الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لو نظرنا إلى علاقة الإنسان بالابل لوجدناها علاقة تاريخية قديمة كعلاقته بالسماء والأرض والجبال، لهذا أمره الله بإمعان النظر والتفكر وإعادة النظر في هذا المخلوق العظيم المذلل له، فالابل هي مخزون الثروة في بداية تاريخ الأمم وناقلة اقتصادها وحضاراتها معا، قبل صناعة الفلك ووسائل النقل الحديث الذي ينسحب عليه التقادم فالخلاق الذي لا يستجيب لصيانة، إلا إن هذا التقادم لا ينسحب على الإبل (عطايا الله) وإن نالت الجفوة والهجران من اهلها فترة من الزمن، فقد ينبرى لها مهتمون وعشاق يقدمونها على أنفسهم وأبنائهم فيرحِّلونها من ساحات حربهم ومواقع قتالهم حتى لا يغنمها عدوهم من بعدهم، قد يقعون قتلى أو أسرى دون رقابها، وهي من أهم وحدات قياس أموالهم قبل سك الذهب والفضة والعملات الورقية الحديثة فهي مضرب المثل في المال (حمر النعم)، كما أنها من أهم الخيارات في تكوين وبناء المؤسسة الاجتماعية إذ هي خيار مفضل بامتياز في العهود الماضية تختاره المرأة ثمن لصداقها أثناء ارتباطها بالرجل لبناء الأسرة النواة الأولى في المؤسسة الاجتماعية الكريمة.
الصياهد إنها وجهة جديدة مشوقة وملفته بجميع صورها للعامة، وخاصة لنظر أهل الابتكار والابداع كبعد تنموي استراتيجي يتجاوز (المزاين) الى فرص اقتصادية يحتضنها تراث المملكة في مثل هذه المِيَز نستنج بعض التساؤلات، فهل لهذا التراث المعروض من إقامة قطاع اقتصادي لصناعة مشتقات الابل؟ بدءا من وبرها وألبانها ولحمها وشحمها وانتهاءا إلى جلودها لتعظيم الاستفادة من هذه الثروة، أظنه لا يقل حجم الناتج لو استثمر عن حجم ناتج استثمار النخلة التي هي الأخرى من المِيَز التي لم تنل قدرها من الاهتمام، إنها ميزٌ تتفرد بها المملكة في العالم، فكم من الفرص التنافسية تتوالد من رحم اصالتنا ذات المكاسب الاقتصادية العظيمة، يتفلت إلى صناعة مشتقاتها أيادي الصينيين كما تفلتوا والغرب إلى صناعة مشتقات النفط واستهلكناها، فهم متخصصون في قراءة أذواقنا فينشؤون لها مصانع، موادها الخام من تراثنا، نعم أرقام غير متوقعة يحتضنها تراث المملكة الأصيل فهناك في رحم تراثنا أخوات (لسابك المزيونة)، تعرض الصياهد لوحة لإحداهن في أحسن صورة وأمتعها، إنه ليهيِّض النفس الجو التنافسي الحميم بين أبناء الوطن في مهرجان الملك المؤسس –رحمه الله- الذي يقيمه وينظمه نادي الإبل في الصياهد بروح الحماس الكل يطمح لنيل ما يمنحه من جوائز تنافسية في سباق تراثي عريق ومادته الدسمة (الإبل)، تحت رعاية نادي الإبل حديث النشأة، إذ تم إنشاءه عام 1438هـ بهدف العناية بالإبل ودعم الأنشطة المتصلة بها من جميع النواحي والإسهام بالتعريف بهذا التراث سواء في تنظيم وإقامة الفعاليات داخل المملكة وخارجها، وإقامة المزادات لبيع الابل، هذا النادي يستحق أن يُعظم هذا الكيان إلى أكبر من نادي إلى مركز وطني يشارك فيه القطاع الخاص، يتبنى فيه رجال الأعمال أنشطة صناعة مشتقات الإبل لتحقق بذلك طموح وأهداف قيادتنا الحكيمة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال