الأحد, 4 مايو 2025

ملتقى إصابات العمل يؤكد على دور البيئة الآمنة في دعم وتيرة التنمية

كشف ملتقى اصابات العمل الثاني الذي نّظمته اللجنة الصحية بغرفة الأحساء بمشاركة المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية وأرامكو السعودية عن أهمية اتباع إجراءات السلامة والصحة المهنية في بيئات العمل المختلفة لتلافي حدوث الإصابات والحوادث التي تتسبب في تعطل مسيرة التنمية وتكبد الاقتصاد الوطني خسائر كبيرة.

وأكد الملتقى الذي انعقد الخميس في مقر الغرفة الرئيسي، بحضور صالح بن حسن العفالق رئيس مجلس إدارة غرفة الأحساء وممثلين عن المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية وأرامكو السعودية وعدد من المسئولين والأطباء في الشركات والمستشفيات ومسئولي الأمن والسلامة والإصابات في القطاعين العام والخاص بالأحساء، أن التطور الكبير في مختلف مجالات العمل والانتاج ونمو وتوسع عدد وحجم المشاريع في المملكة يفرض مضاعفة الجهود من أجل تقليل المخاطر المهنية التي تسبب القلق والمعاناة لشرائح من المجتمع إلى الحدود الدنيا.

من جانبه، أوضح صالح بن حسن العفالق رئيس مجلس إدارة غرفة الأحساء أن تعزيز اجراءات السلامة والصحة المهنية مسؤولية تضامنية جماعية مشتركة تتطلب التعاون والتنسيق وتضافر الجهود، مبيناً أن تقليل اصابات العمل والحد منها هدف رئيسي تعمل الغرفة على تحقيقه، لافتاً إلى إن المنطقة الشرقية بما فيها الأحساء تحتل المرتبة الثانية في إصابات العمل على مستوى المملكة، وهو أمر يدعو لدعم وتشجيع كافة المبادرات التي تصب في اتجاه تقليل معدلات اصابات العمل بالمنطقة ونشر ثقافة الأمن والسلامة في العمل.

اقرأ المزيد

وبيّن العفالق أن غياب أو ضعف معايير وتطبيقات السلامة ومنع الأخطار والخسائر في بيئات العمل المختلفة يضعف نمو وتطور الشركات والمؤسسات على المستوى البعيد ويضر بسمعتها ويؤثر في توزيع منتجاتها وفرص توسع أعمالها ونجاحها مقدماً شكره للجنة الصحية بالغرفة والجهات المشاركة في الملتقى داعيا الله للجميع بالتوفيق وتحقيق الاستفادة المرجوة من الملتقى والتوعية بأهدافه والعمل على توفير بيئات عمل امنة تدعم النمو والتطور.

وفي بداية الملتقى، تحدث مالك الموسى رئيس اللجنة الصحية بغرفة الأحساء حول أهمية ترسيخ وتعزيز اجراءات السلامة والصحة المهنية في جميع المنشآت وضرورة توفير بيئات امنه للعمل والعمال مبيناً أن الحوادث واصابات العمل تكلف الصناعة والدولة خسائر ونفقات مادية ومعنوية كبيرة، مثمناً مشاركة وتعاون الجهات المشاركة في الملتقى وجهودهم التوعوية وأدوارهم الفاعلة في نشر ثقافة وتطبيقات السلامة والصحة المهنية في بيئات العمل المختلفة.

وبيّن الموسى أن تعزيز اجراءات السلامة والصحة المهنية مسؤولية جماعية ومشتركة لافتاً إلى إن ارتفاع معدلات حوادث واصابات العمل، يقود لتكبد الاقتصاد خسائر، في وقت يمكن تقليصها والحد من اثرها علي الاقتصاد بتوفير بيئات امنه للعمال تراعي توفير معايير وشروط الأمن والسلامة خاصة في القطاعات الانتاجية التي يتميز العمل فيها بمخاطر كبيرة.

إلى ذلك، انطلق الملتقى في أربعة جلسات، تضمنت تقديم ثمان أوراق عمل، حيث أدار الأولى منها مالك الموسى رئيس اللجنة الصحية بالغرفة وتحدث فيها الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالمحسن الشعوان مساعد مدير شعبة الأخطار المهنية ومفتش اصابات العمل بمكتب التأمينات الاجتماعية بالأحساء حول تعريف وتوصيف الأخطار المهنية، أعقبتها ورقة اخرى بمسمى (اللجنة الطبية) قدمها الدكتور عادل بن سعد الصقر مدير الشعبة الطبية بمكتب التأمينات الاجتماعية بالأحساء، وتناول فيها مهام وأدوار اللجنة الطبية في تقرير حالات إصابات العمل والعجز المختلفة.

وفي الجلسة الثانية التي أدارها المهندس فهد بوسبيت من إدارة منع الخسائر بأرامكو السعودية، تناول خطة منع الخسائر وعناصر إدارة السلامة والبرامج والعمليات والمقاييس والتعليمات العامة في ارامكو السعودية، بيّن المهندس عبدالعزيز بن عوض الشهراني من إدارة منع الخسائر بأرامكو السعودية في ورقته المخاطر في أماكن العمل والتعريف بها، فيما استعرض الأستاذ محمد الضلعان من اللجنة الطبية بأرامكو السعودية مفهوم تبليغ الاصابات والاجراءات المتبعة وتحليل ظروف حدوثها مبيناًَ أهمية بحث جذور المشكلة التي تتسبب في حدوث الاصابات.

وأدار الدكتور الاستشاري أحمد البوعيسى رئيس قسم العظام بمستشفى الملك فهد بالهفوف الجلسة الثالثة، حيث جرى تقديم ورقة عمل حول الاجراءات الإدارية في حالات اصابات العمل قدمها عاطف فكري مدير إدارة اصابات العمل والمخاطر المهنية بمستشفى الأحساء، أعقبها ورقة عمل اخرى بعنوان “الاسعافات الأولية في حالات الإصابات”تناول فيها الدكتور أحمد كمال استشاري الأوعية الدموية ورئيس قسم الطوارئ بمستشفى الموسى التخصصي مفاهيم الإسعاف والرعاية والعناية الأولية التي يتلقاها الإنسان نتيجة التعرض المفاجئ لحالة صحية طارئة, لإنقاذ حياته وحتى يتم تقديم الرعاية الطبية المتخصصة له.

وفي استعراض لنماذج وتجارب ناجحة في اتباع معايير السلامة ومنع الخسائر بالقطاع الخاص، تناولت الجلسة الرابعة التي أدارها الأستاذ عادل المجحد مدير عام شركة الأحساء للصناعات التحويلية تجربة شركة الكفاح القابضة وعرضها الأستاذ صالح الكثير، وفي الورقة الثانية بالجلسة قدّم الأستاذ محمود حامد عرضاً لتجربة شركة تكوين المتطورة للصناعات.

وشهد الملتقى نقاشات واقتراحات ومداخلات متنوعة بين الجلسات تناولت سبل تعزيز اجراءات السلامة والصحة المهنية وطرق خفض معدلات حوادث واصابات العمل، قلة وضعف برامج السلامة المهنية المتوافرة باللغة العربية وتأثير ذلك السلبي على مهارات مخططي ومسؤولي السلامة العامة والصحة المهنية في المملكة. كما شهد الملتقى تكريم جميع المتحدثين المشاركين بدروع تذكارية من غرفة الأحساء.

يُشار إلى إن النسخة الأولى من الملتقى الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة، انعقدت قبل أكثر من عام بمبادرة من اللجنة الصحية بغرفة الاحساء بالتعاون مع مستشفى الموسى العام وبمشاركة الشؤون الصحية بالأحساء ونخبة من المختصين، وشهد طرح عدد من اوراق العمل والتوصيات المهمة.

يُذكر أن بيئات العمل الآمنة تمثل نقطة ارتكاز أساسية لأي تطور وتقدم اقتصادي؛ علماً بان معدل إصابات العمل في المملكة يشهد انخفاضاً متتالياً على مدى السنوات الأربع الماضية بالرغم من زيادة أعداد العمال ومواقع العمل وذلك بفضل توسع وتطور طرق ووسائل تطبيق إجراءات السلامة في مواقع العمل وحسن التصرف في حال حدوثها.

 

 

ذات صلة



المقالات