الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
استقبل الكثير ورشة ” التحول الوطني ” بالفضول و الحماس رغبة في مستوى غير معهود بالصراحة . فلم تعد الصراحة جزء مؤثر من الحراك و النسيج المجتمعي في النقاش على اغلب المستويات راسيا و احيانا حتى أفقيا . الحالة المجتمعية اليوم محصورة بين رغبة الجميع في الثبات و الاستقرار خوفا من المستقبل من جهه و عدم قدرة النخبة على كسر الجمود الفكري و العملي بسبب قصور لديهم اصبح واضح من جهه اخرى . و لكن كلا الاثنان شركاء في الانغماس في النموذج الاستغلالي .
الوصف الاستغلالي هو الجانب العملي من الاقتصاد الريعي . الحساسية الحقيقية تنحصر في نظري فان المناقشة الصريحة ضرورية و سريعا و لكن لابد ان تكون في نطاق ضيق لان هناك مخاطر من مناقشة اغلبية اقل وعي ، خاصة ان جزء من الوعي زائف لانه مرتكز على عقلية تبحث عن نصيبها من الاستغلال و ليس مسالة وطنية تنموية او إصلاحية عميقة . اول صراحة انه ليس هناك برنامج جاد لأحداث تطور نوعي في المملكة .
التجربة و العقل تقول لنا ان السعودي لا يختلف عن غيرة من الامم الاكثر تقدما و قوة و لكن الممارسات العامة و الفرضيات التي تنطلق منها منظومة السياسات المقترحة لا تكفي لأحداث تغيير نوعي في منظومة تصرفاته ، إذ ان المراهنة على تغيير بعيد المدى جدا لم تصبح كافية فقد ضيعتا الكثير من الوقت و الفرص . منظومة التصرفات الناتجة خلقت بيئة في حاجة لتغيير نوعي و الا سوف نسوغ مزيدا من الكذب ، فمحاولة الخلط بين السياسة كالاعيب و السياسة كبرامج عملية واضحة لم تعد معادلة مقبولة . تقدم المملكه دعما يصل الى حوالي 200 مليون دولار يوميا و في تزايد و هذا غير قابل للاستدامه ناهيك عن دورة المعنوي والإداري في أضعاف الإنتاجية و القوى السلبية الاخرى . محور تحرك النموذج الاستغلالي سياسة التوزيع و قد عملت المملكة دورا فاعلا لم يقتصر على المواطنين بل انه امتد بدرجة من الإهمال لغير المواطنين. النموذج الاستغلالي توزيعي و لذلك بالتعريف سياسي و لذلك فان التعامل معة لابد ان يكون سياسي . اصبح الجميع ضحايا النموذج الاستغلالي حتى حين يكون مستفيدا سطحيا ، فحين تقبل الجامعات اكثر من 90 % من الطلاب و حين يكون اغلب طلاب البعثات في جامعات اقل من المتوسط و تخصصات فات عليها الزمن و من ثم يصبح البعض منهم من النخبة بناء على علاقاتهم و ذكاءهم الاجتماعي نصبح كلنا ضحايا.
في البداية كان النموذج الاستغلالي مقبول حيث البدايات الوطنية متواضعه و العدد السكاني قليل و الحاجة لاشباع حالة العوز الماضية و لكن مع الوقت الجميع استحلى السياسة العامة من اعلى الهرم حتى أسفله و اصبح شريك في نهج ضد التنمية ، حتى اصبحت الصراحة اول و اخر الضحايا . و لذلك ليس لدينا ان نلوم احد حيث اننا كلنا على خطا و استهلكنا نموذج عفى علية الدهر .السكوت على السياسة العامه اليوم مكلف و يرفع درجة المخاطر . العقلية الوسطية اليوم في حالة خوف و ارتباك و لذلك تجد الكثير يدعوا للهدؤ و كانه بديل للعمل او ان السكوت بديل الصراحة . حانت اللحظة التاريخية للأخذ بنهج جديد .
ما هو الحل ؟
اي حل لا يستطيع تغير تصرفات الفعاليات الاقتصادية ( افراد – شركات – مؤسسات حكومية رقابية و تنفيذية – مستثمرين أجانب ) يعتبر شكلي في احسن الظروف و يحمل مخاطر في اغلبها . الحل من من مرحلتين الاولى من خلال اجزاء متزامنه ، الاول الرسوم على الاراضي ، الثاني توزيع جزء مؤثر من النفط على حوالي 90% من الناس بالتساوي ،الثالث رفع جميع انواع الدعم للكل ، الرابع قصر قبول الجامعات لأفضل 40 % من الطلاب و البقية للتعليم الفني او سوق العمل . خامسا تقليص موظفي الحكومة قدر الإمكان . سادسا تقليل الهجرة الاقتصادية للمملكة . بعد ان يستقر النموذج الجديد بسنتين نبدا عملية تخصيص حقيقية و بعدها بسنوات قليلة نعوم الريال لتعريض النظام كاملا للمنافسة مع العالم .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال