3666 144 055
[email protected]
abdulkhalig_ali@
[email protected]
أولا لماذا العمل الحر ؟ وليس ريادة الأعمال ؟، الحقيقة أنني أفضل إستخدام مصطلح العمل الحر أكثر من إستخدام ريادة الأعمال ، حتى لا أدخل في تعقيدات التعريف ومتطلباته التي قد تُخرج بعض الأعمال والمهن البسيطة ذات الأهمية العالية والدخول الكبيرة من دائرة ريادة الأعمال ، وأنا هنا أريد التحدث إلى أكبر شريحة ممكنه من الشباب الراغبين في إن يكون لهم عملهم الخاص ، لذلك فضلت إستخدام مصطلح العمل الحر بدل ريادة الأعمال .
ثم لماذا العمل الحر هو أمل الشباب ؟
التوظيف الحكومي يتقلص وسيستمر في التقلص خلال السنوات القادمة بشكل كبير لسببين الأول ربما يكون مؤقتا وهو تراجع أسعار النفط ، لذلك لن تستطيع الحكومة توظيف مزيد من الخريجين خلال فترة تراجع عوائد النفط ، لكن السبب الثاني هو الأهم وهو توجه الحكومة إلى مزيد من الإصلاحات الاقتصادية ، ومن أهم عناصرها رفع كفاءة التوظيف ، من خلال توظيف أفضل الكفاءات وخفض التوظيف (التعاوني) أو إلغاؤه ، وهو ذلك التوظيف الذي يهدف إلى إستيعاب أكبر عدد ممكن من الخريجين على حساب الجودة والحاجة .
التوظيف في القطاع الخاص لن يكون بسهولة السنوات الثلاث الماضية التي شهدت توسعا كبيرا بسبب توسع المشاريع الحكومية ، والسبب تقليص الإنفاق على المشاريع الجديدة ، وحتى مع برنامج نطاقات لم تنجح وزارة العمل في إحلال الشاب السعودي محل الوافد بنسبة تؤثر على حجم البطالة بين الشباب السعودي . وبكل الأحوال حتى مع وجود وظائف في القطاع الخاص فإن التنافس على تلك الوظائف سيكون شديدا لكثرة المتقدمين وللمعايير العالية التي يفرضها القطاع الخاص على المقبولين من بين المتقدمين .
ورغم الصعوبات والمخاطر التي تكتنف العمل الحر إلا أن به من المزايا ما يجعل تجربته تستحق المغامرة والجهد الكبيرين الذي سيبذلهما الشاب في سبيله . ولعل أهم مزايا العمل الحر أنه ينمو ويتوسع ومعه ينمو ويتوسع دخل صاحبه ، بخلاف الوظائف التي لا تستطيع مجاراة التضخم السنوي الذي يرهق كاهل الموظفين ، ما يجعل بعضهم غير قادر على تأمين إجتياجاته الشهرية بذلك الراتب شبه الثابت . والنجاح في العمل الحر له مذاقه الخاص لأنه نجاح شخصي بحت ، منطلق من فكر وجهد صاحب العمل ، وبه يحقق الشاب ذاته بكل معانيها . والنجاح في العمل الحر يفتح آفاق المستقبل أمام الشاب لتحقيق مستقبله بأمل أكبر ، وتكون بوصلة إتجاه حياته بيده هو لا بيد غيره .
أخيرا معظم الأعمال الصغيرة والمتوسطة في قطاعي الخدمات والتجزئة تسيطر عليها العمالة الأجنبية التي أنهكت كاهل الإقتصادي السعودي وأستنزفت موارده طوال سنين ، ودخول الشباب في تلك الأعمال وخلخلة إحتكارها هو واجب وطني يفرضه عليهم واقع إقتصادي وإجتماعي وأمني، وظروف سياسية أقليمية ودولية .
لكل تلك الأسباب قلت في مقالتي الأولى من هذه السلسلة أن العمل الحر أمل الشباب ومستقبل الوطن . وهنا سأشارك الشباب الأفكار حول كثير من الأمور المتعلقة بالعمل الحر وريادة الأعمال التي قد تكون عونا لهم على خطواتهم الأولى في طريق النجاح في الأعمال الخاصة بهم .
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734