اقتصاد فضائي خال من أي اتصال او روابط مع الأرض

المتابع للتطور المتسارع في الاقتصادي الفضائي العالمي يرى ان رواد الاعمال وعلى رأسهم إيلون ماسك وجيف بيزوس وريتشارد برانسون لديهم خطط للتقدم في هذا المجال حيث انه من المتوقع على حسب الدراسات أن يصل الاقتصاد الفضائي العالمي الى 1 تريليون بحلول عام 2040 وبالمقابل أمريكا وحدها انفقت واستثمرت ما يقارب 31 مليار دولار في الاقتصاد الفضائي خلال العشر سنوات الماضية. ونرى ان تقنية المعلومات والاتصالات الجديدة في تطور مستمر وتغزو الفضاء وتسرع من عملية المعاملات الاقتصادية.

الفكرة هي ان يتم تحقيق رؤية قديمة من حيث المبدأ لكن جديدة من حيث التطبيق وهي اقتصاد فضائي خال من أي اتصال او روابط مع الأرض والتي يدخل فيها الشك وهي التحويل من نقطة الى أخرى في الفضاء دون أي روابط مع الأرض. يقول رائد الفضاء ” سكوت كيلي” انه اشترى عشرات الورود كهدية الى زوجته بمناسبة عيد الحب وهو في الفضاء حيث أمضي 520 يوم وكانت إشارة الانترنت سيئة جدا وتمكن على الأقل عمل بعض الأعمال الأساسية في حسابه البنكي. وأيضا تمكن سكوت من شراء تذكرة طيران للعودة الى مدينته ويقول ” إذا لم ندمر أنفسنا، بالتأكيد، يوما ما فسنكون في حاجة الى العملة في الفضاء، سواء كان ذلك في فندق في المدار او شيئا ما على القمر أو شيء ما على سطح المريخ” – انتهى.  يعمل فريق من عدة متخصصين من علماء الرياضيات النظرية ومهندسي الكمبيوتر ومطوري سلسلة البلوكتشين على تحقيق هذه الرؤية والتقدم الى الامام حيث تقوم بعض الشركات المتخصصة مثل بلوك ستريم Blockstream في كندا وشركة سبايس تشين Space Chain في سنغافورة بالعمل على بناء بنية تحتية لا مركزية للأقمار الصناعية.

الفريق المناصر الى التقنية الحديثة وإلغاء الوكيل او الوسيط في التعاملات بشتى أنواعها لديهم اعذارهم وحججهم ومنها لا الحصر هي ان نظام البنوك المركزية لديها مشاكل من وقت الى اخر ومنها التضخم، سعر الصرف، مشاكل معاملات الصرف الأجنبي، التأخير، عدم الثقة بين بعض الدول فيما بينها والاحتيال القائم في التعاملات البنكية. وأيضا بناء مفهوم جديد للتعاملات بين الافراد والشركات عبر الفضاء والوصول الى نقطة التحرير المالي من تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية وبالخصوص تحرير القطاع المصرفي. فريق اخر غير متحمس الى هذه الفكرة حيث ان الفضاء سوف يلغي فكرة الزمان والمكان والطبيعة المادية والتاريخية وما حدث بعد الثورة الصناعية مثلا ان العولمة هي مشكلة مكانية ويمكن بالتالي استخدام مفهوم ” الإصلاح المكاني” لامتصاص العمالة المفرطة ورأس المال.

أخيرًا، لا ننسى ان سلسلة الثقة او سلسلة الكتل ( البلوكتشين) هي أحد الابتكارات الرائعة في مجال التكنولوجيا في هذا القرن الذي نعيشه حيث خلقت البلوكتشين خصائص رئيسية في القطاع المالي وهي اللامركزية والشفافية والثبات وهي جميعها ذا تأثير عالي على المال والأعمال و الصناعة المصرفية ولو ان البلوكتشين لها سلبيات من حيث التطبيق في أماكن أخرى غير الأرض حيث انها تعتمد على مسافات قصيرة نسبيا نظرا للوقت الذي يستغرقه. بالعادة المعاملات المالية تنتقل بنفس السرعة تقريبا مقارنة بالضوء على كوكب الأرض وهذا يختلف عند إتمام المعاملات المالية في كواكب أخرى لأنها تأخذ وقت أطول وهنا يعمل المختصين على كيفية المزامنة لشبكة توزيع من أجهزة الكمبيوتر والتي تساعد في معالجة المعاملات دون وسيط مركزي يتحكم بها عبر هذه المسافات لخدمة الشعوب التي سوف تسكن الكواكب الاخرى.