الإثنين, 5 أغسطس 2024

مصدر: الصكوك الملغاة مبنية على دعاوى وهمية ومنسوبة لجهات لا علاقة لهم بها

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

وزير العدل

كشف مصدر مطلع في محكمة الاستئناف بالرياض أن صكوك ملكيات الأراضي الملغاة بأحكام قضائية والمعلن عن بعضها مؤخراً، والتي تقدر مساحاتها بملايين الأمتار المربعة تعود في أصل إصدارها لعدد من الجهات والأشخاص وليس شخصاً أو جهة واحدة، مؤكداً أن منها ما يتعلق بالاعتماد على صكوك إنهاء خصومة لا صكوك حجج استحكام بإثبات التمليك.

ووفقا لـ “الجزيرة”أشار المصدر إلى أن الصكوك الملغاة مبنية فيما يظهر من بعضها على مجرد دعاوى وهمية تم رفعها أمام المحاكم صورياً، ومنها صكوك مزورة وصكوك أخرى مخالفة للتعليمات وقد تم بيعها جميعا، ويعتبر كل منهم غاراً بحسب التكييف الشرعي.
وأكد مصدر محكمة الاستئناف بالرياض: أن من تلك الصكوك ما تمت نسبته لجهات وأشخاص اتضح أنه لا علاقة لهم بها من خلال عدم تكامل البيانات المنسوبة إلى هذه الجهات أو الأشخاص، مبيناً أنه لا أرشيف لها مما يعني أنها منتحلة عليهم، وأن بعض كتاب العدل المكفوفة أيديهم قد يكون تواطأ في ذلك.

اقرأ المزيد

وأضاف المصدر: «إن العديد من الصكوك الملغاة تمت دراستها في هيئة الخبراء بمجلس الوزراء بمشاركة العديد من الجهات الحكومية، بعد أن رفعت عنها وزارة العدل على إثر البلاغات ولجان الفحص التي تنفذ الأوامر والتعليمات، ورأت إحالتها إلى القضاء»، موضحاً أن المراجعة والبلاغ من وزارة العدل ابتداء فيما الدراسة لهيئة الخبراء لاحقا، ومن ثم الإحالة إلى القضاء، وكل ذلك تم بتوجيهات كريمة.

ولفت المصدر إلى أن مساحات هذه الأراضي تشمل أرقاماً صادمة وفلكية، وليس لمحكمة الاستئناف ولا غيرها النظر في تسوية أي وضع لها ولا حتى اقتراحه، لأنه لا يخصها ابتداءً ولا انتهاءً بل هو لمن يملك صلاحية ذلك ولائياً، وهو الذي يقدر المصلحة الشرعية والوطنية.

وتابع المصدر: «إن الوعي العام والرقابة والمتابعة وتتبع المعلومات ابتداء لم يعد كالسابق، وليس في إمكان أحد من أصحاب تلك الصكوك أن يخفي ما هو مكشوف أمام الجميع».

وأردف المصدر:» إن التقنية الحديثة كشفت أساسات تلك الصكوك أمام القضاة وكتاب العدل بضغطة زر، وهم تبعاً لذلك يرفعون عن كل ملحظ لوزارة العدل التي بدورها يلزمها شرعاً ونظاماً إجراء اللازم حيالها، وإلا كانت بعد إبلاغها متسترة عليها وتتحمل المساءلة».

وأضاف المصدر: إن ذلك يأتي علاوة على ما ترفع بلاغاته رأساً للمقام السامي وللجهات الرقابية، ثم يرد الوزارة لاحقاً لإكمال لازمه الشرعي والنظامي ثم تتلو بعضها دراسات كما سبق من قبل هيئة الخبراء، وبعضها داخل في واجب الرفع من قبل الوزارة رأساً حسب الأوامر والتعليمات.

وكان مصدراً مسؤولاً بمحكمة الاستئناف بالرياض أكد في وقت سابق بأن الصكوك المزوَّرة والمتجاوزة للأنظمة لا حصانة ولا قيمة لها، وقد تنطلي على الموظف، كما تنطلي عليه العملة المزورة، وأن قاعدة القضاء منذ تأسس حتى اليوم هي الحكم في هذا بالرجوع على البائع، وقد ألغيت صكوك من عشرات السنين، لكنها بالطبع أقل في المساحات بكثير، وهي مفرغة في الأساس من كتابات العدل، فرفع أصحابها دعاوى على البائعين وتم فصل كتَّاب العدل وأحيلوا للعقاب «الجزائي».

وأبان المصدر أن هذه القاعدة تعتبر مبدأ تسير عليه عموم الدول سوابقها القضائية أو تقنيناتها، وذلك بالرجوع على طرف العقد الغار، فكتابة العدل تفرغ للمشتري صكاً تقدم به البائع والمشتري برضاهما، لكن أن يكون الصك دخل سجلات العدل بالتزوير والتلاعب، مشيرا إلى أن هذا لو أجيز تحت أي ذريعة أو حصل له تعويض من قبل غير الشخص الغار لكان مجالا للنصب والاحتيال على نطاق واسع، وأصبح التملك بالتزوير والاحتيال يحصل من خلال أول عملية تزوير يتم بعدها إجراء عملية غسيل للصك.

ذات صلة

المزيد