الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
رئيسة قسم المحاسبة بجامعة الأميرة نورة
@aysha_alsalih
مع قرب إعلان المملكة العربية السعودية عن الموازنة السنوية والترقب المصاحب للإعلان، أخصص حديثي في هذه الزاوية الإسبوعية عن ماهية الموازنات وأنواعها، ولعلي أبدأ بالتعريف بماهية الموازنة؟ حيث تعددت المفاهيم الخاصة بالموازنات نتيجة لاختلاف وجهات النظر حولها من حيث كونها خطة أو خطوة نحو عملية التخطيط أو مجرد وسيلة للربط بين الخطة والتنفيذ أو كخطة شاملة ومنسقة، لذلك من الأشمل تعريفها على أنها تعبير رقمي عن خطة النشاط المتعلقة بفترة مالية مقبلة، ووسيلة للرقابة الفعالة على التنفيذ، وأداة يتم من خلالها توزيع المسؤوليات التنفيذية بين العاملين، حتى يمكن تقييم الأداء، ومتابعة التنفيذ، والتحقق من إنجاز الأهداف الموضوعة، واتخاذ القرارات المطلوبة.
تكمن أهداف الموازنة من خلال بيان دورها المتمثل في مجالي التخطيط والرقابة، ويتجلى التخطيط في الموازانات من توصيف الهدف في صورة كمية، وبيان الفروض التي تقوم عليها هذه الاهداف، والتحقق من الإمكانيات المتاحة، ووضع أنماط ومعدلات الأداء، وتحديد الوسائل اللازمة لتحقيق الأهداف والتنسيق بينها. وتتحقق الرقابة من خلال قياس الأداء الفعلى لمختلف الأنشطة ومقارنتة بمستويات الأداء المخطط لها تمهيدا لاكتشاف انحرافات الأداء وتحليل أسبابها والمسئولين عنها لاتخاذ الاجراءات التصحيحية الملائمة.
تتعدد أنواع الموازنات ويتم التمييز بينها من خلال معايير عديدة: الفترة الزمنية، وطبيعة النشاط الاقتصادي، وموضوع المعاملات التي تغطيها الموازنة، والحدة المحاسبية، التي يتم إعداد الموازنة على أساسها، ومستوى النشاط، المستوى الذي تُعَدْ على أساسه الموازنة، والتقسيم من وجهة نظر الشمول.
وتعد موازنة المملكة المرتقبة موازنة قصيرة الأجل “Short Term Budget”، حيث تغطى سنة محاسبية مقبلة، ويتوقع اقتصاديون سعوديون أن تكون موازنة 2016 متوازنة في الإنفاق رغم تحدي انخفاض أسعار النفط، ويشير تقرير اقتصادي لجريدة الحياة إلى أن الميزانية الجديدة ستستوعب المتغيرات رغم أن بعض الاقتصاديين توقعوا حدوث تغييرات تتعلق بالباب الرابع من الموازنة المتعلق في المشاريع الجديدة والإنفاق الرأسمالي للحكومة. متوقعا أن ينخفض العجز في 2016 إلى النصف تقريباً، بعد ضبط المصروفات وغياب بعض مسببات الإنفاق الكبير.
وأشار محللو إقتصاديون إلى أن الموازنة خلال السنوات الست الأخيرة حققت عجزاً مرتين، الأول عام 2009، وبلغ العجز 87 مليار ريال، بعد انخفاض أسعار النفط بشكل كبير، نتيجة الأزمة المالية والركود في الاقتصاد العالمي، والثاني في 2014 وبلغ العجز 66 مليار ريال.
وأستشعرنا اليوم بتفاؤل من خلال مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، حفظه الله، في الدورة السادسة لمجلس الشورى، حيث أن قوة الاقتصاد السعودي، وتنوع الإمكانيات والقدرة على التعامل مع المتغيرات تعطينا الراحة والطمأنينة بمستوى من الإنفاق ذو المردود الإيجابي للمجتمع في المملكة، وما يميز اقتصادنا في المملكة التماسك المجتمعي، والتكافل المبني على المسؤولية المجتمعية، والرغبة في البذل والعطاء، وروح التحدي، والعناية الإلهية، وأخيرا اترككم مع ميزانية الحزم والاقتدار.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال