الأحد, 1 سبتمبر 2024

القيادي.. متى يستخدم نحن ومتى يستخدم أنا

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

تقول روسبيث موس كانتر، وهي أستاذة في كلية إدارة الأعمال بجامعة هارفارد ومؤلفة كتاب “Confidence and SuperCorp “،: إذا أردت إلقاء خطاب عام ومهم لمجموعة من المستثمرين المحتملين الذين يمكن أن يصنعوا تغيرا كبيرا في نتائجك إما سلبا أو إيجابا وقد يشكل هذا الخطاب علامة فارقة في تحول مؤسستك اسأل نفسك من سيستمع إليك باهتمام أكثر؟ سوى فريق عملك الذي لن يهتم إلا برنين الخطاب الذي ستستشهد به الأجيال القادمة، و لايريد إلا أن تحدثه عن سيرتك الذاتية أو تجدد له مدى التزامك بعملك. يعد الرئيس الأميركي باراك أوباما أكبرمثال على الموقف الذي يواجهه العديد من كبار الرؤساء التنفيذيين المتحولين الذين يجب أن يبيعوا جدول أعمالهم لأصحاب المصلحة من خلال الاتصالات العامة ، كما يجب أن يحشدوا قواتهم أولا، قبل تقديم أية وعود حقيقية.

ألقى أوباما خطاب الاتحاد لعام 2014 أمام الكونجرس الذي يتابعه جمهور عالمي، ليؤكد على الفرصة – الحد الأدنى للأجور ،تعليم مهارات العمل – وقدرة الولايات المتحدة على المنافسة ” مراكز التصنيع ، النقل و الاستثمارات في البنية التحتية “.

اقرأ المزيد

تقول كانتر: بغض النظر عن المحتوى ومدى الاتفاق معه، فقد أدهشني التأثير المحتمل للخطاب عند انتقاله إلى السلطة التنفيذية. لكن الاختبار الحقيقي لفعالية الخطاب ليست في الانتقادات العامة بعد إلقائه على الفور ، بل في تأثيره على فريق عمله الحالي والآلاف من كبار موظفي الدولة. كان الخطاب يميل باتجاههم على أية حال ، لأن “سنة العمل” تهدف إلى تجاوز الكونغرس. ولكن إذا لم يكن هناك دافع أو إرادة وتصميم لاتخاذ إجراءات يمكن حتى أن تكون غير متوقعة ، نتيجة غير بديهية: النتائج الإيجابية ، مهما كانت صغيرة ، يمكن أن تؤدي إلى حشد دعم شعبي تكفي للتأثير على أعضاء الكونغرس للعمل بالتشريعات ذات الصلة.

وبغض النظر عن مستوى نفوذ القيادي سواء كان رئيس الأمة، مؤسس مشروع جديد ، أو رئيس وحدة أعمالأو في نطاق منتدى اتصالات ” بث تلفزيون وطني ، مؤتمر صحفي، أو حملة إعلانية “، أو القائد الذي يجب أن يتحدث إلى الشعب الذي سيعلق على كل كلمة ينطق بها. فإن القائد الناجح من وجهة نظر كانتر هو الذي يستطيع إيصال أربع رسائل رئيسية لكل من يتواصل معهم :

“ما يهمني عملك، عملك هو المهم ” كما قال أوباما لفريق عمله التنفيذي وكررها تأكيدا لهم وليس تشويها لسمعتهم . فالحفاظ على التركيز في العمل هو الذي يجعل الرئيسة التنفيذية الجديدة لشركة جنرال موتورز ،ماري بارا،تتحدث فقط عن السيارات، لا عن نفسها، ولا عن الرئيس التنفيذي لشركة ويذر،ديفيد كيني.

“أنا لن أستسلم، وأنت أيضا يجب أن لا تفعل” وهذا هو مرادف المثل اللاتيني الساخر والقائل “لا تدع الأوباش يرتدونك من الأسفل” . يجب وضع المعارضين والعوائق ضمن حدودهم : هم موجودون لاشك، لكنهم لايستطيعوا إيقاف كل شيء، هذه هي الرسالة التي أراد أوباما إيصالها لفريقه عندما ضحك وهو يتحدث عن قانون الرعاية الصحية بأسعار معقولة ،وقال “ليكن ليس هناك إلا 40 صوت-شخص ما يصوت لإلغاء القانون الذي يساعد بالفعل الملايين من الأميركيين مثل أماندا. هؤلاء ال 40 كثير ” .بين الجمهور، تستطيع رؤية وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية كاثلين سيبيليوس وهي تقدر هذه الرسالة.

“حتى في أسوأ الظروف، هناك شيء يمكننا القيام به”، “أميركا لايمكن أن تقف مكتوفة الأيدي، ولا حتى أنا” من ضمن خطة أوباما، اتخاذ كل الإجراءات الممكنة التي لا تتطلب مشاركة الكونغرس حتى لو كانت هذه الإجراءات صغيرة نسبيا، فأي عمل أفضل من لاشيء واستمرارية العمل ترفع من نسبة التغيير و حتى لو كانت الانتصارات صغيرة إلا أنها سوف تحافظ على رغبة الناس في البقاء.

“سأقف وراءك،لأن مهمتي هي صناعة نجاحك “هذه الرسالة يجب أن تصل بذكاء وتكون ضمنية أي تفهم بطريقة غير مباشرة من خلال تنفيذ المشاريع الرائدة في خطة العمل. ويجب على القادة تحويل الرؤية طويلة الأجل إلى مجموعة من الخطوات العملية قصيرة الأجل مما يجعلها ذات مصداقية أكثر .

في تصريحات أوباما السابقة، نلاحظ فارق بسيط وهو خطأ يقع فيه جميع القادة حين يستخدمون الخطابات العامة وكأنهم يتحدثون عن كل شيء يخصهم، إنها مصيدة كارلي فيورينا التي كانت أول امرأة تشغل منصب الرئيس التنفيذي. لذلك يجب على القائد أن يعرف متى يستخدم “نحن” و متى يقول “أنا” ؟ “نحن” تستخدم عند وصف الإنجازات الإيجابية ، و” أنا” تستخدم لتحمل مسؤولية تعثر مشروع مثلا أو للإشارة إلى إجراء تغييرات .كما على القادة أن يدركوا أن الأحاديث العامة قد تصنع حياتهم المهنية .

ذات صلة

المزيد