الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
رؤية السعودية الجديدة واقعية وعملية، ويفترض أن نصل على مشارف نهايتها، وقد بلغنا نسبة جيدة من النمو الإضافي للاقتصاد الوطني، ورفع مستويات الانتاج والتوطين، وفي نظري هي ليست مجرد رؤية طموحة وإنما ميثاق عمل وانتاج تبنته الدولة والقيادة من أجل مواجهة التحديات الاقتصادية التي تتطلب انفتاحا وتوسعا في المقدرات وتوظيف الموارد وإعادة اكتشاف القدرات، وهناك كثير من المحاور النموذجية في استيعاب أهداف وأغراض الرؤية التي يمكنها أن تسهم في بلوغ الغايات وصولا الى وطن طموح وهو المحور الثالث في الرؤية.
سأتناول تباعا – في عدة مقالات – محاور وأجندة الرؤية، لكني توقفت في الاستهلال بالمسلمين والوافدين، لأن ذلك هو مستهلها الذي بني على العمق الإسلامي والعربي كجزء رئيس فيها، فعالمنا الإسلامي الذي تعتبر فيه بلادنا قائدة ومستقطبة لكل مسلمي العالم ووجهة مستمرة لهم لأداء شعائر الحج والعمرة من الأهمية بما يجعل الرؤية أكثر واقعية في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، لأننا ابتداء في السياق الاقتصادي نتحدث عن سوق إسلامية قوامها أكثر من مليار ونصف المليار مسلم يشكلون سوقا استهلاكية واسعة يمكن أن نستقبل أعدادا كبيرة منهم في إطار السياحة الدينية لتصبح ذات جدوى استثمارية عالية، خاصة مع فكرة إنشاء عدد من المتاحف الإسلامية وتمديد أجل الزيارة الى المملكة في حالة العمرة والزيارة ليتمتع المسلم القادم بسياحة تاريخية واسعة مع انقضاء شعائره.
السوق الإسلامية من الاتساع بما يجعلنا نفكر بصورة تفصيلية في المكاسب التي يمكن تحقيقها، فالحج – على سبيل المثال – وإن كان شعيرة دينية نرجو ثواب الله وابتغاء مرضاته بأعمالنا في تسهيل أمور الحجاج، إلا أن الإفادة من منافعه وردت في القرآن الكريم، فلماذا لا نعمل بالتوسع في تحقيق تلك المنافع؟ ونضاعف الجهود من أجل تمكين معظم المسلمين في أنحاء العالم لأداء فرائضهم الدينية في الحرمين الشريفين في الحج والعمرة؟
حسب الرؤية سيتم تمكين ما يزيد على 15 مليون مسلم من أداء العمرة سنويا بحلول العام 2020، وفي تقديري انه مع التوسعة الحالية والمستقبلية يمكن استيعاب أكثر من هذا الرقم طالما توافرت الخدمات التي تعين في استقبال حشود مليونية بصورة راتبة يعمل على استضافتهم وراحتهم شباب هذا الوطن فيكتسبون خبرات في فنون التعامل مع ثقافات متعددة من جهة، وتحصيل عائد مادي ومعنوي مناسب من جهة أخرى.
الرؤية من الاتساع بما يجعلها تشير الى أنه ستتم زيادة الطاقة الاستيعابية للمعتمرين من 8 ملايين الى 30 مليون معتمر.
كما ستتم اتاحة الفرصة لغير السعوديين من أصحاب الكفاءات بتملك العقارات في مناطق معينة، إضافة الى أنه سيتم تيسير إجراءات إصدار التأشيرات لزوار المملكة، وحين نضع ذلك في إطار الهدف الاستراتيجي فمن المؤكد أننا مع العمل بجدية سنصل اليه، وهنا يمكن أن نصنع الفارق المثير للاهتمام بين ما كان وما يتوقع أن يكون في المسار التنموي، خاصة أن فكرة الاتساع بالإفادة من منافع الحج والعمرة لها جدواها طالما تتوافر الخدمات والبنية التحتية الملائمة لاستقبال ضيوف الرحمن وزيادة أعدادهم التي تعني تلقائيا حصيلة مقدرة من الموارد، بل وتنظيم فعاليات دينية تستهدف تعزيز الاقتصاد الإسلامي لتعم الفائدة على جميع الأمة.. ونواصل.
نقلا عن اليوم
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال