الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في وقتنا الحالي بدأت ثورة البيانات فعليًا بتغيير المجتمع؛ وثورة البيانات هي مصطلح يراد به حركة البيانات المفتوحة، وزيادة استثمار الجموع، وجديد تكنلوجيا الاتصالات والمعلومات العالمية لجمع البيانات، والتدفق الهائل لإتاحة البيانات الضخمة خصوصا مع بروز الذكاء الصناعي وأنترنت الأشياء. وتتيح التطورات في مجال الحوسبة الرقمية وعلم البيانات معالجة البيانات الضخمة وتحليها آنيا. ويمكن للمشاهدات الحاصلة من مناجم المعلومات تلك أن تكمل الإحصاءات الرسمية وبيانات الاستبيانات، مما يضيف عائد للمعلومات المتصلة بالسلوك الإنساني والتجربة الإنسانية نفسها. وبتكامل هذه البيانات الجديدة مع البيانات التقليدية، يصبح من الممكن إنتاج معلومات آنية أعلى جودة وأكثر تفصيلا وأوثق صلة.
البيانات هي شريان الحياة لعملية صنع واتخاذ القرارات، كما أنها المادة الخام لعملية المساءلة. وفي القطاع الخاص اليوم أصبح تحليل البيانات الضخمة أمرًا شائع مثله في ذلك مثل عملية تنميط المستهلك وقولبة الخدمات لتناسب الحاجات الشخصية للأفراد، فضلا عن استخدام التحليل التنبؤي في التسويق والإعلان والإدارة.
وهنا تأتي الإشارة إلى أن حجم البيانات في العالم يزداد زيادة مطردة؛ ففي عام 2020 ، تم إنشاء 64.2 زيتابايت من البيانات ، أي بزيادة قدرها 314 بالمائة عن عام 2015. كما ساهمت زيادة الطلب على المعلومات بسبب أوبئة كوفيد-١٩ في نمو أعلى من المتوقع، والجزء الأكبر من تلك البيانات هي ما يمكن أن يُسمى “عوادم البيانات”، وهي البيانات التي تُجمع من حصيلة التفاعلات اليومية مع المنتجات والخدمات الرقمية، بما في ذلك الهواتف الخلوية وبطاقات الائتمان ومنصات التواصل الاجتماعي. ويُعرف هذه الطوفان من البيانات بالبيانات الضخمة، فالبيانات تنمو بسبب تزايد تجمعها الهواتف الخلوية المتنوعة بما لها من قدرة على التقاط المعلومات بحيث تتضاعف السعة العالمية لخزن البيانات في كل 40 شهرًا.
وفي منتدى الأمم المتحدة العالمي الأول للبيانات؛ الذي عقد في يناير 2017 اجتمع ما يزيد عن 1400 مستخدم ومنتج للبيانات في القطاعين العام والخاص وأعضاء من الوسط الأكاديمي لاستكشاف سبل تسخير قوة البيانات لأغراض التنمية المستدامة وخرج المنتدى بنتائج مهمة، بما فيها تدشين خطة عمل كيب تاون العالمية لبيانات إنمائية مستدامة.
وكذلك جاءت مبادرة غلوبال بلوص؛ وهي مبادرة ابتكارية بشأن علوم البيانات تشرح وتوضح المبادرة الوعي بالفرص التي تتيحها البيانات الضخمة في ما يتصل بأغراض التنمية المستدامة والعمل الإنساني، كما أنها تهدف إلى تطوير حلول تحليلية عالية التأثير وتتيحها أمام الأمم المتحدة والشركاء الحكوميين من خلال شبكتها للمراكز الابتكارية لعلوم البيانات.
وشاركت غلوبال بلوص في تنظيم سلسلة الأمم المتحدة لحلقات العمل الخاصة بمختبر الابتكار البياني، التي كانت عبارة عن مبادرة تصدرتها يونيسف وبرنامج الغذاء العالمي. وهدفت السلسلة – التي تألفت من خمس حلقات عمل مواضيعية – إلى فهم قدرات الابتكار البياني القائم والحاجات ضمن منظومة الأمم المتحدة.
ويوميًا؛ يتبادل الناس في كل أنحاء العالم تغريدات تعد بمئات آلاف الملايين بعشرات اللغات. تلك المحادثات تحتوي على معلومات آنية بشأن العديد من المواضيع الحيوية والمفيدة، وستتيح تلك الشراكة للوكالات الإنمائية والإنسانية التابعة للأمم المتحدة إمكانية تحويل البيانات العامة إلى معلومات قابلة للتنفيذ لمساعدة البلدان في كل أنحاء العالم.
وأحد الأمثلة على تلك الشراكات هي مبادرة ” البيانات الضخمة للخير الاجتماعي” التي تستخدم البيانات الضخمة المتاحة من شبكات الهاتف الخلوي استخداما يتيح التصدي للأزمات الإنسانية، بما في ذلك الكوارث الطبيعية والأوبئة. وكذلك’’ البيانات لما يتصل بالعمل المناخي‘‘، التي تربط الباحثين في كل أنحاء العالم بالأدوات والبيانات المتاحة من الشركات الرائدة بما يسمح بإيجاد حلول قائمة على البيانات للقضايا المناخية. فضلا عن ذلك هناك كذلك التعاونيات البيانية، التي هي شكل جديد من أشكال التعاون يتجاوز نموذج الشراكة بين القطاعين الخاص والعام، وبما يتيح للمشاركين من قطاعات عدة (وبخاصة الشركات) تشارك بياناتها لإيجاد قيمة عامة.
وفي الختام؛ علم البيانات، والتعامل مع علم البيانات هو أحد التخصصات الواعدة في جميع مناطق مملكتنا الحبيبة، فعلى جميع مؤسسات التعليم العالي خدمة هذا التخصص عن طريق وضعه ضمن خططها المستقبلية فيما يخص التخصصات الجامعية المستقبلية الواعدة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال