ما بعد ليب.. اقتصادنا بوجه جديد

المتابع لما تعرضه الجهات خلال تواجدها في مؤتمر (ليب) من تقنيات بالغة التطور، والتجارب التي تعمل من خلالها على إحداث نقلة نوعية في آلية عمل القطاع الذي تنتمي إليه هو أمر يدفعك لتأمل الشكل الجديد لوجه الاقتصاد من حولنا على كافة المستويات والأصعدة.

بين الطب والتعليم والاتصالات والمدن الذكية والطاقة والصحة وغيرها من العلوم شاهدنا تجارب ترتقي لمرحلة التميز، ويمكن لها أن تكون خير داعم في توليد كيانات جديدة على أرض الواقع. أتوقع أن التجربة تجعلنا ندرك أننا خلال أشهر معدودة سنبدأ في ملاحظة كثير من الشراكات تثمر عن صناعة كيانات تنافسية على أرض الواقع تخدم المنظومة الاقتصادية وتسمح بتسريع وتيرة الخدمات في كافة القطاعات والرفع من جودة الحياة لجميع السكان. ففي ذات الأسبوع الذي نسمع فيه تصريح الرئيس التنفيذي ل (zoom) بالتوجه لتسريح عدد كبير من الموظفين بسبب ضغوط اقتصادية حول العالم، نتابع الأخبار التي تبعث السرور في نفوس جميع من حضر المؤتمر من تحقيق شراكات نوعية.

ولا أدل عن ذلك من إ طلاق تطبيق (بيم) التنافسي للمراسلة الفورية بخدمات تشمل إدارة المهام والتقويم المتزامن وغيرها، مما يعني أننا نعمل على استقطاب التقنية لنكون نقطة الجذب، ومحط الأنظار في كل ما يخص التطور. وهنا نقطة مهمة بدأ الكثير من المحللين يشير إليها مؤخرا مع الظروف الاقتصادية الصعبة حول العالم تتمثل في استقطاب الكفاءات في شتى التخصصات من الشركات الرائدة عالميا، والذين باتوا يعانوا من مسألة التذبذب وعدم الاستقرار الوظيفي في جهاتهم. والأمر لا يختلف كثيرا حين نتحدث عن كافة مجالات المؤتمر، بدءا بما يخص تسريع التصنيع بتدشين مركز القدرات التصنيعية للثورة الصناعية الرابعة لتسريع تقنيات الشركات الناشئة الذي يستهدف أن تكون صناعاتنا في مصاف صناعات الدول المتقدمة. وحتى على مستوى الدعم البنكي فقد سمعنا عن إطلاق برامج داعمة وممكنة للقطاع التقني بالإضافة إلى المحافظ التمويلية التي تعمل جنبا إلى جنب مع الشركات في تسريع وتيرة الابتكار. التعليم لم يكن غائبا عن المشهد أيضا مع استعراض تجربة المنصة الوطنية للتعليم الالكتروني. أما سيارة الرصد الذكي التي تم استعراضها من قبل هيئة النقل والتي ترصد حالات عدم الامتثال فهي مشروع أقل ما يقال عنه أنه يعزز من درجة الأمان على الطرقات التي يطمح لها الجميع. وفي القطاع الصحي لفت انتباهي استعراض تجارب التنبؤ بحجم الطلب على الوصفات الطبية من خلال الذكاء الاصطناعي وإيصال الخدمة للمناطق النائية عبر تقنيات الميتافيرس. كل هذه الأمثلة وغيرها كثير تدفعنا بكل تأكيد لنكون أكثر قربا للمستقبل من أي وقت مضى، وتسهم في تشكيل وجه الاقتصاد بما يواءم احتياجات الغد.