3666 144 055
[email protected]
متخصص في العلوم الإستراتيجية – عضو جمعية الاقتصاد السعودية
Dhefiri_F@
لا يبدو للناظر للافق القريب او البعيد بوادر أي انفراج او هدوء للعاصفة الاقتصادية العنيفة بسبب انخفاض اسعار النفط عن المستويات القياسية والتي وصلت لها الاسعار في السنوات القليلة الماضيه لمستويات جعلت كثير من صناع القرار في دول الخليج يتحدث عن ما يسمى بـ “دولة الرفاهية”.
لا يمكن لاي اقتصادي ان يتحدث عن فجائية هذه الازمه لسببين هما, ان هذه المعضلة ليست جديدة بل حدثت في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، اما السبب الاخر فهو في كون هذه الازمة متوقعة باي وقت وفقا للدراسات العديدة والتي امتلات ارفف مكتبات الجامعات برسائل الماجستير والدكتوراه بشانها ، كما ما فتئ المحللون والمحذرون يذكرون بمغبة الدخول في هذا النفق المظلم .
ورغم التخطيط والميزانيات والعمل الكبير لم تكن تنجح جميع المحاولات من انقاذ الاقتصاديات الخليجية من براثن النفط ولم تستطع الحكومات من الفكاك من الاعتماد على الذهب الاسود. ما حصل بعد ذلك هو ما يدفعنا للكتابة عن الخوف من تقليل النفقات الحكومية وخاصة على ما يسمى بالرعاية الاجتماعية، والحد من تدخل الحكومة في الية عمل السوق حتى يخضع السوق كليا إلى العرض والطلب دون تدخلات حكومية للحد من زيادة الاعباء على ذوي الدخل المحدود .
رفع الكهرباء والوقود وتعرفة استهلاك المياه هي مثال على خدمات تقع تحت مفهوم الرعاية الاجتماعية للمواطن البسيط . المواطن الذي لا يزال لا يملك المنزل رغم كل الجهود التي تضعها الحكومة والدعم المالي الكبير الان ان المشكله اصبحت كمعادلة مستحيلة الحل!!
ان الخطوات التي اتخذت حاليا ربما لا نشهد لها تاثير في المستقبل القريب ، وخاصه اذا ارتدت اسعار الطاقة للاعلى ، واستعادت الاسواق عافيتها ، ولكن الاخطر الاكبر ، هو في تبني تطبيق نظريات وعدم القدرة على تنفيذ خطط التنمية وفك الاعتماد على النفط ، وعلى الرغم ايضا من ان هذه النظريات لم تنجح في الدول المصدرة لهذه النظرية وسقطت سقوط مدوي في العام 2008.
ان ما يشكل الخطر على الطبقات الاجتماعية هو استمرار تآكل الطبقة الوسطى ، فهي الطبقة الوحيدة القادرة على تحريك جميع قطاعات السوق في الدولة واستمرار الضغط عليها سوف يؤدي إلى تناقصها وذوبانها في طبقة اقل منها نحاول تقليصها، وهو ما سيزيد الاعباء على الدولة بشكل مضاعف ولن تفلح جميع الجهود في اعادتها مرة اخرى . وهو ما حذر منه أولريش شيفر في كتابه انهيار الراسماليه ايضا .
ان المواطن البسيط لم يكن جزء من المشكلة الكبرى التي تسعى الدول لحلها, فلا يمكن ان يكون هو الحل او حتى جزء من الحل .
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734