محمد الفضلي: “وفرة” تودع مرحلة الخسائر وتعلن الانطلاق من بشائر الربع الأول نحو الأهداف الاستراتيجية

قال الدكتور محمد عبدالعزيز الفضلي الرئيس التنفيذي لشركة وفرة للصناعات والتنمية إن “وفرة” بدأت تودع مرحلة الخسائر، حيث انطلقت من بشائر الربع الأول نحو الأهداف الاستراتيجية التي تؤسس لبناء قيمة رفيعة وجودة عالية واحترافية في الإنتاج والتسويق، وذلك بالتعاقد مع أسماء كبرى في سوق المنتجات الغذائية، وشراء معدات ومكائن جديدة للتوسع في خطوط الإنتاج تنفيذا للخطط المرحلية للمحافظة على نمط النمو، مع العمل على إدخال مبدأ الاستدامة البيئية لرفع الجودة وتطويق الهدر.

وأوضح الفضلي في حوار أجرته “صحيفة مال” أن استراتيجية الأمن الغذائي في المملكة وراء تجاوز تداعيات جائحة كورونا وآثار الأزمة الروسية الأوكرانية، مبينا أن “وفرة” تخطط لبناء علاقات استراتيجية مع عملاء وموردين لدعم توسع الشركة في الإنتاج، فيما يلي نص الحوار مع الدكتور محمد عبدالعزيز الفضلي الرئيس التنفيذي لشركة وفرة للصناعات والتنمية فتابعوه”:

.. عقدت شركة وفرة للصناعات والتنمية في الفترة الماضية عدة اتفاقيات منها تصنيع منتجات لصالح علامات تجارية معروفة .. ما المردود العائد للشركة من هذه الاتفاقيات؟

– تعاقدت الشركة خلال العام الماضي وبدايات العام الحالي بالتعاقد مع عدة هايبر ماركت ذات أسماء معروفة في سوق المنتجات الغذائية، لمدد تتراوح بين ستة شهور وعام، وكل هذه التعاقدات مردودها الإيجابي على الإيرادات ستشهده الشركة خلال العامين الحالي والمقبل ـ بإذن الله ـ وسيزيد النمو في السوق المحلي وكذلك حصتنا السوقية.

.. أعلنت الشركة عن شراء معدات ومكائن جديدة من شركات عالمية للتوسع في خطوط إنتاج اللحوم والمكرونة، ماهي خططكم القريبة والبعيدة المدى لاستيعاب هذا التوسع في السوق؟

– بعد عمل دراسات تفصيلية للسوق السعودي وفرص الانتشار في الدول المجاورة، وضعنا خططاً مرحلية للتوسع والمحافظة على نمط النمو مما يعزز حضور منتجات الشركة ومنافستها ، وبدأنا الخطوة الأولى بالتعاقد مع أفضل الشركات في ألمانيا وإيطاليا لتصنيع خطوط إنتاج جديدة، لتعزيز جودة منتجاتنا ومضاعفتها.

وشجعنا على هذا التوسع الميزات التنافسية لمنتجاتنا التي تتميز بالجودة ودعم المحتوى المحلي، والنمو المتواصل لسوق المواد الغذائية بالمملكة كذلك قمنا بإنشاء وبناء تحالفات استراتيجية مع عملاء وموردين، وكل هذا يدعم جهودٌنا في توسع الشركة في الإنتاج. كذلك نعمل على إدخال مبدأ الاستدامة البيئية خلال السنوات القليلة القادمة لتحسين مستوى الجودة وتقليل الهدر في الموارد للشركة ومما يساعدنا على ذلك أتمتة الخطوط وتحديثها.

.. يقودنا السؤال السابق إلى الاستفسار عن الحصة التي تطمح “وفرة” لتحقيقها في السوق السعودية والإقليمية؟ وما الذي حققته الشركة حتى اليوم في هذا السبيل؟

– توظف الشركة حالياً كل إمكاناتها البشرية والمادية لمضاعفة الإنتاج وتعظيم الإيرادات، وتضافر جهود الادارة التنفيذية لتنفيذ هذه الأهداف التي قطعنا – بتوفيق من الله – خطوات واسعة من أجل تحقيقها، ويؤيد ذلك أرقام المبيعات والأرباح المحققة خلال عام 2022، كان تحول ملحوظ بفضل الله بالتحول إلى الربحية مقارنة بالعام السابق. مثلا مصنع اللحوم الجديد طاقته الإنتاجية أضعاف المصنع القديم وهذا يعزز حضور منتجاتنا بالسوق، وكل هذه الجهود ستضع الشركة في مكان متقدم على خارطة سوق المنتجات الغذائية المحلي والإقليمي، وفي هذا السياق يجب أن نضع في الاعتبار المنافسة الشديدة التي يشهدها سوق المنتجات الغذائية في المملكة وهي منافسة بنظري صحية تجذب الابتكار والتطور ، وتصب في النهاية في مصلحة المستهلك.

.. واجه قطاع الأغذية العالمي في العامين الأخيرين صعوبات في توفير المواد الخام وفي سلاسل الإمداد وارتفاع التكاليف.. هل تأثر سوق المنتجات الغذائية في المملكة جراء هذه الصعوبات؟ وهل انعكست آثار هذه الأزمات على أسعار منتجات الشركة والشركات المماثلة؟

– استراتيجية الأمن الغذائي في المملكة التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين أهمية كبرى كان لها الفضل الكبير بعد الله في تجنيب أسواقنا تداعيات أزمة كورونا وبعدها الأزمة الروسية الأوكرانية، لذلك لم يعاني قطاع الغذاء في المملكة بمثل ما عاناه أمثاله في كثير من دول العالم، لذلك ظلت التغيرات السعرية للمنتجات في حدها الطبيعي، وجدير بالذكر أن تعامل المملكة خلال هذه الأزمات كان نموذجا يحتذى به بشهادات دولية.

.. هل هناك خطط استراتيجية تنافسية تعين الشركة على تحقيق الأرباح ومضاعفة حصتها السوقية؟

– من ضمن إجراءات زيادة رأس المال تم اعتماد خطة استراتيجية للفترة من عام 2023 م حتى عام 2027 م.

وتتلخص ركائز الاستراتيجية الجديدة في طرح منتجات متميزة وذات جودة وقيمة مضافة لدى المستهلك، والعمل باحترافية ومهنية في كافة مراحل العملية الإنتاجية والتسويقية، هذه الركائز هي التي ستشكل أرضية ثابتة للشركة في السوق، وتتميز الخطة بالديناميكية والمرونة وفق متغيرات سوق الغذاء.

واستطاعت الشركة والحمد لله في نهاية الربع الأول من عام 2023 م بتقليص الخسائر المتراكمة للشركة حتى وصلت الى أقل من 2% من رأس المال ، ومن المتوقع إطفاء كل الخسائر المتراكمة في نهاية الربع الثاني من العام 2023 م ان شاء الله، الأمر الذي سيمكن الشركة من المضي قدماً في تنفيذ أهداف خطتها الاستراتيجية.

.. نود أن ننتهز هذه المناسبة لتعريف الجمهور ببيئة وأسلوب العمل داخل الشركة ومصانعها؟
– لدى الشركة 4 مصانع وهي (مصنع لمنتجات الخضار– مصنع لمنتجات المكرونة – مصنع لمنتجات اللحوم – مصنع لمنتجات حبوب الإفطار) ويوجد بكل مصنع مختبر حديث لضبط الجودة وعمل الاختبارات اللازمة للمواد الخام والمنتج النهائي الخاضع لرقابة هيئة الغذاء والدواء والجهات الرقابية الأخرى.

وحصلت الشركة مؤخرا على شهادة الجودة المرموقة BRC اتحاد التجزئة البريطاني British Retail Consortium وهي من أهم الشهادات التي تمنح للشركات التي تطبق معايير سلامة الغذاء وجودته بمستويات عالية كذلك شهادات الجودة الأخرى مثل شهادات الايزو المختلفة. والعمل جاري ومستمر لتطوير بيئة العمل ومبدأ التنافسية مما يضعنا في مصاف كبار الشركات في هذا القطاع خلال الأعوام القليلة المقبلة وأنا كلي ثقة بذلك وهذا ما عملنا عليه في خطة الشركة للخمس سنوات القادمة بإذن الله.

.. تنتج مصانع الشركة العديد من المنتجات الغذائية.. ما هذه المنتجات؟

– من أهم منتجاتنا شرائح البطاطس المجمدة، التي تعتمد في إنتاجها على نوعية بطاطس محلية ودولية ذات مواصفات عالية، وينتج مصنع حبوب الإفطار الكورن فليكس ورقائق نخالة القمح ومكورات الشوكولاتة والأرز، كما تقوم الشركة بإنتاج البرغر والنقانق والكباب وشرائح اللحم المحفوظة تحت علامات خاصة بالشركة وموزعين آخرين ومحلات الأطعمة السريعة، أما مصنع المكرونة فتتنوع منتجاته وعبواته تحت أسماء تجارية معروفة، وتستخدم في إنتاجها القمح المحلي وسميد قمح الديورم وهو أجود أنواع القمح.

.. زادت الشركة في العام الماضي رأس مالها، ماذا ستحقق زيادة رأس المال للشركة والمساهمين؟
– تم زيادة رأس مال الشركة في شهر أغسطس 2022 م من 77.17 مليون ريال إلى 231.51 مليون ريال، هذه الزيادة هدفها التوسع في نشاط الشركة التصنيعي، وأتمتة خطوط الإنتاج، والاستغلال الأمثل لانتشار العلامة التجارية لتغطي مناطق المملكة، وهذا سيعود بالتأكيد على الشركة والمساهمين بالفائدة والربحية، حيث أن استثمار زيادة رأس المال بشكل ناجح سينعكس على سعر السهم بالإيجاب، وهذا ما قامت به إدارة الشركة.

.. هل ضمن خططكم امتلاك أراضٍ زراعية تخصص لتزويد مصانعكم بالخامات المطلوبة؟ وما هي تعاقداتكم الحالية مع الشركات الزراعية داخل المملكة وخارجها؟

– ليس لدى الشركة في الوقت الحالي خططاً لامتلاك أراض زراعية، حيث أن تعاقداتنا الحالية كافية لإمداد الشركة باحتياجاتها من المواد الخام، وقد أسست الشركة لعلاقات طيبة وتعاقدات مع العديد من الشركات الوطنية.

– ما مدى تنافسية شركات تصنيع الأغذية مع مثيلاتها الأجنبية الموجودة في السوق السعودي؟

.. يستوعب سوق الغذاء السعودي العديد من المنتجات الغذائية ذات العلامات التجارية الأجنبية، ورغم هذه التحديات فقد أثبتت الشركات السعودية وجودها ونجاحها ونالت ثقة المستهلك، يؤيد ذلك معدلات النمو المتواصلة في قطاع الأغذية المحلي، كما أن حجم الاستثمار في صناعة المنتجات الغذائية في ازدياد حيث وصل إلى أكثر من 94 مليار ريال حسب آخر احصائية من وزارة الصناعة ما يشكل 7% من إجمالي حجم الاستثمارات في القطاع الصناعي.

وزاد عدد مصانع الأغذية حتى بلغ في العام الماضي أكثر من 1024 مصنع، وكل هذا يؤكد نجاح قطاع الغذاء المحلي وازدياد فرص نموه التي يشهدها عاماً بعد عام، ويعين على ذلك اهتمام الدولة رعاها الله بهذا القطاع والتشجيع على الاستثمار فيه.