إدارة المواهب جوهر التحول الرقمي

تطوير المواهب وصقلها تعد من أهم خطوات بناء استراتيجية التحول الرقمي، لقد حان الوقت لبدء بناء استراتيجيتك كقائد يجب أن تفي موهبتك باحتياجات خارطة الطريق الخاصة بك ،لكن من أين تبدأ ؟ قم بتحديد رؤيتك لكيفية تغير العالم ، والمكان الذي تريد أن تلعب فيه ، ونوع القدرات التي ستحتاج إلى تطويرها للوصول إلى هناك.

هذا يعني أن مؤسستك بحاجة إلى الاستثمار البشري في تطوير موهبتك وموهبة الموظفين في المؤسسة، سواء كنت تقوم بتأسيس فريق من الصفر أو تقوم بجذب الموظفين الحاليين إلى فريق جديد، فإن تحسين المهارات وصقلها أمر بالغ الأهمية، ضع في اعتبارك الطرق التي يمكنك من خلالها توفير فرص التعلم والتطوير لموظفيك في المؤسسة، حيث يمكنك مساعدتهم من خلال التدريب والتحسين المستمر ومواجهة التحديات بكل رشاقة ومرونة، ويعتبر مفهوم أو مصطلح إدارة الموهبة أو المواهب في الإدارة (Talent Management) من المفاهيم الجديدة والضرورية لبناء استراتيجية التحول.

حيث أن التعرف على مواهب الأفراد واستخدامها أحد جوانب عمل القائد الأكثر إنتاجية والذي لديه الرغبة في إدارة التغيير وتطبيق استراتيجيات التحول الرقمي, ولعل إيجاد الأفراد المتميزين ما هو إلا جزء من مهام القائد وعلى الرغم من أن إدارة الأفراد الموهوبين قد تكون صعبة, إلا أن المجهودات التي تبذل في هذا الاتجاه مجهودات مثمرة تستحق العناء لتحقيق وبناء استراتيجية التحول الرقمي في المؤسسة ،وإذا كانت المؤسسات ترغب في تنمية قادة من داخل مجموع المواهب الموجودة ولديها الوقت والموارد اللازمة لتطوير برنامج مفيد وفعال لإدارة المواهب سوف تصبح عنصرا أساسياً من استراتيجية طويلة الأجل لرأس المال البشري، إنّ اكتشاف مواهب الموظفين وتفجير طاقاتهم نحو إعلاء قدر المؤسسة، لهو من أعظم أعمال القادة.

يجب على كل قائد سؤال نفسه هل هذا الشخص مناسبا لهذا الدور؟” إلى “هل هذا الشخص ليس فقط مناسبا لهذا الدور، ولكن أيضا للمؤسسة ككل، و الأدوار المستقبلية التي قد تستجد في الشركة؟”.
شروط نجاح إدارة المواهب في المؤسسة:
١-التفاف القادة حولها والتركيز عليها.
٢- تمكين تحديد وتقييم القدرات والمهارات الحالية والمطلوبة.
٣- التوافق مع أهداف و رؤية المؤسسة ورسالتها.
٤- قابلية التطبيق على نطاق المؤسسة ككل.
٥- قابلية التطبيق على نحو فعال على المستوى الفردي.
٦- القيام بإدارة المواهب وليس تقييمها.
٧- إنشاء أنظمة موارد بشرية مرنة.

٨- عدم التعميم ومعاملة كل شخص بشكل مستقل بما يتناسب مع مهاراته ومواهبه.

يرى البروفيسور إدوارد لولير أستاذ إدارة الأعمال والسلوك التنظيمي في جامعة جنوب كاليفورنيا، أن الموهبة تعني في عصرنا الحاضر أن يكون الموظفون والعاملون هم الميزة التنافسية في الشركة أو المؤسسة، ويوضح لولير أن عدداً هائلاً من الشركات المختلفة لا تستمد مزاياها التنافسية من تقديم أقل الأسعار أو أحدث التقنيات أو أفضل المنتجات، ولكنها تستمدها من كونها مرنة ومبتكرة، وهذه المزايا التنافسية منبعها الحقيقي هم الموظفون، لذلك يجب أن تكرس هذه المؤسسات نفسها لإدارة وصقل هؤلاء الموظفين ومواهبهم من أجل بناء استراتيجية التحول الرقمي في المؤسسة.

تعد إدارة المواهب جوهر أي تحول رقمي ويمكن أن نشهد نتائجها التنافسية في الحاضر وفي المستقبل.