الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
حينما تفتح صفحة توكلنا خلال هذه الأيام، تظهر أمامك هذه الرسالة: “تهدف رؤية السعودية إلى الحفاظ على البيئة، وتبني استراتيجيات جديدة؛ للتخفيف من الآثار الناجمة عن التغير المناخي، وجعل الاستدامة في صميم جهودها”، ثم تطلب الرسالة منك بالمبادرة للتعرف على جهود المملكة في الاستدامة عن طريق زيارة الصفحة الرئيسية لرؤية السعودية المستدامة المرتبطة برؤية المملكة 2030.
وبالرجوع إلى الأسبوع الماضي نجد إقامة “منتدى مبادرة السعودية الخضراء”، و”قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر”، وهما المبادرتان اللتان أعلنهما سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أواخر مارس الماضي، وحظيتا بتفاعل دولي كبير.
وفي ضوء هذا التوجه، أطلق ولي العهد حزمة من المبادرات البيئية الجديدة، مثلت هذه المبادرات استثمارات بقيمة تزيد على 700 مليار ريال سعودي من شأنها أن تخلق فرص وظيفية واستثمارية للقطاع الخاص، وتنمية الاقتصاد الأخضر وفق رؤية المملكة 2030. وأعلن ولي عهد المملكة عمل المملكة على إنشاء وتأسيس العديد من المبادرات التي تهدف إلى حقبة خضراء في المستقبل يقطف ثمارها الجميع، كان من ضمن هذه المبادرات: منصة تعاون لتطبيق مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، صندوق للاستثمار في حلول تقنيات الاقتصاد الدائري للكربون في المنطقة، ومبادرة عالمية تسهم في تقديم حلول الوقود النظيف لتوفير الغذاء لأكثر من 750 مليون شخص بالعالم.
هذا الاهتمام يدفع بجميع الوزارات في المملكة إلى التخطيط المستقبلي لتقوم بالدور المطلوب منها في تحقيق “مبادرة السعودية الخضراء”، ومن ضمن هذه الوزارات وزارة التعليم، والاستفادة من التجارب والخبرات العالمية في هذا الخصوص.
وهنا تأتي الإشارة إلى برنامج اليونسكو للتعليم في مجال التغير المناخي من أجل التنمية المستدامة الذي أُنشئ في عام 2010، ويهدف هذا البرنامج إلى مساعدة الناس على فهم التغير المناخي من خلال توسيع أنشطة التعليم في مجال التغير المناخي في التعليم غير الرسمي، بل من خلال وسائل الإعلام والتواصل والشراكات. ويرتكز على النهج الشامل للتعليم من أجل التنمية المستدامة الذي يدمج قضايا التنمية المستدامة الرئيسية مثل التغير المناخي، والحد من مخاطر الكوارث وغيرها في التعليم بطريقةٍ تعالج الترابط بين الاستدامة البيئية والجدوى الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.
يعزز هذا البرنامج أيضًا أساليب التعليم والتعلم التشاركي اللذان يحفزان المتعلمين ويمكّنهم من تغيير سلوكهم واتخاذ إجراءاتٍ من أجل التنمية المستدامة، ويسعى البرنامج إلى مساعدة الناس على فهم تأثير الاحتباس الحراري وزيادة «التثقيف المناخي» خاصةً بين الشباب، ويهدف إلى جعل التعليم جزءًا أكثر مركزية من الاستجابة الدولية للتغير المناخي. وفي ضوء هذا الهدف عملت اليونسكو مع الحكومات الوطنية لدمج التعليم في مجال التغير المناخي في المناهج الوطنية وتطوير مناهج التعليم والتعلم المبتكرة للقيام بذلك.
ومن هنا نشير إلى أنه يوجد العديد من التجارب والخبرات العالمية في مجال مساهمة التعليم في التغير المناخي وفي الاقتصاد الأخضر، من أبرزها تجربة استراليا عام 2009 حيث كان التعليم في مجال التغير المناخي أكثر وضوحًا قي قطاع التدريب التقني والمهني، وتم نشر خطة وعمل وسياسة الاستدامة الوطنية الخاصة بقطاع التدريب التقني والمهني (2009 – 2012) ضمت هذه الخطة العديد من المبادرات بحيث هدفت هذه المبادرات إلى تزويد العمال بالمهارات اللازمة للانتقال إلى اقتصاد منخفض الكربون، وهدفت كذلك إلى إكساب معلمي التدريب التقني والمهني برامج تدريبية لتعزيز التعليم من أجل الاستدامة. وهناك العديد من الخبرات والتجارب في الصين والدنمارك وانجلترا كلها كانت تدور حول مساهمة التعليم في التغير المناخي والاقتصاد الأخضر.
وفي الختام، يقع على عاهل التعليم بكافة جوانبه وبكافة منسوبيه مهمة نشر هدف وثقافة “السعودية الخضراء 2030”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال