الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الكل ينتظر ما ستؤل إليه نتائج القرارات الأخيرة ، فمعظمها جديدة تماما على المجتمع السعودي الحديث ولا يعرف تأثيرها الحقيقي على حياته ، ولا يستطيع التوقع أو قد يخاف من توقع أمر لم يمر عليه من قبل .
قمت بزيارات لبعض الأسواق المختلفة في جدة خلال الأيام السابقة وخلال ذروة بعض تلك الأسواق وهو بعد العشاء يوم الخميس والجمعة ، فوجدتها خاوية على عروشها مقارنة بما كانت عليه قبل أشهر وأسابيع قريبة . من الواضح أن الناس متوجسة من المستقبل وتنتظر ما ستكون عليه الأوضاع بعد سريان مفعول القرارات . ذلك حال المشترين الذين هم أقل حذرا من المستثمرين فماذا سيكون عليه حال المستثمرين ؟؟؟؟
في منتصف الثمانينات الميلادية حدثت حالة مشابهة لما نحن عليه الأن ، بل أشد . وذلك نتيجة لتراجع أسعار النفط إلى ما دون ١٠ دولار ، حدث كساد كبير نتج عنه إغلاق عدد كبير من المحلات التجارية ، وأصحاب الأسواق يقدمون عروضا سخية جدا كستة أشهر مجانا وسنة مع إيجار منخفض جدا ومع ذلك لم يتحسن حال الأسواق في تلك الفترة . واعتقد أن كل مستثمر الأن يفكر ألف مرة قبل الإقدام على مشروع إستثماري جديد . خصوصا الشباب ومن ليس لديهم خبرة في العمل التجاري من قبل .
الحق أن الحذر واجب لمن أراد الدخول في مشروع جديد هذه الأيام ، لكن ليس لحد الإمتناع عن البدء بمشروع جديد ، بل الحذر بما يكفي لعدم الفشل أو ما هو أسوأ من الفشل . وليتحقق ذلك الحذر يجب أن تتم دراسة المشروع بعناية فائقة من حيث نوع النشاط والفئة المستهدفة والعوائد المتوقعة ومكان الإنشاء وتكاليف التأسيس وطرق التمويل .
وما يجب الحذر منه لمن يفكر في بدء مشروع في هذا الوقت أن يدخل في المشاريع ذات المخاطرة العالية مهما كانت المغريات ، وتحديدا من ليس لديه خبرة كبيرة في التجارة . والبعد من المشاريع ذات المنافسة العالية ، فالضغوط الاقتصادية ستدفع التجار إلى تقديم خصومات كبيرة جدا للفوز بالزبون ، وهو ما لا يستطيعه المشروع الجديد ، وقد تدفعه تلك المنافسة إلى ترك السوق في وقت قصير جدا قبل إسترداد تكاليفه أو جزء منها .
كما يجب الحذر من تكاليف التأسيس العالية والعمل على جعلها في أدنى مستوى ممكن ، وخصوصا الإيجارات ، وعدم توقيع عقود طويلة الأجل ، فمن المتوقع أن تتراجع الإيجارات مستقبلا . وأهم ما يجب الحذر منه الدخول في قروض دون القدرة على سدادها من عوائد المشروع أو أي مصدر أخر مضمون .
المشاريع المرتبطة برؤية السعودية 2030 من أقل المشاريع مخاطرة وأكثرها نجاحا في المستقبل، خصوصا تلك المشاريع المعتمدة على التقنية الحديثة ، كالبرمجيات ومنصات التسويق ، وكل ما حددته الرؤية ضمن أهدافها المستقبلية . لذلك أنصح أن يحرص كل من يفكر في بدء مشروع جديد أن يحصل على دعم البرامج التي أعتمدتها الرؤية مثل تسعة أعشار ومسك وغيرها من حاضنات الأعمال ، لأن تلك البرامج بما تملكه من خبرات قادرة على تقديم أفضل النصائح لضمان نجاح المشروع وتجنب مخاطر الأزمات الاقتصادية . واستشارة ذوي الخبرة قبل البدء في أي مشروع من الخطوات المهم التي تقلل كثير من درجة المخاطرة .
مع كل ذلك تظل فرص الأزمات الاقتصادية ثمينة جدا بل لا تقدر بثمن أحيانا ، فمن يستطيع رؤية تلك الفرص واقتناصها في وقتها وتنفيذها فسيحقق نجاحات لم يكن ليحققها في أوقات الرخاء .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال