الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في المقال السابق القيت الضوء على اهمية القوانين السيبرانية، واشرت الى ان قوانين الأمن السيبراني ليست فقط متعلقة بجريمة محددة بعينها مثل التهكير او سرقة المعلومات. في زمن سريع التغير، يعتمد على التقنية بشكل كبير، فهذا يعني أن الأمن السيبراني وما يحتاجه من قوانين يمتد لأقسام مختلفة. قد يعرف البعض هذه الانواع، وربما قد تعرض لهجوم سيبراني بشكل او بآخر، ولكن يخفى عليه ان ما يمارس عليه يدخل تحت مفهوم الأمن السيبراني. ولكي نختصر هذا الموضوع، سيتم تقسيم انواع الانتهاكات الأمن السيبراني الى اربعة انواع.
النوع الأول هو الانتهاكات الموجهة ضد الأفراد بشخصهم. بمعنى أن هناك بعض الجرائم التي يمكن أن تؤثر على شخصية الأفراد وسمعتهم و وضعهم المهني و الاجتماعي والنفسي. على سبيل المثال وليس الحصر، التحرش عبر رسائل البريد الإلكتروني: ويعتبر هذا نوع شائع جدًا من المضايقات التي قد تتحدث من خلال إرسال الرسائل والملفات والمجلدات التي تحتوي على مشاهد او عبارات تدخل تحت مفهوم التحرش. كذلك ، يعد من سبيل المضايقة او التحرش أو التهجم ما يحدث في وقتنا الحالي عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ، مثل Facebook و Twitter وما إلى ذلك. يضاف الى ما تم ذكره، المطاردة لشخص ما عبر الإنترنت، وتمت ممارسة تهديدًا ماديًا صريحًا أو ضمنيًا يخلق الخوف من خلال استخدام تكنولوجيا الكمبيوتر مثل الإنترنت أو البريد الإلكتروني أو الهواتف أو الرسائل النصية أو كاميرا الويب أو مواقع الويب أو مقاطع الفيديو. نشر المواد ذات المحتوى اللاأخلاقي: ويشمل العرض غير اللائق / المواد الإباحية (المواد الإباحية للأطفال بشكل أساسي) ، واستضافة المواقع على شبكة الإنترنت للمواد التي تحتوي على هذه المواد المحظورة. القرصنة: التي تعني الوصول غير المصرح به إلى نظام الكمبيوتر، وعمل القرصنة بشكل كامل على تدمير البيانات بالكامل وكذلك برامج الكمبيوتر. عادة ما يقوم المتسللون باختراق شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية والهواتف المحمولة. الاختراق والذي يعد من أخطر الجرائم الإلكترونية التي عرفت حتى الآن حيث ليس إنه شعور مروع وقد يضر الشخص ان يقوم شخصًا غريبًا قد اقتحم أنظمة الكمبيوتر الخاصة بك دون علمك ومن دون موافقتك و تلاعب بالبيانات والمعلومات السرية الثمينة.
انتحال الشخصية عبر البريد الإلكتروني او مواقع السوريات ميديا او ما كان في حكمها. وغالبا يقوم الجاني بسرقة هوية شخص آخر في شكل رقم هاتف محمول وإرسال الرسائل القصيرة عبر الإنترنت ويتلقى المتلقي الرسائل القصيرة من رقم الهاتف المحمول للضحية. وهذه تعتبر جريمة إلكترونية خطيرة للغاية ضد أي فرد وهي ما نراه الآن رائجا بشكل كبير في التويتر من حيث انتحال هوية المعرفين الأصليين.
النوع الثاني هي انتهاكات سيبرانية تقع على ممتلكات الأشخاص. وهذه نتجت عن النمو السريع في التجارة الدولية حيث تستخدم الشركات والمستهلكون أجهزة الكمبيوتر بشكل متزايد لإنشاء المعلومات ونقلها وتخزينها في شكل إلكتروني بدلاً من المستندات الورقية التقليدية. من أمثلة الجرائم التي تمس ممتلكات الأشخاص جرائم الملكية الفكرية، والشكل الشائع لانتهاك حقوق الملكية الفكرية هو قرصنة البرامج ، وانتهاك حقوق النشر ، والعلامات التجارية ، وبراءات الاختراع ، والتصاميم وانتهاك علامة الخدمة ، وسرقة رمز مصدر الكمبيوتر ، وما إلى ذلك. إما عن طريق الادعاء بأنهم سجلوا الاسم أولا. كذلك التخريب او التدمير السيبراني، والذي يعني التدمير أو الإضرار عمداً ممتلكات شخص آخر. وبالتالي ، فإن التخريب السيبراني يعني تدمير البيانات أو إتلافها عند إيقاف خدمة الشبكة أو تعطيلها. قد يشمل في نطاق اختصاصه أي نوع من الأذى الجسدي الذي يلحق بجهاز الكمبيوتر لأي شخص. مثل سرقة جهاز كمبيوتر أو جزء من جهاز كمبيوتر أو جهاز طرفي متصل بالكمبيوتر وتدميره بالكامل. كذلك، إرسال الفيروسات والتي تعني انها برامج تعلق نفسها بجهاز كمبيوتر أو ملف ثم تنتقل إلى ملفات أخرى وأجهزة كمبيوتر أخرى على الشبكة. وهذه عادة ما تؤثر على البيانات الموجودة على جهاز الكمبيوتر ، إما عن طريق تعديلها أو حذفها.
النوع الثالث هي الجرائم والانتهاكات السيبرانية ضد الحكومة. وهي تعني أن هناك بعض جرائم يرتكبها مجموعة من الأشخاص بهدف تهديد الحكومات الدولية باستخدام الإنترنت. تشمل هذه الجرائم الإرهاب السيبراني. يعتبر الإرهاب السيبراني قضية رئيسية ملتهبة على الصعيدين المحلي والعالمي. يتمثل الشكل الشائع لهذه الهجمات الإرهابية على الإنترنت انتشار مواقع الكراهية ورسائل البريد الإلكتروني والسوشيال ميديا التي تحض على الكراهية ، والهجمات على شبكات الكمبيوتر الحساسة وما إلى ذلك. وأي نشاط يمارس عبر الفضاء السيبراني بشكل يهدد سيادة الدولة على اراضيها او يهدد امنها، يدخل تحت مفهوم الارهاب السيبراني من الجانب. كذلك يوجد ما يسمى بـ الحرب السيبرانية او ما يطلق عليه Cyber Warfare. يشير إلى القرصنة ذات الدوافع السياسية لإجراء التخريب والتجسس. بعبارة اخرى، هي شكل من أشكال حرب المعلومات، والتي تعتبر الآن النوع الجديد من الحروب حيث انها تعمل بشكل مشابه للحرب التقليدية، الا ان الرغم هذا القياس مثير للجدل خاصة عند مناقشة الدوافع السياسية.
اخيرا، النوع الرابع هو الجرائم الإلكترونية ضد المجتمع ككل. وهي ما تعني الفعل غير القانوني الذي يتم تنفيذه بقصد إلحاق الضرر بالفضاء السيبراني والذي سيؤثر على عدد كبير من الأشخاص. وهنا يتم اعمال تحقيق المصلحة العامة كمبدأ أساسي لسن القوانين والتشريعات. تشمل هذه الجرائم: استغلال الأطفال في المواد الإباحية، الاتجار غير المشروع عبر الإنترنت و قد يكون بالتجارة بالمخدرات والبشر و الأسلحة وما إلى ذلك مما يؤثر على عدد كبير من الأشخاص. الاحتيال والغش عبر الإنترنت يعتبر من أكثر الأعمال المربحة التي تنمو اليوم في الفضاء الإلكتروني. هناك العديد من القضايا التي تم الكشف عنها وهي تلك المتعلقة بجرائم بطاقات الائتمان ، والجرائم التعاقدية ، وتقديم الوظائف ، وما إلى ذلك.
بإختصار، من خلال هذا العرض السريع لأنواع الجرائم السيبرانية، ندرك مقدار الفراغ التشريعي الذي يعاني منه القضاء السيبراني. حيث اننا يوميا نرى مثل هذه الانتهاكات في كل مكان في العالم. ولكن نجد أن المساءلة والسيطرة القانونية عليها محدودة قياسا بمعدل ارتكابها. ونجد أن التشريعات ركزت بشكل كبير على جوانب معينة من الجرائم السيبرانية مثل الإرهاب السيبراني، في حين ان هناك انواع كثيرة الجرائم السيبرانية. واكبر دليل على ذلك، الحراك الحاصل في الولايات المتحدة الأمريكية و الصين وازمة شركة هواوي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال