“مسك”.. بعد عامها العاشر

هذه هي المرة الأولى التي ادخل فيها مؤسسة محمد بن سلمان “مسك” على الرغم أن عمرها اكثر من 10 سنوات وهي تعمل في مجالات خدمة الشباب وتنمية الطاقات البشرية، ويقع مبنى المؤسسة في حي السفارات، احد ارقى الأحياء الدبلوماسية في الرياض التي تضم سفارات ومؤسسات عالمية وإعلامية.

بصراحة السيارة التي أقلتني لموقع المؤسسة، ضلت الطريق وأمضينا 40 دقيقة داخل حي السفارات ندخل ممرات ونعبر الميادين بحثا عن المكان، حتى استعنا بإحدى دوريات الأمن التي كانت تقف في احد الميادين، وبصراحة لفت انتباهي الانتشار الجميل لدوريات الأمن في معظم الطرقات داخل حي السفارات، لفت نظري في مقر “مسك” انتشار الشباب والشابات من بداية الدخول حتى وصولنا لداخل المبنى وهم يوجهون الضيوف القادمين في لقاء مفتوح نظمته مؤسسة محمد بن سلمان “مسك” لمقابلة الرئيس التنفيذي وعضو مجلس الإدارة د. بدر البدر مع نخبة من الصحفيين والكتاب والإعلاميين.

جدران المؤسسة حملت عبارات تحمل قيم ومبادرات ومفاهيم تعزز مكانتها ككيان ملهم للعقول، كتبت بخط جميل ولافت، مع صور ورسومات رسمها فنانون دعمتهم “مسك”، وحينما بدأت جلسة النقاش والحوار مع رئيسها التنفيذي د. بدر حمود البدر وأيضا تقديم شرح موجز من فريق عمل المؤسسة لبرامج ورؤية وضعتها لخطة التنفيذ على مدى السنوات المقبلة الى 2030.

اللقاء كان حفل تعارف بين الإعلام والمؤسسة التي ظلت تعمل بدون ضجيج إعلامي منطلقة من أهداف واستراتيجيات بالشراكة والتعاون مع عدة جهات محلية وعالمية، ورغم انشغال المؤسسة باستضافة القادة المبدعين والمفكرين الشباب المحليين ومن أنحاء العالم في فعاليات منتدى مسك العالمي ليومين خلال الفترة من التاسع الى العاشر من هذا الشهر وأيضا احتفالها بمرور 10 سنوات على تأسيسها قدم لنا رئيسها التنفيذي أرقام ومعلومات كانت غائبة عنا.

بعد ثمان سنوات من الآن، سيتم تخريج 5 في المائة من قادة القطاع الحكومي والخاص من برامج المؤسسة، هذا يعني لمن يريد أن يرى وزراء المستقبل والسفراء المهمين وأيضا الرؤساء التنفيذين في كبرى الشركات، يستطيع أن يراها في وجوه شبابها وبناتها الذين يستفيدون من برمجها المختلفة، كما سيتم استحداث 10 الاف وظيفة جديدة بواسطة مستفيدي برامج المؤسسة وخريجيها، ومن المنتظر أن نرى شركات نوعية وذات قيمة مضافة، حيث تسهم المؤسسة في تأسيس شركات سعودية ناشئة قيمتها 3 مليار ريال ينشئها مستفيدون من برامج المؤسسة، وأيضا حتى عام 2030 سوف تسهم “مسك” في اطلاق ودعم 15 منظمة شبابية.

خلال العشر السنوات الماضية، ركزت على خدمة الشباب عبر مسارات برامجية محددة تتمثل في ريادة الأعمال والمجتمع وصناعة القادة وتنمية المهارات وعززت من تكافؤ الفرص وإتاحتها لموظفيها وفق معايير الكفاءة والمهنية، كما عملت على تمكين المرأة في منظومة العمل وحظيت الإناث بـ 44 في المائة من مجموع الموظفين البالغ عددهم 239 موظفا،

من الواضح أن الفئة العمرية التي تحظى بالعمل في “مسك” يشير الى أن الفئة العمرية لموظفي المؤسسة 34 عاما، لما يتمتع بها الشباب في هذا العمر من حيوية وهمة ونشاط وقدرة على تنفيذ الأفكار.

كان عام 2021 بالنسبة لمؤسسة “مسك” هو عام الإنجازات وتحقيق مكانة عالمية وبناء صورة ذهنية جميلة لدى الشباب سواء على المستوى المحلي أو العالمي، حيث استفاد نحو 500 الف شاب وشابة من مختلف مناطق المملكة، وأسهمت برامج المؤسسة في دعم وإنشاء شركات ريادية ناشئة بلغت قيمتها 917 مليون ريال.

كما انفرد هذا العام بإطلاق مشاريع مهمة في طليعتها الإعلان عن مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية كأول مدينة غير ربحية في العالم تحتضن الابتكار وتركز على الاستثمار في المواهب الشابة، واطلقت هويتها المحدثة والتي تقدم قيما ومفاهيم تعزز مكانتها ككيان ملهم للعقول، وفي خطوة استثمارية استحوذت مسك على ثلث اسهم شركة SNK اليابانية، حيث استثمرت المؤسسة في سوق الألعاب الإلكترونية الذي قدر حجمه بما يزيد عن 180 مليار دولار في عام 2021 لإيجاد فرص حقيقية لتنويع مصادر الدخل وتعزيز الابتكار.

واطلقت المؤسسة برنامج قادة 2030 احد اهم برامج المؤسسة الاستراتيجية الذي دشن من قلب الدرعية، وعززت استثماراتها حينما اطلقت شركة مانجا لإنتاج فيلم الرحلة وهو أول فيلم انمي سعودي ياباني يصدر ثقافتنا للعالم، ونجحت مسك في دعم واطلاق 8 منظمات شابة غير ربحية عبر برنامج بناء المنظمات الشبابية غير الربحية، ومن أهم المبادرات التي اطلقتها أيضا تحسين بيئة العمل ومشروع قيم مسك.

ماذا قدمت “مسك” للمجتمع؟ وهل وصلت معظم المناطق والمدن؟، وهل استفاد كل الشباب والشابات؟، وفق حديث الرئيس التنفيذي د. بدر البدر، مسك وصلت كل البيوت وفي كل المدن وبرامجها متنوعة، وهي مكان للمبدعين والملهمين والقادة الجدد، استفاد منها 490 الف شخص، ونظمت 140 فعالية و79 برنامجا، وقدمت المؤسسة الدعم لـ 697 فنانا واكثر من 170 شركة ناشئة حصلت على دعم، فيما أتم 68 قائدا 40 ساعة تدريب، وتم استحداث 412 وظيفة جديدة، وتم تهيئة 15 شابا لتمثيل السعودية في الخارج.

من إنجازاتها التي تعتز بها، إطلاقها مسابقة كأس العالم لريادة الأعمال لتصبح اكبر مسابقة ريادية متعددة المراحل عالميا حيث تستهدف المسابقة 175 الف رائد أعمال من 200 دولة يتنافسون للفوز بجوائز تتجاوز قيمتها مليون دولار، وانطلقت منافسات كاس العالم لريادة الأعمال لعام 2021 بمشاركة 100 الف شركة للمنافسة منها 15 الف شركة سعودية وفازت 8 شركات في المنافسات السعودية للمسابقة وتأهلت منها شركتان سعوديتان للنهائيات العالمية أسهمت المسابقة في استحداث 59 وظيفة ورفع قيمة الشركات الى 21 مليون ريال.

ما يجعل هذه المؤسسة فتية وأفكارها متجددة، هو أنها تركز على خدمة الشباب عبر مسارات برامجية محددة تتمثل في ريادة الأعمال والمجتمع وصناعة القادة وتنمية المهارات. ربما المرة المقبلة لن أضل الطريق للوصول الى مقر المؤسسة فيكفي أن تسأل أي أحد من الشباب ليرشدك لموقعها.