3666 144 055
[email protected]
وفقاً للأرقام الواردة الخاصة بالفعاليات في إنجازات رؤية المملكة، فقد تم تنفيذ أكثر من 2000 فعاليــة ترفيهية ورياضية وثقافيــة وتطوعيــة بأكثــر مـن 26 ألـف يـوم فعاليـة، حضرها أكثر 46 مليـون زائـر حتـى عـام 2020م. وبالنظر للدعم اللامحدود من سمو ولي العهد لهذا القطاع، وانطلاق الفعاليات الكبيرة مثل موسم الرياض، وغيره من الفعاليات المتزامنة مع مناسبة الطقس في السعودية، فإن تلك الأرقام في ارتفاع مطرد خصوصاً بعد شح الفعاليات وتعطش الأفراد لحضورها أثناء أزمة كورونا.
وعلى الرغم من أن قطاع الفعاليات والمهرجانات يعتبر حديث عهد لدينا، حيث أتى بشكله المحدث تزامناً مع رؤية المملكة 2030، إلا أن المستوى المميز الذي وصل له في السنوات القليلة يعتبر من التجارب الملهمة على مستوى الدول في هذا الجانب. فهناك العديد من المؤشرات والأرقام التي تعكس المستوى الذي تم الوصول إليه مثل عدد الزوار المحليين والسائحين وعدد الوظائف المستحدثة وعدد الفعاليات وتنوع محتواها ومؤشر رضا وولاء الزوار وغيرها من المؤشرات التي تعبر عن المستوى المتميز الذي تم الوصول إليه، بل وبشكل تدريجي أصبح وجود الزوار الخليجيين والسياح لفعالياتنا منظراً معتاد يملؤنا الفخر تجاهه بأن تكون تلك الفعاليات وجهة محلية وإقليمية وعالمية تشد لها الركاب.
وحيث أن توفر الفعاليات بمختلف أنواعها للفرد والأسرة تعتبر من الأنشطة التي تعزز جودة الحياة، والوصول إلى مستوى فعاليات تحقق توقعات ورضا الزوار ليس بالأمر السهل، خصوصاً بعد الاعتياد على مستوى متميز في الفعاليات السابقة. فمن الطبيعي إذا تم تقديم نفس المستوى على سنوات متتالية أن ينخفض مؤشر رضا الزوار . فما كان مبهر واستثنائي في أول سنة، أصبح اعتيادي ومطلوب ومتوقع في السنة التي تليه. فالتحدي ليس في تحقيق مؤشر رضا مرتفع، ولكن في المحافطة عليه على مر السنوات.
وخلال عمل الكثير من الأبحاث في مجال تجارب ورضا الزوار وماهي المتطلبات الأساسية التي لابد من توفرها من وجهة نظرهم لتحسين التجربة، أستطيع تلخيصها في التالي:
– موقع الفعالية داخل المدينة ويسهل الوصول إليه
– توفر لوحات إرشادية على الطريق المؤدية للموقع
– توفر مواقف تكفي للعدد المتوقع من الحضور
– قرب المواقف من بوابات الدخول أو وجود حلول بديلة
– تنظيم الدخول عند البوابات
– وجود مسار خاص لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة
– وجود لوحات إرشادية للمرافق والأماكن داخل الفعالية
– منظمين محترفين يجيدون التعامل مع مختلف الزوار وملمين بالمعلومات الأساسية عن مرافق ومحتوى الفعالية
– نظافة دورات المياه وكفاية عددها للزوار
– وجود مصلى للنساء والرجال بمساحة كافية والحرص على نظافته
– خيارات واسعة من المأكولات والمشروبات بأسعار مناسبة
– توفر جلسات بعدد كافي
– الحرص على نظافة الأماكن
– محتوى جديد ومتنوع
قد تكون هذه المتطلبات من البديهات في مجال تنظيم الفعاليات، ولكن توفرها بنفس مستوى توقعات الزوار والحرص على إيجاد عنصر الإبهارWOW moments)) هو ما يصنع الفرق في التجارب المختلفة.
خلاصة القول، لصنع تجربة مختلفة، لابد من الحرص على توفير مستوى يفوق التوقعات، مع التنبيه على أن ما فاق التوقعات بالأمس، أصبح مسلم به ومتوقع اليوم. فما يصنع التجارب المختلفة هو الاهتمام بالتفاصيل.
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734