الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لو أن مغناطيس “أرامكو” الجبار سحب إليه مُبادرات ومشاريع الطاقة البديلة، لا قدّر الله، فإن ذلك سيقضي على فُرصة تاريخية للتحول الحقيقي في هذا المضمار. عندئذٍ ستكون مشاريع الطاقة المتجددة، كالشمس والرياح والأمواج، بهذه الصورة:
في البداية سيتم التعاقد مع عدة شركات استشارية أجنبية، وستُعد تلك الشركات العديد من الدراسات، ومئات الشرائح وأوراق العرض ذات الأعمدة والألوان الزاهية المُتقاطعة التي تُشبه تنّورة جندي اسكتلندي، وسيجري عرضها في العديد من الندوات التي تُقام في قاعات الفنادق الفارهة خارج المملكة لهذا الغرض. ثم سيتعاقد الاستشاري الأجنبي مع شركة مقاولات أجنبية لتنفيذ أكبر مشروع للطاقة المتجددة، ثم سيبدأ الإنتاج وبيع الكهرباء إلى شبكة الكهرباء بسعر يقل كثيراً عن التكلفة، وسيُدفع الفرق من دولارات بيع النفط. وكل ذلك سيتم باللغة الإنجليزية، بما في ذلك الكهرباء التي يُنتجها المشروع.
أما مدير المشروع (السعودي) فسيتفقد المشروع بين الفينة والفينة ببنطال الجينز وقُبّعة الكاوبوي مُستقلاً طائرة الشركة من هيوستن إلى الدمام، ثم إلى المشروع. وأما دور السكان الأصليين فهو المُراقبة والانبهار والإشادة. وما إن ينتهي العمر الافتراضي للمشروع حتى يتم اجتثاثه من فوق الأرض دون أن يترك قراراً أو أثراً. هكذا كانت صناعة الزيت.
تحتاج مشاريع الطاقة المتجددة إلى أكبر قدر ممكن من كفاءة التشغيل وتخفيض التكاليف؛ كما أن قيمتها وفائدتها الحقيقية لن تظهر إلا عندما تُصبح هذه التقنية في دائرة اهتمام المجتمعات المحلية، وعندما يتفاعل المواطنون معها ويتم استيعابها في ثقافتهم ولغتهم ولهجاتهم المحلية ويعملون على إدارتها وتشغيلها من منازلهم وعبر الورش الصغيرة المنتشرة في المدن والقرى، ومن ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة إنتاج هذه التقنية وتطويرها وتصديرها، كما هو الشأن في أمريكا وأوروبا والصين والهند حالياً.
وأما دور الحكومة فيجب أن يقتصر على الدعم عبر شراء الكهرباء بسعر تشجيعي، والتوجيه والتدريب بواسطة المعاهد والكليات التقنية.
إن قطاع الطاقة المتجددة يمر بطفرة استثنائية، ويُمكن أن يُمثل إضافة اقتصادية ملموسة، وأداة لإيجاد الآلاف من فُرص العمل للمواطنين، ووسيلة لاقتناء واستيعاب هذه التقنية الجديدة، بشرط توفير البيئة الداعمة، وإبعاده عن مغناطيس “أرامكو”، المُباشر وغير المباشر، من أجل مصلحة الوطن.. ومصلحة “أرامكو”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال