الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عندما فكرت أن أكتب لصحيفة مال الإقتصاديه الإلكترونيه كان أصعب ماجال في ذهني هو ماذا يمكن أن أكتب لهذه الصحيفه الفتيه، وماذا يمكن أن أضيف لقارئها الكريم؟! وبحكم أن الصحيفه إسمها مال وقرائها – لكونها إلكترونيه – هم في الغالب من جيل الشباب (وهنا أترك تحديد مفهوم الشباب للقاريء الكريم بحسب المرحله السنيه التي يعيشها!) فقد رأيت أن أكتب بعض الخواطر عن علاقة الشباب بعالم المال لعل أن يكون في بعض تلك الخواطر مايفيد أولئك الشباب ، ولكن قبل أن أتطرق لتلك العلاقه في لقائي الأسبوعي معكم فإني أرغب في البدء بقضية الشباب والإنتماء كونها أحد أهم المرجعيات التي تحكم تصرفات وتحدد قيم أولئك الشباب ، كما أنها تعد منظماً أساسياً لعلاقة الشباب بالمال.
إن قضية الإنتماء الوطني قد أصبحت اليوم جوهريه أكثر من أي وقت مضى ولاسيما في ظل الأمواج المتلاطمه التي حولنا وقد يصلنا شيء من رذاذها ، فالإنتماء الوطني من الطبيعي أن يكون مظله لكل الإنتماءات الأخرى ، فكوننا سعوديين يعني كوننا إخواناً ومسلمين ، كما يعني كوننا عرباً وقوميين سواء عرباً عاربه أو عرباً مستعربه وبمعناهما القديم والحديث، ويعني أيضاً تمتعنا بحقوقنا وحريتنا طالماً لم نتعرض لحريات وأمن الآخرين ولم نتبنى أوندعوا لأي فكر مقسم للمجتمع أونتبع تنظيمات وأحزاب الخارج .
كما أن كوننا سعوديين يعني إنتمائنا لوطن نمى بسرعه قياسيه وبعقول وسواعد رجاله ومن ساعدهم من إخوانهم وأصدقائهم خلاله فتره تزيد قليلاً عن القرن تم فيها توحيد الوطن بعد أن ظل متفرقاً لعدة قرون قد تزيد عن الألف عام ، كما تم فيها بنائه بعد أن أكتشفت الثروات التي في باطنه وبالأخص بناء إنسانه ، وأتيحت الفرصه للجميع فيه للتعلم بالمستوى الذي يسعى إليه ويستطيعه كل فرد سواء في الداخل أو الخارج وحسب رغبة كل منهم أيضاً .
لقد عاش أجدانا قبل توحيد الوطن بلافرص للتعلم سوى الحد الأدني الذي يستطيعون به ممارسه حياتهم البسيطه في وقت كان العالم شرقاً وغرباً يمر بثورات علميه أدت لثورات صناعيه ومعرفيه هائله وباعدت بيننا وبينهم بمسافات كبيره على المستوى الحضاري ، كما أصبح وطننا يحوي أرقى المراكز الصحيه وتجرى فيه أعقد العمليات الجراحيه على يد الأطباء من أبنائه بعد أن كان الموت يحصد الكثير بسبب غياب أبسط أنواع العنايه الصحيه.
لاشك أن هناك أخطاء وهناك تقصير في بعض المجالات (وأي عمل بشري من الطبيعي أن تعتريه الأخطاء)، ولاشك أن طموحات الناس قد كبرت (وهو حق لهم) وأصبحوا يعملون على المقارنه بمن سبقونا بمئات السنين في التنميه أو بمن قاموا بعمل التنميه على مساحه قد لاتتجاوز جزء من مساحة إحدى مدن وطننا الكبير وهي بلاشك مقارنه غير عادله!، ولكن المؤكد أننا بإذن الله سنعمل للوصول للقمه وللتنميه المستدامه، وهذا لن يحصل سوى بتوحدنا وتكاتفنا وجدنا وإجتهادنا لبناء وطننا.
لذا فإن وحدة الوطن وصدق الإنتماء له هو الرابط الأهم الذي يجمع معه جميع الروابط الأخرى، ويسعى فيه أبنائه من خلال إجتماعهم على حبه وحب دينه وقوميته وحريته لبنائه بحيث يضاهي بل ويتفوق على من سبقونا بمئات السنين ، وقد قال الشاعر قديماً:
تأبى الرماح إذا إجتمعن تكسراً وإذا إفترقن تكسرت آحادا
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال