قرارات ستصنع الفرق

تابعت كما تابع الجميع القرارات الملكية الكريمة التي أعلن عنها مساء الجمعة والتي تم فيها إعفاء معالي وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة وتعيينه وزيراً للحج والعمرة وكذلك تعين معالي المهندس فهد الجلاجل وزيراً للصحة، وأيضاً إنشاء هيئة لتطوير ينبع وأملج والوجه وضباء.

قرأتي لهذه القرارت بإن حكومتنا الرشيدة وعلى راسها مقام مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي العهد الامين الامير محمد بن سلمان يحفظهما الله، تعمل بدقة متناهية وتضبط إيقاع عمل الوزارات وعمل التغيير اللازم في الوقت المناسب وبالشكل الصحيح . لقد سمعنا جميعاً كلمة خادم الحرمين الشريفين في بداية أزمة كورونا وهو يؤكد على ان صحة الإنسان أولاً وبالفعل يشهد القاصي والداني بنجاح المملكة العربية السعودية في إدارة أزمة كورونا حيث قدمت للعالم نموذجاً مميز في تعاملها مع تداعيات الموقف صحياً، واجتماعياً، واقتصادياً، متفردة بقيمة الإنسان فلم تفرق بين مواطن ووافد على ثراها، بل امتدت جهود المملكة خارجياً لتساند الأسرة الدولية حمايةً لملايين البشر من خطر الجائحة.

فقد كانت متابعة ولي العهد المستمرة منذ اللحظة الاولي ودعمه اللامحدود لوزارة الصحة وكذلك كان تحرك الحكومة مبكر عندما صدر الأمر السامي بتاريخ 26 يناير 2020 بتشكيل”اللجنة العليـا الخاصــة باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والتدابير اللازمة لمنع انتشار الجائحة”، تضم في عضويتها 24 جهازاً حكومياً.

حيث دعمت الحكومة وزارة الصحة بـ 47 مليار ريال، وأمرت بتوفير العلاج المجاني لجميع المصابين وإجراء فحوصات واسعة النطاق بين فئات عشوائية من السكان بغية الاكتشاف المبكر للحالات، وإطلاقها تطبيقاً إلكترونياً يوفر نتائج الفحوص.

ومـن أهم هذه القرارات تعليق العمرة والدراسة والرحلات الجوية الدولية والداخلية كافة، والبدء في عملية المسح الميداني الموسع وتوسيع سعة المختبرات، كذلك حظر التجول الجزئي ثم الكلي على مختلف مناطق المملكة، وقرار علاج جميع المواطنين والمقيمين وغير النظاميين مجانًا وبدون أي عواقب، وإقامة حج العام 1441هـ بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء مناسك الحج.

يعتبر معالي الوزير توفيق الربيعة قيادي وإداري مميز وذو خلفية تقنية وشاهدنا نجاحه في وزارة التجارة والتغييرات التي حدثت أبان عمله وزيراً للتجارة في النقلة النوعية في مجال حماية المستهلك ومراقبة الاسواق واتمتة العمل بالوزارة وسرعة استخراج السجل التجاري وانشاء شركة ثقة للمساعدة في تطوير الخدمات للوزارة والجهات الحكومية والخاصة الاخرى وغيرها من الاعمال التطويرية مثل تفعيل حل مشاكل المساهمات العقارية من خلال لجنة تصفية المساهمات العقارية وانشاء شركة بيان الائتمانية وكذلك تطوير انظمة الحماية الفكرية من خلال تحديث نظام تسجيل العلامات التجارية .

بعد ذلك أنتقل بامر سام كريم، إلى وزارة الصحة والتي تعتبر من أصعب الوزارات لحجم الوزارة وطبيعة عملها الذي يتعامل مع صحة الانسان وحاجته للمستشفيات والمراكز الصحية وصعوبة انشاء وتشغيل وتجهيز المستشفيات بالاجهزة الطبية والكوادر البشرية التي ليس من السهل الحصول عليها.

لن أتحدث عن تعقيدات العمل في وزارة بحجم الصحة والتعامل مع طبقات مختلفة في الوزارة من كوادر طبية وموظفين وموردين ومقاولين، فقط أشير إلى أسلوب فريد ومميز تعامل به معالي الوزير توفيق الربيعة وهو الادارة التحولية مثل ضبط إجراءات العمل عبر استخدام التقنية في التواصل بين اقسام الوزارة وكذلك داخل المستشفيات والمنظومة التابعة مثل الصيدليات ونظام شراء وصرف الادوية وتنفيذ سياسة الوقاية خير من العلاج حين بدأ الاهتمام بنشر التثقيف الصحي والتشجيع على رياضة المشي وكذلك الزام المطاعم بنشر السعرات الحرارية لكل وجبة .

طبعاً لم يكن معالي الوزير يعمل بمفرده كان هناك فريق كبير ومميز يعمل معه في الوزارة ومن ضمنهم معالي الوزير فهد الجلال الذي عمل جنباً إلى جنب مع معالي الوزير توفيق الربيعة في الوزارة نائباً له فهو ليس بعيد بل يعتبر أحد الاركان الاساسية للوزارة وكان له دور بارز في إدارة أزمة كورونا حيث عمل بكل قدرة وتفاني وبحول الله سوف يكون له بصمة مميزة فلديه رصيد كبير من الخبرة والكفاءة العالية لقيادة الوزارة .

الدولة تعلم مدى تأثر الاقتصاد والاسواق في مكة والمدينة خلال أزمة كورونا بسبب الاغلاقات وتقليص اعداد زوار الداخل وكذلك توقف تدفق الزوار من خارج المملكة فقد فات الان موسمين حج وتأثر قطاع الحج والعمرة بصورة كبيرة والان تسعى الحكومة إلى دعم قطاع الحج والعمرة بعد انحسار كورونا وعودة السماح باستخدام الطاقة الاستيعابية الكاملة للحرمين الشريفين وكذلك إكمال مسيرة خطة رؤية 2030 التي تهدف إلى زيادة في القدرة الاستيعابية في استقبال ضيوف الرحمن، من خلال التوسع في منظومة خدمات الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، فتعيين معالي الوزير توفيق الربيعة وزيراً للحج والعمرة وهو الذي لديه باع طويل وسجل حافل بالنجاح في إدارة التحول الرقمي واتمتة عمليات الوزارات التي عمل بها سابقاً وكذلك لديه قدرة في ضبط وترابط العمل بين جميع الجهات ذات العلاقة التي سوف يكون له أثر إيجابي في دعم قطاع هام وحيوي وتعزيز الخدمات المقدمة لزوار الحرمين الشريفين. نسأل الله له التوفيق والسداد والعون لخدمة الوطن. من ضمن خطط الوزارة تسهيل اجراءات الحصول على تأشيرات زيارة العمرة حيث بدأت أتمتة عملية الحصول على تأشيرة العمرة لتصبح مدة الحصول عليها 5 دقائق فقط فيما كانت تستغرق سابقًا 14 يومًا.

من هذا المنطلق لدى الوزارة ومعالي الوزير الجديد الدكتور توفيق الربيعة مهمة في تعزيز الخدمات المقدمة لزوار الحرمين الشريفين بتطوير منظومة العمل من خلال تطوير عمل المطوفين والاسكان والاعاشة والتنسيق مع وزارة النقل ووزارة السياحة والهيئة العامة للطيران المدني والخطوط السعودية وجهات أخرى في الداخل والخارج، لكي تستطيع الوزارة تحقيق مستهدفات رؤية 2030 في زيادة أعداد الزوار وخلق وظائف للمواطنين وتعزيز قطاع الحج والعمرة لتقديم خدمات مميزة للزوار.

أمًا بالنسبة للقرار  الملكي بإنشاء هيئة لتطوير ينبع وأملج والوجه وضباء فهو في وجهة نظري يتواكب مع توجه رؤية المملكة 2030 في زيادة اعداد الزوار والمساعدة في خلق مناطق سياحية جاذبة في المنطقة الغربية الشمالية والتي تساعد على إقامة الزوار والتنقل بين مدن المملكة خصوصاً أنه يعول أن يكون جزء كبير منهم من زوار الحرمين الشريفين، فبهذا فإن نجاح وزارة الحج والعمرة في تحقيق أي مكتسبات سوف يساعد القطاع السياحي أيضًا. هنا نشاهد كيف أصبح العمل الحكومي أكثر تناغماً وديناميكية في تحقيق اهداف الرؤية وخلق فرص العمل للمواطنين وتنشيط الاقتصاد المحلي؟ .

في الختام، أقول وبكل صدق وثقة بأنني أكثر تفاؤل وأن أشاهد سرعة القرارات وتوجيه وتمكين الوزارات والوزراء في الوقت المناسب لتحقيق قفزات تبشر بالخير والازدهار والنماء، حيث نشاهد العمل الدؤوب والنتائج الايجابية بالخروج من هذه الأزمة أقوياء وكلنا قوة وثقة بالله سبحانه وتعالى ثم بقيادتنا الرشيدة التي تسير على نهج سليم وواضح للوصول بنا إلى مصاف الدول المتقدمة. حفظ الله بلادي ومليكي وولي العهد والشعب السعودي الكريم.