الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
منذ أن رسم المؤسس الملك عبدالعزيز – رحمه الله – ثوابت راسخة في خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن, والمملكة في كل عام تبذل كل الجهود الجبارة لتنظيم الحج وتوفير المناخ الأمني والصحي لحجاج بيت الله الحرام, وبحمد الله هذا العام أضافت المملكة نجاحاً جديداً إلى سجلها المعهود ضمن سلسلة نجاحات موسم الحج وإدارة الحشود، لكن نجاح هذا العام كان استثنائياً لاعتبارات عديدة إذ شهد موسم حج هذا العام رفع عدد الحجاج عن السنتين الماضيتين، فهو أول موسم للحج بعد رفع الإجراءات والبرتوكولات الصحية لجائحة كورونا التي اجتاحت العالم وأغلقت الفضاء والسبل، وفرضت على العالم تحديات كبيرة، فالمملكة استطاعت خلال فترة الجائحة تقديم نموذج مثالي للعالم عبر إجراءات صحية اتخذتها القيادة للحفاظ على حياة المواطنين والمقيمين على أرضها ووجدت الإشادة من العالم بأسرة .
هذا النجاح يأتي بفضل الله ثم ما قدمته المملكة تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولى عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان من أمكانيات واهتمام موجه بعناية كبيرة لضيوف الرحمن الذين بلغ إجمالي الحجاج لموسم حج 1443هـ 899.3533 حاجاً وحاجة حسب إحصاءات الهيئة العامة للإحصاء ، فجهود أبناء وبنات المملكة الذين توارثوا عبر السنوات خدمة الحجيج، انعكس على جودة الخدمات الصحية والأمنية والخدمية في مختلف المشاعر التي توافد لها الحجاج في الأماكن المقدسة أو في المعابر والمطارات والطرق.
الإجراءات والاستعدادات الكبيرة التي أعلنتها المملكة قبل موسم الحج لها الأثر الواضح في أن يخلو موسم الحج هذا العام من تسجيل أي إصابات بأمراض معدية أو حالات كورونا، إذ تم في البدء التأكد من سلامة الحجيج ، ومن ثم توفير كل ما يلزم التعامل مع أي ظهور لحالات صحية طارئة، حيث وفرت المملكة 21,062 من الكوادر الصحية المؤهلة لخدمة ضيوف الرحمن، و 23 مستشفى داخل المشاعر المقدسة و152 مركزاً صحياٍ في المشاعر المقدسة إضافة إلى 97 مركزا إسعافيا، فضلاً عن السيارات وطائرات الإخلاء الطبي المجهزة بأحدث الوسائل التقنيات، بالإضافة إلى توفير جميع اللقاحات الضرورية، وإجراء 294 عملية جراحية ما بين القسطرة والولادة والعمليات الطبية الأخرى
لم يكن التركيز على الجانب الصحي فحسب باعتباره أحد التحديات الكبيرة بعد جائحة كرونا إذ شهد هذا الموسم التركيز أيضا على الخدمات التأمينية التي تحفظ سلامة وحياة الحجاج، وتيسر لهم السبل لأداء مناسكهم على أكمل وجه، والذي أتي بتضافر جهود كافة القطاعات والهيئات الحكومية والخاصة حيث اكتملت هذه الجهود مع نجاح الخدمات في مجال الاتصالات واستخدام أحدث التقنيات وشبكات الجيل الخامس التي غطت كل مشاعر الحج ويسرت حياة الحجيج وفرق العمل التي تخدمهم.
كل هذه الجهود تعكس الأثر الاقتصادي على العديد من الأصعدة كقطاع العقارات والتوظيف والنقل والمواصلات والمواد التموينية والكماليات كالهدايا والتحف وغيرها. فالحج يترك تأثيراته أيضاً على ميزان المدفوعات، وكذلك على الاحتياطات الأجنبية للمملكة، إذ أن قدوم الحجاج يُنشئ طلباً ملحوظاً على الريال السعودي لتغطية نفقات الحج، وهذا يشكل مورداً هاماً للدولة من العملات الأجنبية لاسيما الرئيسية منها. كما أنه يعطي للتجارة “معنى جديداً في هذه المشاعر المقدَّسة، إذ يؤدي تواجد الحجاج إلى زيادة الطلب وبالتالي إلى زيادة العرض وهو ما يساهم في حراك اقتصادي ملحوظ خاصة في نقل المنتجات إلى بلدان آخري، إضافة إلى المداخيل التي تحصل عليها القطاعات العاملة في الحج من مؤسسات وشركات ونقل ومواصلات ومحلات تجارية، حيث أن إنفاق الحجاج هنا يمثل دخلاً لهذه القطاعات، وهذه الدخول مع مرور الزمن تنفق في الاقتصاد ما يساهم في زيادة الطلب الكلي.
في كل عام المملكة العربية السعودية قيادةً وشعباً ترى في خدمة ضيوف الرحمن شرفاً لا يطاوله شرف، فهنيئاً للوطن بالنجاح المتميز لموسم حج هذا العام الاستثنائي في ظل قيادتنا الرشيدة.
ودمتم سالمين
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال