الجمعة, 2 أغسطس 2024

تسونامي البيانات في الإعلام الاجتماعي

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

 

8899

لايستطيع أحد أن ينكر أن وسائل الإعلام الاجتماعي كان لها أثر عميق على العديد من جوانب الحياة الاجتماعية. وبما أن الغاية منها هي تواصل الأفراد ، فقد غيرت طريقة الناس ،المؤسسات، العلامات التجارية الشركات و كذلك الحكومات في التواصل. لم تعد فقط وسيلة جديدة للتعبير عن الذات،لقد مكنت الأفراد والمؤسسات من الوصول إلى جمهور جديد، وتغيير العالم من حولهم، كما حدث في ثورات الربيع العربي.
تترك وسائل الإعلام الاجتماعي خلفها تسونامي حقيقي من البيانات، والقوة والمخاطر التي بدأنا للتو استيعابها . من الإنصاف أن نقول أن هناك عدد قليل، إن وجدت، من فئات المجتمع التي لم تتأثر بوسائل الإعلام الاجتماعي بطريقة ما أو بأخرى. لكنها كانت ،بالنسبة للكثيرين، تحولا زلزاليا.
وقد تباينت ردود الأفعال في جميع أنحاء العالم حول استخدام وسائل الإعلام الجديد، الكثير منهم احتواها في حين يتخوف البعض منها ؛ وآخرون يحاولون السيطرة عليها والحد من انتشارها ،ولكن الجميع تقريبا يشعرون بآثارها. ونتيجة لذلك، نحن بحاجة إلى فهمها بطريقة أفضل، لأنه من المحتمل أن تلعب دورا متزايد الأهمية في المجتمع مستقبلا. وتحقيقا لهذه الغاية، فقد وضع جدول أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي حول الإعلام الاجتماعي مجموعة من التفسيرات والانتقادات لبعض جوانب وسائل الإعلام الاجتماعي ، التي يعتقد أنها مهمة، على سبيل المثال :

اقرأ المزيد

1-تأثير الوقت:

537388859

ليس هناك شك في أن وسائل الإعلام الاجتماعي تحتل نسبة كبيرة من حياتنا الرقمية. في الوقت نفسه، العديد من التطبيقات الاجتماعية الجديدة تفرض قيودها علينا، سواء من حيث ضيق الوقت أو الكلمة، وهذا هو التغيير الذي نقصده في طريقة التواصل. عندما بدأ تويتر بدخول الوعي العام في عام 2009، كان مثار تهكم وسخرية لتلخيصه الأعمال الأدبية الكلاسيكية ضمن حدود 140 حرف فقط لكن الاتجاه الساخر بدأ ينفد على نحو متزايد، لتصبح القدرة على التعبير عن الأفكار المعقدة بدقة ووضوح في 140 حرفا مهارة حيوية في اتصالات الأعمال ولأي شخص محط إعجاب جمهور عريض. تلعب الطبيعة السريعة لوسائل الإعلام الاجتماعي وبطريقة مثيرة للاهتمام في التركيبة السكانية الشابة ، فإذا استمعت إلى محادثة لمجموعة من المراهقين مؤخرا، سوف تلاحظ كيف انتقلت الاختصارات، التي ظهرت في البداية لتلبية حدود 140 حرف في تويتر – مثل “probs” ربما، أو “defs” ل “بالتأكيد” – من التواصل الكتابي إلى التواصل اللفظي.

2-شبكة الويب المنحازة:

 

 

666666666666666
قد يبدو لنا أن وسائل الإعلام الاجتماعي سهلت التواصل بين الناس لكن الأمر ليس كما نراه على الدوام . من الناحية النظرية، ساوت هذه الوسائل بين الجميع بحيث يستطيع كل شخص مهما كان مستواه الثقافي أو المادي أن يعبر عن نفسه و ينشر ويعيد تغريد المحتوى الذي يريد ، و يجذب الانتباه إلى المحتوى الذي ينشره بالطريقة التي يرغب، ولكن، في الواقع، ليس كل محتوى نعجب به أو نفضله ونحب مشاركته الآخرين ، جدير بهذا التقدير والإعجاب. قد يكون هذا المحتوى مخجل أو مزعج أو مهين أو شاذ وغريب لكنه ينتشر بسرعة أكبر بكثير من المحتوى الصادق والهادف.
تجربة الناس في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي تختلف على نطاق واسع، وتعتمد اعتمادا كبيرا على كيفية استخدام الناس من حولهم لهذه التطبيقات. معظم الناس في تويتر لايتابعون الغرباء عشوائيا ،هم يتابعون أشخاص يعرفونهم أو يحترمونهم أو لديهم فضول للتعرف عليهم ومعرفة طريقة تفكيرهم ، أو غير ذلك .لأسباب تاريخية لا تعد ولا تحصى، تتشكل الشبكات الشخصية للناس على أساس العرق و الطبقة و الدين والجغرافيا واللغة، ويحدث الأمر نفسه في العالم الافتراضي. ونتيجة لذلك، يختلف المحتوى الذي يتعرض له كل منا سواء كان ذلك في تويتر أو الفايسبوك أو الإنستغرام وفقا للأشخاص الذين نتابعهم. وحتى لو كان عدد متابعيك 20.000 متابع ، فإن هذا لا يعني أن ال20.000 شخص يقرأ تغريداتك يوميا.

 
3-شبكة الويب المرئية:
vv4

يكتظ المشهد الإعلامي الاجتماعي بالمحتوى الذي غالبا ما يستهلك عبر أجهزة الهواتف المحمولة أو التابلت ، وشركات التقنية تعلم أن الصور هي أفضل وسيلة لجذب الانتباه.وفقا لأرقام comScore لعام 2014، فإن نسبة انتشار الهواتف الذكية في الولايات المتحدة بلغت حاليا 65٪ وبذلك تجاوزت الهواتف الذكية نسبة استخدام الحاسوب المكتبي للوصول إلى الإنترنت، وأكثر من ذلك، تحتل التطبيقات التي تهتم بالمحتوى البصري مثل Flickr، Tumblr، Instagram ، و  Vine ،مراكزا متقدمة في هذا الاستخدام وتستولي على سوق الصور الناشئة .

 

4- وسائل الإعلام الاجتماعي وتدوين الحياة :


أثار ارتفاع استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي على نطاق واسع ، عددا من المخاوف حول مدى فهم مستخدميها لطريقة عملها من حيث إمكانية وكيفية حفظ وأرشفة البيانات أو حذف الحساب مثلا ، وتسجيل أو حفظ المحادثات، وحول مدى تأثير ذلك على حياتنا عموما. قد يكون مصطلح “العلامة التجارية الشخصية” نرجسي، ولكن لا داعي لسوء الفهم. فالطريقة الوحيدة والمثلى اليوم لتوثيق حياتك الشخصية ، لاسيما إذا كان الفرد مشهورا وشخصية عامة، هي تدوين حياتك يوما بعد آخر ، نصا وصورة وفيديو. ليكون هذا الإرث المعلوماتي دليلا على اهتماماتك وأفكارك بعد الوفاة ، لذا ينبغي اختيار المحتوى الذي تتمنى أن يكون معبرا عنك وشاهدا عليك بعناية. كما أن رغبتك أن يتولى أحدهم إدارة حسابك بعد الوفاة لنشر الذكريات أو إغلاقه نهائيا وحذف بياناتك يعود إليك وهو بمثابة حرق جثتك الإلكترونية.

 

5- وسائل الإعلام الاجتماعي والفحص الطبي:

1212
غيرت وسائل الإعلام الاجتماعي ،بشكل ملحوظ ،في طريقة تفاعل الناس مع مقدمي الرعاية الصحية لهم،  لكن ،كما هو الحال مع جميع وسائل الإعلام الاجتماعي ، كان لهذا الجانب آثاره الإيجابية والسلبية على حد سواء. في نشرتها الأخيرة ، وجدت شركة  PWC أن 42٪ من المستهلكين في الولايات المتحدة استخدموا وسائل الإعلام الاجتماعي من أجل الوصول إلى الآراء المتعلقة بالصحة (مثل طرق العلاج أو الأطباء). كما أن  45٪ من المستهلكين في دراسة PWC لايلجأون إلى طلب رأي ثان بسبب تأثير هذه الآراء، و يقول أكثر من 40٪ من أفراد العينة بأن المعلومات الموجودة عبر وسائل الإعلام الاجتماعي من شأنها أن تؤثر على الطريقة التي يتبعونها في النظام الغذائي وممارسة الرياضة، وحتى اختيارهم للطبيب” ، ويمكن تلخيص الآثار الإيجابية لوسائل الإعلام الاجتماعي على نظام الرعاية الصحية ب: الوصول إلى المعلومات في المناطق النامية المتبادلة في المنتديات الصحية عبر الإنترنت ،دعم القضايا الصحية ،مساعدة الخدمات الصحية في تحديد الحالات الحرجة ،زيادة المساءلة للمستهلكين وارتفاع مستوى الشفافية ،وكذلك إتاحة المزيد من البيانات للباحثين في مجال الصحة . أما الآثار السلبية، يمكن تلخيصها في نقطتين: التشخيص الذاتي الخاطئ للمرض ، وانتهاك خصوصية المريض.

ذات صلة

المزيد