الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ahmadaziz.com
ahmadibnaziz@
الكهرباء تبقى الشكل الوحيد تقريبا من الطاقة الذي ما زال يُحوّل كل شيء إليه فطاقة الرياح تُحوّل للكهرباء والطاقة الشمسية والمنتجات النفطية والطاقة النووية والفحم وغيرها كلها تهدف في نهاية المطاف لتحويلها لطاقة كهربائية. وكما كانوا يقولون كل الطرق تؤدي إلى باريس. فما دامت كل الطرق تؤدي لباريس فلماذا يُضيع الشخص وقته في غيرها؟ وعندما أصبحت كل أشكال الطاقة الحالية تحوّل إلى الطاقة الكهربائية في نهاية المطاف للاستفادة منها. برزت السيارات الكهربائية كفكرة بديلة وتربعت في منتصف الطرق كُلها.
على ما واجهته هذه السيارات من معاناة في بدايتها، معاناة في تغير مفهوم الأفراد حول السيارات التقليدية، إلى الإقناع بجدوى القيمة السوقية لهذه السيارة وجودة التصميم والكفاءة. والعمل الدؤوب لإطالة عُمر شحن بطاريتها خصوصا أن العميل ارتبط بعقله الباطن نفاذ الشحن سريعًا من بطاريات هاتفه الآيفون وأصبح يخشى كل بطارية بعدها!
بدأت في عام 2010م ثورة السيارات الكهربائية وأمريكا كانت سبّاقة إلى ذلك كما هو معهود عنها، فحسب الإفصاح الرسمي من قبل Energy Department في واشنطن فإن حجم مبيعات السيارات الكهربائية في أمريكا في بداية 2011م بلغ 769 سيارة ثم في عام 2012م 19 ألف سيارة ثم عام 2013م 76 ألف سيارة. وفي يناير 2014م بلغت 174 ألف سيارة وفي يناير 2015م 293 ألف سيارة وحسب آخر إفصاح فإنها في سبتمبر 2016م تجاوزت حاجز النصف مليون سيارة.
وكان متوسط نسبة النمو سنويا خلال هذه الخمس سنوات ما يقارب 500 ٪ وهي نسبة نمو هائلة حتى لو حاول أي فرد التقليل من حجم المبيعات وهو ما يقارب نصف مليون خلال مسيرة خمس سنوات. لكن ما يُثير الدهشة من استمرار نسب النمو مستقبلا لمبيعات السيارات الكهربائية هو استمرار السياسات الحكومية حول العالم للتحول للطاقة النظيفة واقرار قوانين جديدة للمحافظة على البيئة.
إضافة لذلك هو الخوف من ارتفاع أسعار النفط مرة أخرى ويلاحظ أن نمو مبيعات السيارات الكهربائية يزيد مع ارتفاع اسعار النفط وينخفض تدريجيا مع انخفاض أسعار النفط وهو ما يتم ملاحظته من حجم النمو في عاميّ 2015 و 2016م. لكن التقرير الحديث الصادر من Bloomberg new energy finance أوضح أن تكلفة السيارات الكهربائية يذهب 33 ٪ منها للبطاريات والمثير للاهتمام هو أن تكلفة البطاريات للسيارات الكهربائية بلغت في 2010م 1000 دولار ولكن في عام 2015 انخفضت تكلفة هذه البطاريات حتى وصلت 350 دولار تقريبا وهو ما يعني انخفاض بنسبة 65 ٪ من التكلفة. هذا الاستمرار بالتطوير لتقنية البطاريات سيساعد الشركات على تخفيض القيمة الإجمالية للسيارة وهو ما يعنى بالتالي إمكانية منافسة السيارات التقليدية لتكون بديل رخيص وصديق للبيئة.
والشركات المهتمة في صناعة السيارات الكهربائية مستمرة في تطوير وضخ المزيد من الأموال في الأبحاث التي تساعد صناعتهم فحسب أحدث التقارير الصادرة والتي تقيس نسبة الإنفاق على الأبحاث والتطوير من الإيرادات العامة لشركات السيارات حصلت شركة تيسيلا (وهي الشركة المختصة بصناعة السيارات الكهربائية) على نسبة 18٪ وبذلك تكون في المركز الأول في العالم في نسبة الإنفاق على الأبحاث والتطوير متقدمة بنسبة كبيرة جدا على أقرب المنافسين والذي بلغت نسبته 6 ٪ فقط.
السعي الدؤب من هذه الشركات لتطوير صناعتها وتخفيض تكلفتها. إضافة لما سبق من إقبال على شراء مثل هذه السيارات ونمو مبيعاتها السنوية بشكل كبير. يُشير إلى سباق محموم حول العالم لتغير قواعد اللعبة في عالم السيارات. فهل يمكن للسيارات الكهربائية خلال الخمس سنوات القادمة أن تقلب الطاولة على السيارات التقليدية؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال