي، وهو أنه اقتصاد سريع النمو والتحول في العديد من المجالات، كالمجال الثقافي والعلمي والتكنولوجي والزراعي والصناعات الغذائية، كما يشتمل على الصناعات والسلع والخدمات التي تعتمد على الإبداع والفكر في مجالات التراث، ووسائل الإعلام، وحقوق الملكية الفكرية، والتصميم، والمتاحف، والتصوير والفنون، وكذلك الإبداعات الوظيفية ومهارات ريادة الأعمال.
ويتبنى الاقتصاد الإبداعي كافة الأفكار في تلك المجالات وتحويلها من أفكار إبداعية إلى أفكار تجارية، من أجل تعزيز النمو الاقتصادي، وزيادة فرص العمل، ورفع مستوى الصادرات. كما يدعم الاقتصاد الإبداعي الشراكة بين القطاعين العام والخاص في كافة المجالات، التي تم ذكرها، من أجل اكتساب الخبرات، ودعم الاستثمارات المحلية والعالمية في هذه المجالات.
وقد أصدرت شركة إيرنست آند يونغ للأبحاث تقريراً توقعت فيه أن يصل سوق الصناعات الثقافية والابداعية العالمي خلال السنوات القليلة القادمة إلى أكثر من تريلوني دولار، وأن يتم توفير نحو 30 مليون وظيفة جديدة. أما على صعيد منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، فقد توقع التقرير أن يصل سوق الصناعات الثقافية والإبداعية إلى نحو 58 مليار دولار، وأن يتم كذلك توفير أكثر من مليوني وظيفة جديدة، خلال السنوات القليلة القادمة.
ومن أمثلة مشروعات ومبادرات الاقتصاد الإبداعي في المملكة العربية السعودية، إطلاق مشروع مدينة القدية، باعتباره أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية من نوعها على مستوى العالم. كما تضمنت رؤية 2030 إنشاء أكبر متحف أثري حي بالعالم في العُلا، وأكبر مدينة طينية بالعالم في الدرعية، وأكبر مطار بالعالم في نيوم، وأكبر حديقة بالعالم في الرياض، وأكبر مشروع طاقة شمسية بالعالم في سدير، وأطول برج بالعالم في جدة. ومن المتوقع إسهام الاقتصاد الإبداعي في المملكة بنسبة 27% في فتح مجالات استثمارية لأصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما من المتوقع أن يخفض البطالة بنسبة 29%، وأن ينشئ قنوات استثمارية دولية جديدة بنسبة 35%، مما يؤدي إلى زيادة مستوى دخل الفرد بنسبة نحو 24%.
وبهدف تعزيز مكانة المملكة ونموها الاقتصادي، أعلنت وزارة الثقافة في استراتيجيتها عن إطلاق 27 مبادرة منها: إطلاق برنامج الابتعاث الثقافي، وتطوير المكتبات العامة، وتأسيس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وتأسيس صندوق “نمو” الثقافي، وإقامة مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وتأسيس الأرشيف الوطني للأفلام، وبرنامج التفرغ الثقافي، وبرنامج ثقافة، وتكريم الإبداع والمبدعين في المجالات الثقافية السعودية، وتشجيع الإنتاج الثقافي في 14 فئة منها العمارة والتصميم والأدب وكذلك دعم المؤسسات الثقافية.
ومن الجدير بالذكر أن وزارة السياحة أيضا تتبنى الاقتصاد الإبداعي في المملكة، حيث تُعد المشروعات الثقافية والترفيهية وجهة غنية في مجال صناعة السياحة بالمملكة، وتعتبر نقطة جذب للجهات الاستثمارية في المجال السياحي والفندقي، عالمياً وإقليمياً.
ومن جهود المملكة كذلك، أنه تم إنشاء مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء” في المملكة، والذي تملكه أرامكو السعودية، كأحد الصروح الثقافية العالمية، ويعمل المركز على المساهمة في تمكين الأجيال القادمة من تحويل أفكارهم لليوم إلى واقع الغد، وكذلك يعمل على تشجيع وتطوير الصناعات الإبداعية والانطلاق نحو رؤى عالمية بمحتوى محلي، كمركزاً للابتكار. وفي مركز إثراء أيضا، يشارك الخبراء والمبدعون ورواد الأعمال في الندوات والحوارات وورش العمل والدورات المتقدمة، من أجل التعريف بالاقتصاد الإبداعي والتشجيع على تنفيذ مبادراته.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال