الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في بحث أجراه الأمريكي (هانوشك) مع زميله الألماني (لودجر) توصل إلى أنه على مدى العقد الماضي ظهرت علاقة واضحة بين درجات الدول في اختبارات الرياضيات والعلوم الدولية وبين معدلات نموها الاقتصادي، وأن هذه العلاقة ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية في تقييم مخرجات التعليم والنمو الاقتصادي بين عامي 1960 و2000. وعلى هذا المنوال تم القيام على مستوى العالم بالعديد من الدراسات العلمية التي تدرس العلاقة بين التفوق الدراسي والنمو الاقتصادي عن طريق تقييم نتائج الاختبارات الدولية، وكانت النتيجة وجود علاقة مباشرة بين معدلات النمو الاقتصادي في البلدان وبين نتائجها في اختبارات التحصيل العالمية.
ولم تغفل هيئة تقويم التعليم والتدريب في المملكة العربية السعودية عن الإشارة لهذا الموضوع وعن وجود علاقة واضحة بين نتائج الاختبارات العلمية وبين النمو الاقتصادي والتنمية الاقتصادية، فلقد أشارت إلى ذلك في أكثر من لقاء ذاكرة: أن العوائد الاقتصادية من تحسن مخرجات التعلم من الممكن أن تصل إلى 975% من الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 17.134 مليار دولار، وأن عمليات القياس والتقويم تساعد في تحسين أداء المدارس ورفع جودة الأداء فيها مما ينعكس على الاقتصاد والتنمية الوطنية في المملكة العربية السعودية.
ومن المؤكد أن نتائج الاختبارات الدولية لا يظهر تأثيرها بشكل فوري على الاقتصاد في المملكة العربية السعودية، وقد يستغرق ذلك وقتًا طويلًا، إلا أنه لابد من الإشارة إلى أن الهدف من خوض هذه الاختبارات والاهتمام بها هو أن تخريج طلاب متفوقين في مجال الرياضيات والعلوم سوف ينعكس بشكل مباشر على سوق العمل من حيث فرص التوظيف ومن حيث التفوق فيه ومن حيث تحقيق رؤية المملكة الاقتصادية 2030.
فدولة سنغافورة في اختبارات التايمز الأخيرة كانت مرتبتها هي الأولى، وأن نسبة البطالة في سنغافورة يبلغ حوالي 3%. ويعمل حوالي 28% من القوة العاملة في التصنيع، و23% في التجارة، و22% في خدمات المجتمع والخدمات الاجتماعية والشخصية، و10% في النقل والتخزين والاتصالات.
وتُظهر التوقعات الأخيرة في استراتيجية النمو للاتحاد الأوروبي 2020 لجميع دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة أن تعزيز متوسط أداء الطلاب في البلدان بمقدار 25 نقطة في اختبار بيزا من شأنه أن يؤدي إلى مكاسب ضخمة في النمو الاقتصادي طويل الأجل للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وختامًا أشير إلى أن (هانوشك) ذكر في نهاية مقاله “بأن عدم وجود تحسن في مدارس الولايات المتحدة الأمريكية في الاختبارات الدولية يشير إلى فقدان الولايات المتحدة الأمريكية للمكانة القيادية الأولى في الاقتصاد العالمي
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال