الإثنين, 2 سبتمبر 2024

“نصف صحفي” يبوح بأسرار مهنة “البحث عن المتاعب”

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

8090

صدر مؤخرا، باكورة مؤلفات مدير تحرير المحليات بصحيفة “اليوم” الزميل الصحفي فيصل فهد الفريان بعنوان ” نصف صحفي ” والذي يغوص بالقارئ عبر صفحاته في اعماق بحر عالم الصحافة، لكشف ما يدور في كواليس بلاط صاحبة الجلالة، والقاء الضوء على مراحل تطور الصحافة السعودية وتعريف الصحفي المتعاون ودور هيئة الصحفيين السعوديين في ضبط الممارسة المهنية.

ويفرد الكتاب الصادر في 148 صفحة من القطع المتوسط عن عن دار ” مدارك للنشر ” عدة ابواب عن “آفة الصحافة” والشخصية الوصولوية والفرق بين الوصولوية والاسترزاق ومراحل تغلغل الوصولى في بلاط صاحبة الجلالة ، والارتزاق السريع والنرجسية وحب الذات وابتذال الشخصية و استغلال الفرص والظروف و قفز الحواجز والكذب والتجمل .

اقرأ المزيد

ويحاول المؤلف من خلال سرد اعترافات شخصية وصولية رمز لها باسم ” سطوحي الوصولي” ، الاجابة عن تساؤلات حول كيفية تحول الصحافة والعمل الصحفي الى بوابة للارتزاق والاستثمار الذاتي غير الأخلاقي لبعض الصحفيين من أولئك الذين سقطوا على الصحافة بالمظلات أو اخترقوها في غفلة و “تمسكنوا حتى تمكّنوا” ، والاشارة في الوقت نفسه الى ان الوصولي لا يشكل خطرا على أحد ، إلا في حالة استهداف خططه وطموحاته، وتحوله حينها الى شخص شرس قابل للانفجار في وجه كل من يقف في طريقه، خاصة عندما يحقق تقاربا مهما ومتميزا مع قياداته، وينفتح في علاقاته خارج الصحيفة.

70

ويلامس المؤلف من خلال كتابه المطروح حاليا ضمن عناوين معرض الرياض الدولي للكتاب واقع الحالة الصحفية الفريدة التي اصبحت لا تعترف كثيرا بالقدرات المهنية قدر اعترافها وتقديرها للتزلّف والتملّق والانكسار بهدف الوصول الى غايات ومواقع صحفية متقدمة، وهو الأمر الذي يفسر بطء التطور الصحفي في المضمون رغم تطور الشكل.

و لم يغفل الكتاب قضايا الصحفيين المتعاونين الحقيقية التي لا يمكن إنكارها أو القفز عليها ومنها عدم حصولهم في الواقع على الكثير من الذي يطمحون اليه مقابل عملهم ودني اجور 60% منهم ، وعدم تجاوز مكافأة المحرر الصحافي المتعاون بعد 15 عاما من العمل الفي ريال وايضا غياب الأمان الوظيفي.

وأشار المؤلف بين ثنايا كتابه إلى ان الشخصية “الكاريكاتيرية” لا يقصد بها بالضرورة شخص بعينه ولكنها تنسجم مع حالة صحفية ربما توجد هناك وهناك، والمؤكد أنها ليست خيالية تماما وإنما حقيقية وواقعية ، طارحا في النهاية سؤالا لكل صحفي للبحث عنه في محيطه وكذا آخرين لا نعلمهم.

ذات صلة

المزيد