الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التزايد في اعداد سكان المدن الكبرى مثل مدينة الرياض بالإضافة ارتفاع أعداد السيارات مع محدودية المواقف فيها خلق مشكلة مؤرقة وتحديات متعددة لسكان ومشرفي المدينة. ففي الوضع التقليدي يقضي السائق وقتاً طويلاً في البحث عن موقف متاح وربما لا يجد وقد يتسبب ذلك في تأخير العمل كذلك مشاكل أخرى مترتبة على ذلك مثل الزيادة في الانبعاث الكربونية والازدحام المروري والضغط النفسي. ومن أجل تجاوز هذه المشكلة قدمت تقنية إنترنت الأشياء حلاً يمكن أن يساهم في تجاوز والتقليل من تبعات هذا الأمر من خلال فكرة المواقف الذكية.
وتعرف أنظمة المواقف الذكية بأنها نظام مركزي لإدارة مواقف المركبات يعتمد على تقنية إنترنت الأشياء ويُمكْن قائد السيارات من البحث عن موقف لسيارته وحجزه وإتمام عملية الدفع إن كان مطلوباً وعن بعد قبل وصوله للمكان من خلال هاتفه الذكي. ويتم أيضا توظيف تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الاله وغيره.
ويمكن أن تكون هذه المواقف في شارع معين أو في مكان مخصص للمواقف مثلا في مجمع تجاري او مطار وغيره.
وتتكون أنظمة المواقف الذكية من أربع مكونات رئيسية:
1- الحساسات والكاميرات وهي أهم مكون فيها بحيث تساهم في متابعة حالة المواقف وتحديد المواقف التي توجد بها سيارات وكذلك المساهمة في التعرف على السيارات من خلال رقم اللوحة أو التعرف على هوية قائد المركبة
2- وحدة المعالجة وهي نقطة مركزية لربط الحساسات والأجهزة مع المنصة السحابية لتحقيق الاستفادة من البيانات والمساهمة في تعزيز ودعم اتخاذ القرارات
3- تطبيق إلكتروني مثلا في الهواتف الذكية
4- المنصة السحابية وهي عبارة عن مستودع لجميع سجلات ومعلومات المواقف والمستخدمين وعد المركبات.
تعتمد المواقف الذكية بشكل رئيسي على حساسات وأجهزة إنترنت الأشياء والتي ترافق حالة المواقف بحيث يتم تحديث هذه المعلومات بشكل مستمر إلى المنصة السحابية والتي بدورها تقوم بدمج وجمع ومعالجة وتحليل البيانات ووضع خريطة للمواقف يمكن عرضها في التطبيق المخصص لذلك بحيث يقوم السائق بالدخول للتطبيق واستعراض حالة المواقف ومكانها والاقرب للسيارة وتوجيه إلي ذلك المكان مع امكانية الدفع ان كان مطلوباً. كما تساهم في التقليل والحد من المخالفات فمثلاً أي سيارة تقف بشكل مخالف يتم مخالفتها وتنبيه المشرف بذلك إن لزم الامر كما في حالات الوقف في مواقف كبار السن وذوي الاعاقة.
ويمكن استخدام تطبيقات المواقف الذكية في الامكان المزدحمة مثل المولات والمستشفيات والمطارات والملاعب الرياضية وأماكن الترفيه والسياحية والجامعات وحتى داخل المدن والمجمعات السكنية ودور الإيواء.
وللمواقف الذكية فوائد عديدة منها:
1- التقليل من الازدحام المروري
2- خفض الانبعاثات الكربونية وتقليل استهلاك الوقود
3- رفع مستوى الأمان من خلال كاميرات تراقب المكان
4- الرفع من ذكاء المدن وتحسين جودة الحياة
5- موارد مالية جديدة من خلال رسوم المواقف
6- حفظ الوقت ورفع الانتاجية في العمل وسرعة الوصول للعمل
وعلى الرغم من هذه المزايا إلا أن الامر لا يخلو من بعض التحديات ومنها ارتفاع تكلفة المشروع من أجهزة وحساسات كاميرات وتطبيقات وأنظمة كذلك ضرورة توفير فريق مدرب أو التعاقد من مشغل يمكنه إدارة المشروع مع وجود تطبيق سهل الاستخدام يحافظ على خصوصية البيانات وتأمينها بشكل كامل.
وتعتبر فكرة المواقف الذكية ليست جديداً، بل هي مستخدمة وعلى نحو متفاوت وطريقة الاستخدام والتقنيات المستخدمة فيه. وهناك بعض النماذج على المستوى المحلي وإن كانت على نطاق صغير كما أن هناك تجارب عالمية مثل نظام (SFPark) في سان فرانسيسكو الامريكية كذلك نظام (parking sg) في مدينة سنغافورة في دولة سنغافورة.
ختاماً:
تمثل أنظمة المواقف الذكية فرصة لمسيري المدن الكبرى مثل مدينة الرياض لتحقيق الاستفادة منها خصوصا مع التزايد المستمر في اعداد السيارات فيها والتوجه الحكومي في زيادة عدد السكان فيها مما يعني ظهور تحديات مختلفة منها. ففكرة المواقف الذكية يمكن أن تساهم في التغلب على بعض هذه التحديات فيها ورفع وتحسين جودة الحياة لسكان ومرتادي العاصمة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال