امرأة لا تصدأ ..

كاتب متخصص في رأس المال البشري
الرئيس التنفيذي لقطاع خدمات الشركات – شركة حكومية
assalem@yahoo.com

سبعة مطارات تم تخصيصها وتحويلها الى مطارات تجارية بعد أن كانت مملوكة بالكامل للحكومة ..
أكثر من مليون وحدة سكنية تم تخصيصها وبيعها للمواطنين البريطانيون بأسعار تقل عن سعر السوق ..
تخصيص عملاق الاتصالات بريتيش تيليكوم وعرض خيار شراء الأسهم للموظفين بسعر مخفض ..
تخصيص عملاق صناعة المحركات والطائرات رولز رويس ..
تخصيص الخطوط الجوية البريطانية..
تخصيص البريد الملكي ..
تخصيص سكك الحديد البريطانية ..

إن تخصيص ما تتجاوز قيمته 41 مليار دولار من أجهزة حكومية وبالتالي انتقال القوى البشرية العاملة في هذه القطاعات للقطاع الخاص المنتج بدلا من النظر اليهم كأعباء على ميزانية الحكومة البريطانية ساعد كثيرا على رفع الكفاءة و تحقيق الأرباح و إعادة الروح للاقتصاد البريطاني وأسهم في عودة بريطانيا الى واجهة التجارة العالمية مرة أخرى.

ما بدأت بتنفيذه المرأة الحديدية مارجريت تاتشر في 1980م واعتبر حينها ثورة اقتصادية غير مسبوقة باعتماد الخصخصة كمبدأ و التركيز على رأس المال البشري كعنصر رئيسي في حدوث التغيير كان في ذلك الوقت يعد اكتشاف لأفق جديد يخالف موجة التأميم السائدة في ذلك الوقت. لم تعبأ مارجريت هيلدا تاتشر لكل الأصوات المناوئة كونها المرة الأولى – والوحيدة حتى الآن – التي تترأس فيها الحكومة البريطانية امرأة ولثلاث فترات بل انصبت جهودها للنهوض بالاقتصاد المتهاوي لبريطانيا بطريقة جريئة و غير مسبوقة ركزت على الخصخصة و القضاء على البطالة ( المقنعة و غير المقنعة ).

أدركت مارجريت تاتشر أن تطوير الإنسان و شحذ همم العمال والاهتمام بمطالبهم هي الطريقة المثلى لوضع خطط الخصخصة على مسار التنفيذ. ولا يخفى على المتابعين لسيرتها، أن إصرارها على قراراتها التي غيرت وجه الاقتصاد البريطاني منذ عام 1980 م وعدم تراجعها عن أي من قراراتها رغم المقاومة المنظمة للتغيير هو السبب الرئيس لتسميتها بالمرأة الحديدية فضلا عن مواقفها السياسية الصارمة.

رغم رحيل سيدة الاقتصاد والسياسة والإصلاح الاجتماعي عن موقعها الرئاسي من 1990م إلا أن الحكومات البريطانية المتتابعة حافظت على سياساتها في الخصخصة التي مازالت تجني إيجابياتها في رفاه مواطنيها وازدهار اقتصادها حتى يومنا هذا.