الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أنهيت قراءة كتاب: سيرة غير ذاتية لكاتبه د. بدر البدر، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات تركز في مجملها على أدوات النجاح الشخصي والمهني في بيئة العمل من واقع تجارب الكاتب، والحقيقة أن الكتاب قبل أن يكون مفيداً وملهماً لقارئه -مهما اختلف مستواه العلمي والوظيفي- إلا أنه أيضاً مثرٍ للمكتبة العربية التي مازالت تعاني من قلة المحتوى في مجال الإدارة والأعمال.
في إحدى مقالات الكتاب تحدث الكاتب عن الحدس في اتخاذ القرار وهو لم يشر لتجربة حقيقية مثل بعض المفاهيم التي ذكرها، إنما تحدث عن المفهوم كممارسة قد يكون استخدامها ذا حدين، لكن الامتياز بها كمهارة لا بد أن يكون لدى كل قائد.
استخدام الحدس في اتخاذ القرار للموظف أو المسؤول هو مهارة قد لا يتمتع بها الجميع، واكتسابها يتطلب المرور بكم كبير من التجارب والاخفاقات والفهم الجيد لطبيعة العمل وأبعاده، وهذا ما قادني إلى التفكير بأن هناك عدداً من الممارسات اليومية في أعمالنا -التي اعتدنا على أدائها بطريقة معينة- لا نجد له مبرراً سوى الحدس وليس الاعتياد أو المعرفة أو منهجية معتمدة؛ وهذا جعلني ألاحظ أني -أحياناً- أتجاهل تنفيذ مهمة معينة بسبب ضيق الوقت مثلاً، واكتشف لاحقاً أنها غير مهمة، وأن عدم أدائي لها لم يؤثر على سير العمل، وأحياناً -مع مرور الوقت- أجد بأنها عادت بأهمية أكبر لكن بطريقة مختلفة عن المقررة سابقاً مما يعني أني نجحت في عدم إضاعة وقتي في إنجازها مرتين، ولست متأكدة ما إذا كان حدسي هو السبب أو حسن الحظ .
يعرّف لويس اسمنان الحدس بأنه “السماح لعقلك اللاواعي بمعرفة ما هو مهم من خلال المعلومات التي يكتسبها”. وهذا يعني أن كم البيانات والمعلومات الذي نكتسبه هو الذي يحسّن من قدرتنا على استخدام الحدس في أداء المهام واتخاذ القرارات بطريقة موضوعية كأحد الوسائل -وليس بديلاً- عن الطرق المنطقية والعقلانية ووفق المنهجيات المحددة.
وبذلك؛ فإن الحدس ليس مجرد مهارة قد يتمتع بها الفرد ويستخدمها ويصيب في كل مرة، بل هي مهارة تُكتسب من خلال التدريب وتكرار التجربة والتعلم منها، والتعامل مع البيانات والمعلومات التي يكتسبها مع الوقت في مجاله وحس المسؤولية الذي يتمتع به لاستخدامها بشكل ملائم ونزيه.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال