الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
سؤال يتبادر للبعض .. ما هي الطباعة ثلاثية الأبعاد..؟
وببساطة، الطباعة ثلاثية الأبعاد هي عملية تكوين منتج حقيقي ثلاثي الأبعاد من ملف رقمي. وتتم هذه العملية عن طريق عدة خطوات: الخطوة الأولى هي استخدام ماسح ضوئي ثلاثي الأبعاد، لمسح أي شكل مطلوب، ثم يقوم المصمم أو المهندس بإجراء كافة التعديلات الإضافية المطلوبة على هذا الشكل، إذا وجدت، ثم تبدأ الخطوة الثانية وهي تحويل الشكل إلى ملف رقمي وحفظه من خلال الماسح ثلاثي الأبعاد. أما الخطوة الثالثة والأخيرة فهي قيام الطابعة ثلاثية الأبعاد بتكوين نسخ حقيقية من هذا الشكل أو المنتج، عبر حقن المادة التي سيتكون منها المنتج، وتكون غالباً من لدائن البلاستيك، في سخان يذيبها، ويبدأ تشكيل المنتج عن طريق بنائه، طبقة بعد الأخرى، بشكل رأسي. ثم، تبدأ فترة الانتظار حتى يبرد المنتج بشكل كامل، لكي تزال الزوائد الحادة ويتم تنعيم سطح المنتج، وإعلان جاهزيته (صورة الطابعة مرفقة).
وتشير الدراسات بأن خلال السنوات العشر القادمة، يمكن أن تؤثر تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على نحو 42% من إنتاج خمسة قطاعات رئيسية، بقيمة إجمالية تبلغ مليارات الدولارات، وهذه القطاعات هي: الصناعة والبناء، والمنتجات الاستهلاكية، والرعاية الصحية والأجهزة الطبية، والسيارات، وقطاع صناعات الطيران والفضاء. وكما صرحت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، فإن الطباعة ثلاثية الأبعاد أثبتت أنها الحل الأنسب لإرسال بعض المعدات الضرورية إلى محطة الفضاء الدولية في زمن قصير.
واختصار الوقت ليس هو الميزة الوحيدة للطباعة ثلاثية الأبعاد، بل وقد أثبتت هذه التقنية كفاءتها في قطاع الصناعة عبر تقليص وقت الإنتاج مع تحسين جودة المنتجات، ودعمها للاستدامة في التصنيع من خلال استخدام كمية أقل من المواد، بالإضافة إلى إمكانية إعادة تدوير المنتجات المصنعة.
ويُمكن أن يكون هناك تأثيرا اقتصادياً ضخماً للطباعة ثلاثية الأبعاد من خلال القضاء على مركزية سلاسل التوريد وخطوط الإمداد في المصانع، والتسهيل على الشركات المتعددة خدمة الأسواق المختلفة وخفض الأسعار للمستهلكين، ومن ثم تحقيق لامركزية الإنتاج.
ويُمكن استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد في بناء المنازل، ويتم ذلك خلال أقل من ٢٤ ساعة، وبسعر زهيد يبلغ 4000 دولار، مما يعود بفائدة إنسانية كبيرة خاصة للعائلات المشردة والتي تعيش في الملاجئ أو بلا مأوى. وتساعد هذه التقنية أيضاً في حل أزمة السكن الراهنة حول العالم، وتقليل تكلفة العاملين والتخلص من مخلفات البناء في كلاً من المنشآت السكنية والصناعية.
كما يُمكن صناعة المستلزمات اليومية كالأدوات المنزلية المتواجدة على موائد الطعام وكذلك أدوات التخزين. وفي مجال الأغذية، يُمكن طباعة كعكات ومنتجات مخبوزة بديعة الأشكال للمناسبات الاجتماعية المختلفة. كما يُمكن طباعة اللوحات الجدارية والمنحوتات والخزف والزخارف، واستخدامها في المجال الفني والتشكيلي الإبداعي.
وفي مجال الرعاية الصحية والأجهزة الطبية، يُمكن صناعة الكمامات، ومعدات فحص الفيروسات، ونماذج أعضاء الجسم البشري للعمليات الجراحية، والأدوات الطبية المختلفة، عبر الطباعة ثلاثية الأبعاد.
ومن الجدير بالذكر، أن المملكة تشجع على الاستثمار والابتكار بهذه التكنولوجيا، وتدعمها من خلال تقديم الدعم المادي والتدريب المهني. كما أنه وفي مدينة نيوم المستقبلية، يتم الاستثمار بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد تحت قطاع “مستقبل التصنيع المتطور” من أجل فتح آفاق جديدة للتكنولوجيا والاقتصاد المستدام بالمملكة خلال السنوات القليلة المقبلة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال