الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الشباب هو محور عملية التنمية، حيث يمثل ركيزة أساسية في تنمية المجتمعات، وتقاس نسبة تقدم المجتمعات بما لديها من كوادر شابة، وفي المملكة النسبة العظمي من المجتمع من الشباب حيث تقدر بحوالي ٦٠% من الشعب، وهي بالطبع نسبة لا يستهان بها، ويجب استغلالها الاستغلال الأمثل لتحقيق الأهداف التنموية والمشاركة في تنمية المجتمع من خلال تطوير قدرات هؤلاء الشباب. وانطلاقا من مبدأ أن الشباب هم وقود المستقبل؛ تسعى المملكة من مختلف الاتجاهات إلى تمكين هؤلاء الشباب في عملية التنمية من خلال تحفيزهم على الإبداع والابتكار، وهو ما تمثل بإعلان سمو الأمير محمد بن سلمان عن إنشاء أول مدينة متكاملة غير هادفة للربح في العالم تحمل اسمه، لتُصبح خطوة جادة وحاسمة من أجل تمكين الشباب.
وهنا أود الإشارة إلى أن من مستهدفات رؤية المملكة ٢٠٣٠ أن يساهم القطاع غير الربحي في الناتج المحلي بنسبة ٥٪، فما أعظم أن تكون مدينة متكاملة غير ربحية تدفع القطاع غير الربحي في المملكة دفعة قوية، وهو بالفعل ما يحتاجه هذا القطاع من مساهمات ضخمة وكبرى لها أثر ممتد على مختلف المستويات، لتصبح مدينة الأمير محمد بن سلمان حفظه الله نموذجا ملهما لباقي المؤسسات، وقاطرة لعملية التطوير المأمول في القطاع غير الربحي، وباعتبارها مركز إقليمي وعالمي يدعم الابتكار ويحتضن الشباب المبدع، ويعمل على تدريب وتأهيل المواهب في كافة العلوم التقنية والفنون لتساعد في صُنع قادة لمستقبل المملكة المتمثل في رؤية ٢٠٣٠.
حيث تضمنت رؤية المملكة ٢٠٣٠ النهوض بكافة القطاعات على حد سواء ومساهمتها جميعاً في تحقيق أهداف الرؤية، ليس فقط القطاعات الحكومية بل شملت أيضا القطاع غير الربحي، وذلك من خلال تعزيز دور هذا القطاع في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة لكي يتمكن من رفع نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي تحقيقا لأهداف الرؤية، وعلى الرغم من وجود عدد من التحديات التي يواجهها هذا القطاع المتمثلة في نقص الكفاءات، وضعف التواصل مع الجهات الأخرى، بالإضافة إلى عدم وجود معايير كافية لقياس أثر مساهمة هذا القطاع في التنمية، إلا أن المملكة قد قامت المملكة بمعالجة بعض من هذه القصور والتحديات، من خلال تبني معايير محاسبية حديثة على غرار تجارب الدول المتقدمة.
وبما أنه لا سبيل لتحقيق التقدم سوى من خلال تعزيز الإبداع وخلق بيئة تنافسية لريادة الأعمال، خاصه مع التقدم التكنولوجي الهائل والسريع الذي أصبح نمط الحياة السائد في شتى المجالات. من هنا فقد تمحورت أهداف مدينة الأمير محمد بن سلمان لتكون مركزا للابتكار، من خلال استخدام أحدث الأساليب التقنيه والتكنولوجية كالذكاء الاصطناعي والروبوتات وتطويع كافة هذه الأساليب لتنمية مهارات الشباب القيادية ومساعدتهم على الابتكار، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تحقيق التقدم والتنمية المستدامة والنهوض بالاقتصاد السعودي من خلال تنويع مصادر الدخل القومي ومشاركة كافة القطاعات فيه، وليس القطاع النفطي فقط، ودعنا نُقر بأن نسبة مساهمة القطاع غير الربحي في المملكة حاليا ضئيلة للغاية ولا تتماشى مع تطلعات المملكة ورؤيتها، وهذه المدينة بمشيئة الله ستكون مساهمة بشكل كبير في أن نصل للنسبة المستهدفة وهي ٥٪، فهناك أثر اقتصادي كبير للقطاع غير الربحي في مختلف الدول، وهو ما يعكس أهمية تضافر الجهود بين الجميع سواء القطاع العام أو القطاع الخاص للنهوض بالقطاع غير الربحي في المملكة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال