الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
متوسط سعر البنزين في الولايات المتحدة الأمريكية على وشك تجاوز 4 دولارات للجالون في ثلاث ولايات أمريكية، كانت آخر مرة حدث فيها ذلك في عام 2008، عندما وصل سعر برميل النفط لأعلى مستويات تاريخية عند 147 دولار، كما أفادت وزارة التجارة الأمريكية الشهر الماضي أن التضخم السنوي في الولايات المتحدة ارتفع بأسرع وتيرة له في أكثر من 30 عام خلال شهر سبتمبر الماضي.
سيؤدي تضخم أسعار البنزين في الولايات المتحدة إلى إنشاء دعم مؤقت ومُصطنع لأنواع الوقود البديلة ومشاريع الطاقة المتجددة. في الآونة الأخيرة، أصبحت استثمارات الطاقة المتجددة أكثر مرونة في مواجهة تحركات أسعار النفط. ويرجع ذلك أساساً إلى أن الاستثمار في الطاقة المتجددة طويل الأجل ويتطلب سياسات جديدة.
من الواضح أن أزمة الطاقة الأمريكية شأن داخلي، لذلك لا حاجة لإقحام منتجي أوبك+ في خلل سياسات الطاقة الأمريكية الداخلي، خصوصاً بعد الإجراءات التقييدية لإدارة بايدن لمنع مشاريع خطوط الأنابيب والحفر، وإيقاف تمويل مشاريع النفط والغاز، مما سوف يهدم انجازات إستقلال الطاقة التي كانت تسعى اليها الإدارة الأمريكية السابقة.
هناك تناقض واضح بين موقف إدارة بايدن من الطاقة النظيفة وضغطه على أوبك+ لإنتاج المزيد من النفط لعلاج أزمة البنزين في الداخل الأمريكي، وهذا غير منطقي على الإطلاق لأنه لا علاقة بين مستويات انتاج أوبك وأسعار البنزين محلياً عند أكبر مستهلك للبنزين في العالم – امريكا.
بالرغم من إستمرار الرئيس الأمريكي جو بايدن في تكرار هذه المطالبة في كل محفل بالرغم من عدم منطقيتها، ربما يعني أن وراء هذه المطالبة أمر آخر ولا نعلم ان كان الداخل الأمريكي يستشف اشاراتها ام لا.
هناك مدلولات بأن النية ربما تكون مُبيّتة لتحجيم صناعة النفط في داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ومطالبة أوبك برفع الإنتاج ما هو إلا لتضليل الداخل الأمريكي لشيطنة النفط لتعمد عدم تغطية إحتياجات السوق الأمريكي وتسببه لهذا التضخم التاريخي.
ومدلولات أخرى مرتبطة بالضغط لغاية إعادة توزيع الثروات وموضوع التغير المناخي الذي يلعب الدور الأهم في الحرب الضروس الحاصلة اليوم ضد مصادر الطاقة الأحفورية في الداخل الأمريكي، وقد ألمح وزير الطاقة الأمريكي السابق “ريك بيري” الى هذا الأمر مؤخراً.
هناك أيضاً احتمال أن ما يحصل مرتبط بمرحلة الانتخابات الأمريكية النصفية العام المقبل، وان ما يحصل انما هو ضغط على صناعة النفط الأمريكية لأجل تحييدها أو كسب جزء منها لصالح الديمقراطيين في عملية مقايضة.
التناقضات الواضحة في سياسات الطاقة الأمريكية تشير بكل تأكيد الى أن هناك خطب ما يحصل، والإشارات مقلقة بالرغم من أنها لا تُشير بقوة إلى توجه محدّد، وربما نحتاج لمزيد من الوقت حتى تقوى هذه الإشارات وتدل بوضوح إلى ما يُطبخ.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال