الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
سوف يتمكن المواطن السعودي قريبا من تركيب أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في منشأته سواءً كان منزلا أو شقة أو مكتب. و ذلك ليتمكن من إستخدام الطاقة الكهربائية التي أنتجها في منشأته و بيع الفائض على شبكة التوزيع. و سوف تتوافد الشركات التي تبيع هذه الأنظمة بكثرة عن طريق وكلائها المحليين و كلهم يدعي أن سلعته أفضل من غيرها. و تقديم الوعود التي يشك في صحتها لضمان تلك الأنظمة و التأمين عليها إلي آخر ذلك مما نراه عادة عن طريق الإعلانات أو الزيارات المباشرة للمنازل و الشركات. و أنا أرجو أن لا تسمح الأنظمة التي تحكم استيراد و بيع و إعتماد مستشاري ومقاولي الأنظمة الشمسية بأن يكون المواطن هو الحلقة الأضعف. سواء من وزارة التجارة أو هيئة تنظيم الكهرباء أو مقدم خدمة توزيع الطاقة الكهربائية.
إن نظام تنظيم اللوحات الشمسية الكهروضوئية الصغيرة يستدعي وجود إستشاري أو مقاول معتمد لعمل دراسة لمن أراد تركيب أنظمة الطاقة الشمسية. ونأمل من الاستشاري أو المقاول المعتمد أن يكون مؤهلا لتوضيح أنواع اللوحات الشمسية المعروضة فى السوق للعميل و أن يوضح اقتصاديات النظام المقترح والزمن المتوقع لاسترداد رأس المال مع تقديم ضمانات معقولة تحمله جزء من المسؤولية. كما نأمل من هيئة المواصفات و المقاييس إعتماد تقنيات اللوحات الشمسية ذات المواصفات التي تراعى الجودة المعقولة و تستبعد التقنيات ذات الجودة المشكوك فيها. كما نأمل من هيئة تنظيم الكهرباء أن تدرج فى موقعها على الإنترنت التقنيات المختلفة للوحات الشمسية موضحة الفروقات بينها. كما أننا نأمل أن تدرج أسماء الإستشارين والمقاولين المعتمدين و أن تسمح لهم بوضع عبارة “معتمد من هيئة تنظيم الكهرباء ” زائدا رقم الإعتماد و ذلك لاستبعاد مقتنصي الفرص الذين يستغلون عدم معرفة المشتري بتفاصيل أنظمة اللوحات الشمسية.
إن من أكثر الإعلانات مخالفة للواقع و التي رأيتها لأحد الشركات الأمريكية التي تبيع أنظمة اللوحات الشمسية الكهروضوئية هو الإدعاء بأنه كلما ارتفعت درجة الحرارة في الخارج كلما أنتجت اللوحات الشمسية طاقة كهربائية أكثر. و هذا ادعاء غير صحيح بالمرة. فإن اللوحات الشمسية تعتمد فى إنتاج الكهرباء على كمية الضوء و التي وحدتها لكس (Lux) و لا تعتمد على درجة الحرارة و التي وحدتها السنتيغرايت أو الفهرنهايت. و فى الواقع، فإن إرتفاع درجة الحرارة يؤثر سلبا على إنتاج الطاقة الكهربائية من اللوحات الشمسية حيث أن أفضل درجة حرارة تعمل فيها اللوحات الشمسية بكفاءة هي 25 درجة مئوية سنتيغرايت. بعد ذلك فإن كفاءتها تتناقص بمقدار 1٪ تقريبا كلما ازدادت درجة الحرارة بمقدار درجتين مئويتين. و يسمى ذلك بمعامل درجة الحرارة أو (Temperature Coefficient). فعندما تكون درجة الحرارة 45 درجة مئوية مثلا فإن كفاءة إنتاج اللوحات الشمسية للطاقة الكهربائية يتناقص بمقدار 10٪ تقريبا.
كما أن كفاءة إنتاج جميع اللوحات الشمسية الكهروضوئية من الطاقة الكهربائية بدون إستثناء و المكتوبة فى “كتيب المنتج” سواء كانت 200 وات أو غير ذلك فهي مقاسة تحت ظروف اختبار قياسية (Standard Testing Condition) بمعنى تهيئة الأحوال القياسية أثناء مرحلة الاختبار قبل البيع و إستبعاد جميع العوامل التى تؤثر على كفاءتها مثل درجات الحرارة المرتفعة و الغبار و الأتربة و الرطوبة و تحديد درجة الإنحراف لتلقي أكبر كمية ممكنة من الضوء. و هذا ما يستحيل تحقيقه على أرض الواقع. هذا بالإضافة إلى أن جميع اللوحات الشمسية الكهروضوئية تقل كفاءتها مع مرور الوقت إلا أن بعضها يكون أفضل من غيرها حسب التقنية و الصناعة.
و أنا آمل من المواطن أن يتريث في شراء تلك الأنظمة حتى يعلم علما ينافي الجهالة فيما هو مقبل علي شرائه. فهناك ما يزيد على 20 نوعا من ألواح الطاقة الشمسية الكهروضوئية. كما أن التقنية في حد ذاتها تمر بمراحل سريعة من التطور التقني. و هناك أخبار جديدة تكاد تكون شهرية علي تطوير لوحات شمسية كهروضوئية أفضل من سابقاتها و ذات كفاءة أعلى و بسعر أقل. و السبب في ذلك، بالرغم من وجودها في السوق العالمي منذ عقود، هو أن إزدياد استخدامها في الكثير من المشاريع حول العالم ساهم في تيسير الإنفاق علي الأبحاث الخاصة بتطويرها. كما و أن هناك تقنيات أخرى لإنتاج الطاقة المتجددة قد تكون أفضل لتطبيقات معينة من تركيب أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال