نقابات غربية تطالب بمقاطعة الطيران القطري وتتهمه بالاستعباد

تواجه شركة الطيران القطرية مرحلة صعبة قادمة بعد أن فتحت صحيفة بيلد الألمانية سلسلة من التحقيقات والريبورتاجات التي خصصتها للشركة التي اتهمتها باستعباد السيدات العاملات فيها وعلى طائراتها، وفي الوقت ذاته وجهت إحدى النقابات الكبرى إلى البرلمان الألماني دعوة للتحلي بالشجاعة اللازمة بالدعوة لمقاطعة الشركة القطرية.

النقابات الألمانية تدعو البرلمان إلى مقاطعة الشركة القطرية في انتظار موقف سياسي شجاع وكان فرانك بشريسك زعيم نقابة “فير.دي Ver.di” أكبر المنظمات النقابية والعمالية الألمانية وفي العالم وهي التي أقيمت على أنقاض 5 فيدراليات نقابية تضم 2.5 ملبون عضو، قد وجه الخميس الماضي 26 يونيو(حزيران) دعوة إلى أعضاء البرلمان لمقاطعة الطيران القطرية بعد صدور تقرير الفدرالية الدولية للنقابات الحرة، الذي أدان فيه ظرف العمل فيها، في انتظار قرار سياسي ألماني شجاع حسب قوله.

ممنوعات
وكان التقرير تناول ظروف عمل طواقم الطيران والضيافة من نساء ورجال في الشركة القطرية ليخلص إلى أن الموظفين فيها يعانون ظروفاً “مُهينة تفرضها القطرية على فرق الضيافة والخدمات” لينتقل الملف بذلك إلى صحيفة “بيلد” التي فجّرت فضحية الاستعباد الجديدة.

وقالت الصحيفة: “على عكس كل شركات الطيران في الخليج والشرق الأوسط التي تشهد تطوراً إيجابياً في ظروف العمل، تسير القطرية في اتجاه مناقض تماماً حسب التقرير الدولي النقابي، فالحمل ممنوع مدة 5 سنوات على الأقل والزواج ممنوع أيضاً إلى جانب مجموعة أخرى طويلة من الممنوعات التي يحفل بها كل عقد يوقعه الموظفون والموظفات للعمل لديها والذي يضم صفحتين كاملتين”.

وتضيف الصحيفة “ولكن بعد دعوة نقابات فير. دي والصدى الذي وجدته تعددت الشهادات على الشبكات الاجتماعية ما يثبت الوضع المأسوي الإنساني لهذا النوع من العمالة والدور الخاص الذي يلعبه رئيس الشركة في هذه القضية، واصفة رئيس الخطوط الجوية القطرية أكبر الباكر، بمهندس هذه السياسة وصانعها”، وتضيف “بيلد” “إن رئيس إحدى أهم شركات الطيران في العالم يستعبد النساء والرجال بدرجة أقل، ويجبرهن على العمل بشروط تنتهك الكرامة الإنسانية”.

باكر والعزوبية
وشدّدت الصحيفة على أن الباكر يشترط على مضيفاته العزوبية وعلى الأقل إذا كان ولابد”على إذن مُسبق منه وموافقته على عقد الزواج، في صورة رفضه لا يُسمح للمضيفة بالزواج، ويذهب الباكر أكثر وأبعد فيمنعهن من الظهور مع أزواجهن أو أخواتهن أو أولادهن وآبائهن” أما من أخطأت: فتطرد على الفور من الشركة” .

شهادة
وتنقل الصحيفة عن موظف في الشركة “في السابق كان منع الزواج يمتد 3 سنوات ولكنه ارتفع إلى 5، وللعلم لا يقتصر الأمر على النساء، بل ينطبق على الرجال أيضاً”.

وتضيف الصحيفة “إن التقييدات التي تفرضها الشركة لاتتوقف على الموظفين فقط بل تشمل عائلاتهم وأقاربهم إذا كانوا ينوون زيارتهم في مقر الإقامة الذي تخصصه الشركة والذين يتحتم عليهم المغادرة في تمام العاشرة ليلاً على أقصى حدّ، أما إذا اصطحب موظف أحد أفراد عائلته معه إلى بيته للإقامة مثلاً فلا يمكنه البقاء أكثر من أسبوعين”.

فصل
وتعرضت الصحيفة إلى تفاصيل ومغامرات الذين فصلوا من الشركة لأسباب مختلفة، بسبب صورة على شبكة اجتماعية لم تعجب الشركة أو سيجارة في غير محلها، فضلاً عن الفصل بسبب عدم التأقلم مع توقيت وظروف العمل” وذلك رغم مخالفة ظروف وساعات العمل وجداول الرحلات التي تفرضها الشركة لا تتطابق وأبسط المعايير المعمول به في قطاع الطيران مثل عدد الرحلات وساعات الراحة ودورية الرحلات وغيرها التي شكلت محور اهتمام النقابات على امتداد السنوات الماضية”.