القوى العاملة السعودية في خدمة ضيوف الرحمن

كاتب متخصص في رأس المال البشري
@A7madalsalem

كنموذج فريد في التجمعات الإنسانية على وجه الكرة الأرضية وفي نفس المساحة المحدودة .. يجتمع أكثر من مليون وتسعمائة الف إنسان في نفس البقعة المباركة يؤدون مناسكهم وشعائرهم في نفس التوقيت الزماني والموقع المكاني حسب كل نسك بكل يسر وسهولة لمدة لا تتجاوز 6 أيام تمثل للحاج رحلة العمر التي قد لا تتكرر لاستكمال الركن الخامس لديننا الحنيف.

عدد مليوني بهذه الضخامة وحتميات لا يمكن تجنبها كتعدد اللغات واختلاف الخلفيات الثقافية والعرقية وتفاوت المستويات التعليمية لاشك انه تشكل تحديا كبيرا للاستضافة والخدمة والإدارة وضمان الأمن والسلامة والعناية الصحية، خاصة مع اختلاف الجهات التي تتولى شرف خدمة الحجيج ابتداء من استقبال وترحيب موظف السفارة السعودية بالحاج في بلده لاستكمال إجراءات إصدار تأشيرة الحج الى ابتسامة آخر موظف جوازات يودع الحاج في منافذنا البحرية والبرية والجوية بعد أداء مناسك الحج.

بين هذا الترحيب وتلك الابتسامة جهود متكاملة لرجال حفظوا ما عاهدوا الله عليه، في رقابهم بيعة لخادم الحرمين الشريفين مخلصين لهذا البلد الأمين خادمين للحرمين الشريفين متشرفين بخدمة ضيوف الرحمن سخروا لهذه الأيام المباركة كل جهودهم وتركوا الأهل والولد وأجّلوا فرحة العيد لمابعد انتهاء فرحتهم بتفويج الحجاج وضمان أمانهم و سلامتهم وتحقيق امنياتهم بحج مبرور وسعي مشكور وتجارة مع الله لن تبور.

يصعب في هذه العجالة تعداد كل الجهات المشاركة من جهات صحية وأمنية وتنظيمية وتقنية من مدنيين وعسكريين ولكن من المهم الإشادة بهذا التناغم والتكامل بين كافة هذه القوى البشرية السعودية العاملين في الميدان يوحدهم إيمانهم بعقيدة واحدة ورب واحد وهدف واحد لخدمة ضيوف الرحمن طاعة لله ورفعة للوطن.

الاستثمار في تطوير القوى العاملة السعودية في مختلف الجهات الحكومية والخاصة طوال العام نجني ثماره واضحة جلية في مثل هذه المناسبات التي تتطلب شحذ الهمم وتظافر الجهود وبذل العزيمة والصبر والانضباط ومواصلة الليل بالنهار للحفاظ على مستوى الجودة المطلوب لتقديم الخدمات لضيوف الرحمن بكل فخر و اعتزاز.