الأحد, 11 أغسطس 2024

17% انخفاض في أسعار القمح العالمية منذ بداية العام

FacebookTwitterWhatsAppTelegram

قمح

تسارع بشكل ملفت خلال الأسابيع الاخيرة انخفاضات أسعار القمح العالمية، فمنذ بداية العام وحتى نهاية الأسبوع الماضي (إغلاق الجمعة الماضية) فقدت أسعار القمح الصلب والطري نحو 17 في المائة لتقترب أسعار القمح الطري من كسر مستوى الـ 200 دولار والصلب من كسر مستوى 230 دولارا للطن وذلك للمرة الأولى منذ حزيران (يونيو) 2010م لتداول عند ادنى مستوياتها في 55 شهرا أي ما يزيد عن 4 سنوات ونصف.

وتأتي الانخفاضات في أسعار القمح العالمية قبل أقل من عام من استكمال المملكة خطتها في التحول بشكل كامل نحو الاعتماد على القمح المستورد كبديل للقمح المحلي وذلك في إطار خطتها لترشيد استهلاك المياه، فمع بداية العام 2016م تكون المملكة قد نفذت خطة الانخفاض التدريجي في زراعة القمح المحلي والتي بدأت في العام 2008م مع تعويض هذا الانخفاض بالاستيراد والذي ارتفع في السنوات الاخيرة ليجاوز الـ 3 ملايين طن وهو حجم استهلاك المملكة سنويا من القمح تقريبا.

اقرأ المزيد

ثلاثة عوامل رئيسية تفاعلت مع بعضها البعض قادت أسعار القمح العالمية للانخفاض خلال الفترة الاخيرة، يأتي في مقدمتها الارتفاع التاريخي المتوقع لمحصول القمح العالمي هذا الموسم عند 719 مليون طن وذلك للموسم الثاني على التوالي بعد أن سجل الموسم الماضي 713 مليون طن، وذلك وفق اخر تقرير شهري صادر عن مجلس الحبوب العالمي بنهاية شهر شباط (فبراير) الماضي. وتمثل العامل الثاني في توقعات بانخفاض وتيرة نمو الاقتصاد العالمي بقيادة الصين وهو ما انعكس على العامل الثالث وهو المخزونات العالمية والتي من المتوقع لها أن تسجل ارتفاعا تاريخيا ايضا هذا الموسم عند 197 مليون طن بارتفاع 10 مليون طن مقارنة بالموسم الماضي.

 

55
استفادت المؤسسة العامة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق (الجهة المسئولة عن استيراد القمح في المملكة) من تزايد المعروض العالمي وانخفاض الأسعار ، فوفقا لموقع المؤسسة على الانترنت، سجل متوسط سعر شراء أخر مناقصة لكمية 690 الف طن قمح صلب عالي الجودة ، وهى المناقصة الاولى لهذا العام، انخفاضا ملحوظا عند 255 دولار للطن (شامل النقل حتى مواني المملكة)، وذل مقارنة بالمناقصة السابقة والتي بلغ فيها سعر الطن 284.2 دولار للطن كمتوسط، أي بانخفاض يقدر بنحو 30 دولارا للطن، وهو ما يوضح مدى انعكاس انخفاض الأسعار العالمية على تكلفة شراء القمح، إلا انه نظرا للدعم الذي تقدمه الدولة للدقيق والذي تتجاوز نسبته الـ 70 في المائة من تكلفة المنتج فلن ينعكس ذلك على أسعار السوق المحلية للخبز والمنتجات الاخرى المعتمدة على الدقيق لأنه حتى مع هذه الاسعار المنخفضة للقمح تظل قيمة الدعم الموجه للدقيق كبيرة.

وأغلقت أسعار القمح الطري الأسبوع الماضي (الجمعة) عند مستوى 201.1 دولار للطن فوب (بميناء الشحن أي غير شاملة النقل) وذلك مقارنة بسعر 242.3 دولار للطن أغلقت به العام 2014م أي بانخفاض 17 في المائة، خلال عام كامل أي انه منذ 6 أذار (مارس) 2014م والذ سجلت فيه الاسعار 272.3 دولار للطن فوب وحتى الجمعة الماضية 6 أذار (مارس) 2015م تكون أسعار القمح الطري فقدت نحو 26 في المائة منها فقط 17% تراجع خلال الفترة من 1 كانون الثاني (يناير) 2015 وحتى الجمعة الماضية، وهو ما يوضح ارتفاع وتيرة الانخفاض في الأسابيع الأخيرة.

ولعبت الأزمة الروسية الأوكرانية في بدايتها دورا كبيرا في ارتفاع اسعار القمح العالمية خلال شهري نيسان (أبريل) ومايو (أيار) 2014م نظرا لثقل الدولتين في أسواق الحبوب العالمية، حيث تجاوزت أسعار القمح الطري مستوى الـ300 دولارا للطن والقمح الصلب مستوى الـ 350 دولارا للطن، إلا أنه مع هدوء الأزمة وعدم تأثر صادرات البلدين من الحبوب بهذه الأزمة مع الارتفاعات القياسية لمحصول القمح الروسي سرعان ما ساعد السوق على امتصاص الارتفاعات في موسم حقق الانتاج فيه مستويات قياسية توابت مع ارتفاعات قوية للمخزونات العالمية.

ذات صلة

المزيد